توفي الموسيقار المصري محمد سعيد البنا، الشهير بسعيد البنا، صباح أمس الأول في القاهرة عن عمر يناهز 87 عاماً.وتفاعل الفنانون المثقفون في الكويت مع خبر رحيله، مستذكرين مناقبه وأبرز أعماله الفنية الخالدة، إذ قال المخرج عبدالله عبدالرسول ناعياً الراحل: نثر الحب والفرح بأعيادنا الوطنية... قام بالتوريع الموسيقي لهذه الأعمال الخالدة "مذكرات بحار" و"صدى التاريخ" و"مواكب الوفاء" و"الزمان العربي" و"حديث السور" و"أنا الآتي" و"حكاية وطن" و"الشراع الكويتي"، وغيرها من الأعمال الفنية، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
من جانبه، قال الملحن غنام الديكان إن الراحل "قدم دوراً كبيراً في المشهد الفني، ولا أحد ينكر مشاركته في الأعمال الوطنية معنا، كما كانت له أعمال خاصة وأوبريتات للأطفال"، مضيفاً "كان بمثابة أخ وصديق وزميل وطيب جداً"، ولافتاً إلى أنه تلقى منه قبل وفاته رسائل صوتية يسأل فيها عنه ويبلغه السلام.بدوره، ذكر الملحن حمد الخضر: "فقدنا قيمة فنية كبيرة عشقنا أعمالها وتربينا على موسيقاه، رحم الله البنا الرجل المعطاء"، في حين قال الكاتب عبدالوهاب الحمادي: "رحل موسيقي كبير، هو صانع من صناع الذاكرة الكويتية، وزع واشتغل بقيادة أشهر الأوبريتات الكويتية، وجاء إلى الكويت ليعمل عاما واحدا فعاش بيننا ما زاد على نصف قرن، لترقد بسلام فإبداعاتك باقية".
«كفِّ الملام»
وكان البناء عمل في الكويت لأكثر 45 عاماً، حيث جاء إليها في عام 1962 كعازف تشيللو في فرقة الإذاعة الموسيقية، وكانت أولى مشاركاته العزف ضمن الفرقة لأغنية "كفِّ الملام" من غناء شادي الخليج وألحان أحمد باقر، وهي عمل ينتمي إلى فن الصوت، كما قدم أول لحن له في الكويت للفنان عوض دوخي، وتوالى التعاون بعدها مع العديد من مطربي تلك المرحلة، إضافة إلى تلحينه أغنية عن جزيرة فيلكا.أوبريت «بساط الفقر»
ومن أبرز الأعمال التي قام بتلحينها أوبريت "بساط الفقر" للشاعر الغنائي الراحل فايق عبدالجليل، وشارك فيه النجوم الكبار عبدالحسين عبدالرضا وسعاد عبدالله وإبراهيم الصلال ومحمد جابر، وأغنيات مسرحية "باي باي لندن" من بطولة عبدالحسين عبدالرضا والراحلين غانم الصالح ومريم الغضبان وداود حسين وهيفاء عادل وانتصار الشراح ومحمد جابر.العيد الوطني
وعمل البناء في وزارة التربية أواخر ستينيات القرن الماضي، والتقى مجددا شادي الخليج واستمر العمل معه عقب انشاء فرقة موسيقية ليثمر عقب أعوام عن تعاون رائع، فكانت الأوبريتات الوطنية التي قدمتها الوزارة بمناسبة العيد الوطني.وكان البنا قائدا للفرقة الموسيقية وموزعاً موسيقياً لها، وكان يقول عن هذه الإوبريتات إن "من أدى الأوبريت شادي الخليج ولي الشرف أن أتعامل مع هذا الرجل المعطاء الواسع الثقافة والأفق"، مشيراً إلى اهتمام شادي الخليج بكل صغيرة وكبيرة وباللحن والتوزيع الموسيقي والإضاءة والأزياء والرقصات.ويصف الراحل تلك الأوبريتات بأنها أروع الأعمال التي سمعها في حياته، مثنيا على دور الملحن القدير غنام الديكان والشاعر الراحل د. عبدالله العتيبي في التصدي لها وكذلك الأداء المتميز للفنانة سناء الخراز.مواكب الوفاء
وحول كيفية تقديم هذه الأعمال، كان الراحل يقول ان الأوبريتات تحتاج إلى جهود مضنية وعمل دؤوب واهتمام بالتفاصيل مثل أوبريت "مواكب الوفاء" الذي يتكون من أعراس الدول العربية، إلى جانب الاهتمام بتراث وأزياء كل دولة، وهذا العمل يحتاج إلى البحث والاطلاع والتدقيق قبل الإقدام على أي خطوة.وكان الراحل يصنف تعاونه مع عمالقة الأغنية الكويتية آنذاك شادي الخليج (عبدالعزيز المفرج) والشاعر الراحل د. عبدالله العتيبي والموسيقار غنام الديكان بالمرحلة الذهبية للأوبريتات الوطنية، ومن أروع مراحل حياته في عالم الغناء والموسيقى.عبدالرحمن المطيري: فقدنا مخضرم أرسى دعائم النهضة الفنية
نعى وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيري ببالغ الحزن والأسى الموسيقار المصري سعيد البنا، الذي ساهم في توزيع الألحان الموسيقية لعدد من أهم الأعمال الفنية الوطنية الشهيرة بتاريخ الحركة الفنية الكويتية.وقال الوزير، في بيان، إن الراحل البنا كان فنانا كبيرا وأتى البلاد منذ ستينيات القرن الماضي وأسهم بإثراء الحركة الموسيقية في الكويت، اذ شارك في عدد من أبرز الأوبريتات التي قدمت في الأعياد الوطنية.وأضاف أن من أهم هذه الاعمال الفنية الوطنية التي قام بتوزيعها موسيقيا أوبريتات "مذكرات بحار" و"صدى التاريخ" و"مواكب الوفاء" و"الزمان العربي" و"حديث السور" و"أنا الاتي" و"حكاية وطن" وغيرها من الاعمال الخالدة التي رسخت في وجدان الكويتيين والمقيمين على هذه الارض الطيبة.وأشار الى ان هذه الاعمال التي وزعها الراحل شهدت مشاركة فنانين كويتيين كبار وفي مقدمتهم الفنانان شادي الخليج وسناء الخراز والشعراء محمد الفايز والدكتور عبدالله العتيبي والدكتور يعقوب الغنيم والملحن غنام الديكان وغيرهم.وأعرب المطيري عن خالص التعازي والمواساة لأسرة الفقيد والأسرة الفنية في الكويت والعالم العربي التي فقدت برحيل البنا موسيقيا مخضرما من جيل الرواد الذين أرسوا دعائم النهضة الفنية في البلاد، داعيا المولى تعالى أن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.