أكد مصدر مقرب من رئيس مجلس الشورى الإيراني (البرلمان)، محمد باقر قاليباف، أن الأخير سينقل رسالة خاصة مهمة من المرشد الإيراني علي خامنئي إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال زيارته الحالية إلى موسكو، والتي تأتي بعد أيام قليلة من تلقي طهران أول شحنة من لقاح «سبوتنيك في» الروسي المضاد لـ «كوفيد 19».

وقال المصدر إنه على الرغم من أن وزير الخارجية محمد جواد ظريف زار العاصمة الروسية، الأسبوع الماضي، فإن خامنئي فضّل تسليم الرسالة عبر قاليباف، وإرسالها بشكل شفهي وغير مكتوب، نظراً لأهميتها.

Ad

ولم يفصح المصدر عن فحوى الرسالة، لكن مقرباً من مكتب خامنئي، كشف لـ «الجريدة»، أن عنوانها هو تطمين روسيا من أن أي تقارب أو اتفاق مع واشنطن لا يعني أن إيران ستغير موقعها الاستراتيجي، وأن طهران مستعدة لتعاون أمني وعسكري واقتصادي غير مسبوق مع روسيا، قد يصل إلى حد حلف استراتيجي رسمي طويل الآمد، في حال وصل الأصوليون إلى السلطة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة المقررة في يونيو المقبل.

وقال المصدر المقرب من مكتب المرشد إن العرض، الذي حمله قاليباف من خامنئي، يشبه إلى حد بعيد ما يعرف بـ «صفقة ربع القرن»، بين بكين وطهران، والتي لم تكشف كل فصولها حتى الآن.

وأضاف أن العرض يتضمن إعطاء موسكو امتيازات اقتصادية وعسكرية وأمنية واسعة، مقابل أن تقوم روسيا بتجهيز طهران بأحدث الأسلحة الموجودة، خصوصاً في مجال الطيران والدفاعات الجوية، التي تشكل أكبر ثغرة في الترسانة العسكرية الإيرانية.

وهناك اتفاقية تعاون مشترك، اقتصادية في عمومها، بين روسيا وإيران، تم التوقيع عليها قبل 20 عاماً، وأعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف منذ ثلاثة أشهر تمديدها مجدداً لـ 20 عاماً أخرى.

قاليباف، الذي اختار موسكو لتكون أول محطة خارجية له بعد تسلمه رئاسة البرلمان، في خطوة قال البعض داخل إيران إن سببها أغراض انتخابية، كان ينوي زيارة روسيا قبل شهرين، لكن الروس لم يدرجوا لقاءه مع بوتين على جدول الأعمال، بحجة إجراءات كورونا وانتشار الوباء بين النواب الإيرانيين، فجرى تأجيل الزيارة.

وتقليدياً، كان المرشد الأعلى والحرس الثوري يفضلون الاعتماد على التعاون مع دول الشرق، مثل روسيا والصين، في مواجهة الغرب، بينما يعتبر الإصلاحيون والمعتدلون أن من الأفضل حل الخلافات مع الغرب والتقرب من الأوروبيين والولايات المتحدة، وعلى هذا الأساس فإن الحكومة الحالية برئاسة حسن روحاني عرقلت عملياً العديد من الصفقات والاتفاقيات، التي تم إبرامها مع الصين أو روسيا.

طهران- فرزاد قاسمي