أسد علي...
حال الحكومة في قراراتها الأخيرة بـإغلاق المحلات والمشروعات الصغيرة بعد زيادة كبيرة لعدد إصابات كوفيد يحقق واقع بيت الشعر "أسد علي وفي الحروب نعامة"، فهي كانت نعامة في تعاميمها وعدم اكتراثها بتجمعات الانتخابات الفرعية، لهذا المجلس، ولم يشمل المنع اليوم المولات الضخمة التي يملكها الكبار، ولم تأبه أبداً لتجمع جمهور كبير في جلسة افتتاح المجلس، إلا أنها استأسدت على صغار المستثمرين للمشروعات الصغيرة بإغلاق محلاتهم. التيار التقدمي نشر بيانه في نقد ازدواجية المعايير بتلك القرارات، وهو محق في رفضه للسلوك الحكومي، فالحكومة عينها باردة على جماعاتها حارة على الصغار، وهي ضعيفة تعمل ألف حساب للنواب الذين سيجدون كل سبب لهز كيان هذه الحكومة لو أنها حكمت الحياد في المعاملة للصغير والكبير، للضعيف والقوي.
مسلك هذه الحكومة "المستقيلة" في هذه القضية لم يشذ عن قاعدة سلوكها المستقر أو نهج كل الحكومات السابقة لها في تحقيق واقع "لو حبتك عيني ما ضامك الدهر"، هو سرطان الواسطة والمحسوبية والكيل بمكيالين في إصدار تلك القرارات الظالمة.قد لا تكون مثل هذه المسألة ضخمة، ولربما هي الضرورة الصحية التي أملت القرارات الأخيرة بالإغلاق، إلا أنها تسلط الضوء على المستقبل وأزمة الاقتصاد الخطيرة، حين تضع السلطة مسطرة منحرفة في حلولها وتصوراتها لعلاج الوضع الاقتصادي المدمر، عندها لن تكون المسألة عادية كمعالجة الحالة الصحية، بل ستكون خطيرة أمنياً ومدمرة وجودياً للدولة، عندما يختل ميزان العدل في مشروعات إنقاذ الاقتصاد، ما العمل مع هذه السلطة؟ ما العمل مع سيفوه؟!