الرئيس الأميركي يعيد رسم التحالفات في المنطقة ويطمئن السعودية
تجاهَل إسرائيل وتطرَّق سريعاً لملف إيران ونبَّه تركيا... وتوعَّد روسيا والصين
بعد أسبوعين من دخوله البيت الأبيض، رسم الرئيس الأميركي جو بايدن مساراً جديداً لسياسة إدارته الخارجية، إذ أعاد فيها موازنة الأولويات في الشرق الأوسط، وشملت التراجع السريع عن نهج سلفه الجمهوري دونالد ترامب، الداعم بشكل كامل لإسرائيل على حساب العلاقات مع الحلفاء التقليديين، والانفتاح على إيران والقارة الإفريقية، مع الإبقاء على دعم السعودية ومواجهة روسيا والصين. وفي خطابه الرئيسي الأول عن سياسته الخارجية، لم يأتِ بايدن إلى ذكر إسرائيل عند تعهده بإحياء تحالفات مع زعماء آخرين، في موقف عكسه عدم اتصاله بعد برئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، الذي حقق ترامب رغباته الدبلوماسية المتمثلة في الاعتراف بالقدس عاصمة للدولة العبرية، ورفع منسوب الضغط على الإيرانيين والفلسطينيين.ورغم تعهّده بتبني نهج متشدد مع روسيا والصين، اكتفى بايدن بالمرور سريعاً على إيران، في تناقض صارخ مع سياسة ترامب، الذي اعتبرها تهديداً عالمياً وأطلق حملة «ضغوط قصوى» عليها شملت الانسحاب من الاتفاق النووي.
وبينما أعلن بايدن إسدال الستار عن الحملة العسكرية في اليمن، ودعا لإنهاء الحرب، طمأن السعودية بأن إدارته ملتزمة بمواصلة دعم جهودها في الدفاع عن سيادتها وأراضيها والتصدي لأي تهديد تمثله الميليشيات المدعومة من إيران.وفي ظل تعامله ببرود مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، صديق ترامب، تعهّد بايدن بالتركيز على القيم الديمقراطية، بالتزامن مع مطالبة إدارته العسكرية لأنقرة بضرورة التخلّي عن منظومة S400 الروسيّة.وبعد تجديد بايدن الالتزام بمساعدة المملكة، أجرى وزير خارجيته أنتوني بلينكن أول مكالمة هاتفية مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، استعرضا فيها «العلاقات التاريخية الاستراتيجية» وقضايا المنطقة وتحدياتها الأمنية.وبدأ بلينكن إجراءات شطب المتمردين الحوثيين من لائحة الإرهاب، وأبلغ «الكونغرس رسميا» بتحركه، مؤكداً أن «هذا القرار لا علاقة له بنظرة أميركا للحوثيّين وسلوكهم المستهجن، بما في ذلك الهجمات على المدنيّين وخطف أميركيّين، لكنه ناجم فقط عن العواقب الإنسانيّة لهذا التصنيف، الذي قامت به الإدارة السابقة في الدقائق الأخيرة».