أسرة العلايلي: وفاته لم تكن بسبب فيروس كورونا ولن نقيم عزاء
قررت أسرة الفنان الراحل عزت العلايلي عدم إقامة عزاء له، بعدما ووري جثمانه الثري في مقابر العائلة بطريق الفيوم، عقب وفاته بشكل مفاجئ بعد معاناة صحية لم تدم سوى ساعات قليلة، حيث كان الراحل يمارس حياته بشكل طبيعي دون مشكلات كبيرة، ونفت أسرته ما تردد عن إصابته بفيروس كورونا.
كان الفنان عزت العلايلي، الذي توفي صباح أمس الأول، يخطط للظهور بعدة برامج خلال الأيام المقبلة، بينها برنامج "هذا الصباح"، حيث كان يفترض أن يسجل حلقة بالبرنامج بعد غد، حسبما أعلنت مقدمة البرنامج أسماء مصطفى، عبر حسابها على "إنستغرام"، في نعي الفنان الراحل.
الحرب العالمية الثانية
ولد الفنان الراحل في 15 سبتمبر 1934، بحي درب الملاح بمنطقة باب الشعرية الشعبية، حيث عاش طفولته مع شقيقاته نجوان وعنايات وفاطمة، وانتقلوا خلال تلك المرحلة إلى الإسكندرية لفترة قبل أن يعودوا للقاهرة بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية.وكان العلايلي الولد الوحيد لأبيه، الذي عمل محاسبا وتوفي في مرحلة مبكرة، مما دفعه إلى الخروج والعمل لتدبير احتياجات أسرته، وارتبط بشدة بشقيقته عنايات، التي رحلت في نوفمبر الماضي، وحزن كثيرا على فراقها، فكانت علاقته مع شقيقاته وزوجته الراحلة جيدة جدا، ودائما ما تحدث عنهم في لقاءاته المختلفة.
قصة حب
وتميزت علاقة الراحل مع زوجته سناء بالحب المتبادل والوفاء، فكان دائما ما يحرص على إرضائها، وتحدث عنها كثيرا خاصة عن قصة الحب التي جمعتهما منذ الطفولة، ورزق منها بابنين لم يفرض عليهما احتراف الفن.وبدأ العلايلي التمثيل وهو تلميذ في المدرسة، عندما ذهب ضمن المجاميع المشاركة في فيلم "يسقط الاستعمار"، وقدم مشهدا في مظاهرة، لكن رغم دخوله معهد التمثيل فإنه لم يعمل بالفن على الفور بسبب المسؤوليات التي تحملها عن أسرته، وتبنى في مسيرته الفنية آراءه السياسية أيضا، فكان يتحدث دائما عن فكره القومي العروبي، ما دفعه إلى الاشتراك في عدة أفلام تناقش هذه القضايا خلال مسيرته الفنية، وكانت السبب أيضا في رفضه العديد من الافلام.«قيد عائلي»
امتد مشوار الراحل من ستينيات القرن الماضي حتى رحيله، وكان آخر أعماله مسلسل "قيد عائلي"، الذي عرض قبل عامين، وشارك في بطولته مع مجموعة من الفنانين الشباب، إضافة إلى مشاركته في فيلم "تراب الماس" مع المخرج مروان حامد.وفي مسيرة العلايلي السينمائية مجموعة من الأفلام المميزة، أبرزها فيلم "الأرض" الذي قدمه قبل 5 عقود، إضافة إلى العديد من الأفلام الهامة مع كبار المخرجين، منها "الاختيار"، "زائر الفجر"، "السقا مات"، "على من نطلق الرصاص"، "الطوق والاسورة"، "الطريق إلى إيلات"، "بئر الخيانة" "المواطن مصري"، وآخر تكريم حصل عليه كان من مهرجان الإسكندرية لدول حوض البحر المتوسط في نوفمبر الماضي، حيث تم الاحتفاء به وبمسيرته الفنية الطويلة.أولادنا في لندن
ويعتبر عزت العلايلي من الرعيل الأول للمسرح القومي، حيث قدم عشرات الاعمال عليه على مدار عقود، بينها "أولادنا في لندن"، "ثورة قرية"، "خيال الظل"، وأخيرا "أهلا يا بكوات"، التي استمر عرضها حتى عام 2006، وكان يخطط لمشروع جديد يعود من خلاله للوقوف على خشبة المسرح، فضلا عن تصوير آخر أعماله تلفزيونيا وهو حلم لم يحققه.وكان الظهور الأخير للراحل في جنازة الكاتب الكبير وحيد حامد الشهر الماضي، حيث بدا عليه الحزن خلال تشييع الجنازة، بسبب العلاقة الوطيدة التي جمعتهما، ونفت أسرة العلايلي ما تردد عن إصابته بفيروس كورونا، حيث كان يمارس عمله من المكتب بشكل معتاد حتى مساء الأربعاء، وعلى تواصل مع زملائه وأصدقائه حتى قبل ساعات من الرحيل، ومنهم الفنان رشوان توفيق الذي كان من آخر الأشخاص المتواصلين معه.