بريطانيا تعتزم فرض ضريبة على شركات استفادت من جائحة كورونا

• تجار التجزئة وشركات التكنولوجيا حققوا أرباحاً استثنائية
• «أوكسفام»: الضرائب التصاعدية على الأثرياء هي مفتاح التعافي العادل

نشر في 07-02-2021 | 16:52
آخر تحديث 07-02-2021 | 16:52
No Image Caption
قالت صحيفة صنداي تايمز البريطانية، الأحد 7 فبراير 2021، إن المملكة المتحدة تعتزم فرض ضرائب إضافية على تجار التجزئة وشركات التكنولوجيا التي ارتفعت مكاسبها خلال جائحة كورونا، واصفة تلك الأرباح بـ «الاستثنائية».

وفقاً لرسائل بريد إلكتروني مسربة، أشارت الصحيفة إلى أن الحكومة استدعت شركات لبحث سبل فرض ضريبة على المبيعات الإلكترونية، في حين تجري صياغة خطط لفرض ضريبة غير متكررة على «الأرباح الاستثنائية».

وأفادت الصحيفة في تقريرها أن من المستبعد أن يكشف وزير المالية ريشي سوناك عن هذه الضرائب عند إعلان الميزانية المقررة في الثالث من مارس المقبل، والذي سيركز على تمديد برنامج كورونا للتسريح المؤقت ودعم الشركات، وإنما من المرجح أن يعلن عنها في النصف الثاني من العام.

بحسب الصحيفة، فإن سوناك يواجه ضغوطاً داخل حزبه، حزب المحافظين، لإثبات أن الإنفاق تحت السيطرة، عندما يقدم الميزانية الجديدة، وذلك بعد اقتراض سنوي في طريقه لأن يصبح الأعلى منذ الحرب العالمية الثانية.

وأظهرت بيانات، الشهر الماضي، أن الاقتراض العام بلغ منذ بداية السنة المالية، في أبريل، مستوى قياسياً مرتفعاً عند 271 مليار جنيه إسترليني (370 مليار دولار).

تجربة أرجنتينية

في تجربة شبيهة إلى حد ما، أعلنت الأرجنتين في 29 يناير 2021، فرض ضريبة تشمل الأشخاص الأكثر ثراءً في البلاد، وتُدفع لمرة واحدة، بهدف تمويل شراء الإمدادات الطبية المتعلقة بفيروس كورونا، إضافة إلى مساعدة الشركات الصغيرة المتضررة جراء الوباء.

جاء ذلك بعدما كان مجلس الشيوخ قد أقر قانوناً، في ديسمبر 2020، بغالبية 42 صوتاً مقابل 26، يفرض ضريبة على الأشخاص الذين تتجاوز أصولهم 200 مليون بيزو (نحو 2,3 مليون دولار)، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.

حكومة يسار الوسط التي يترأسها ألبرتو فرنانديز، أمِلت حينها في جمع نحو 3 مليارات دولار من هذه الضريبة، التي ستطال 12 ألف ثري من سكان الأرجنتين، البالغ عددهم 44 مليون نسمة، ويعيش 40% منهم تحت خط الفقر.

أرباح مضاعفة

من جانبها، قالت منظمة «أوكسفام» (اتحاد دولي للمنظمات الخيرية) في تقريرها السنوي حول انعدام المساواة الاقتصادية، إن أثرى عشرة أشخاص في العالم «عوّضوا خسائرهم جرّاء جائحة كورونا في 9 أشهر، فيما قد يستغرق الأكثر فقراً أكثر من عقد للتعافي».

أشار تقرير المنظمة أيضاً إلى أن «أثرى عشرة أشخاص في العالم ازدادت ثرواتهم مجتمعة بمقدار نصف تريليون دولار منذ بدء تفشي الوباء، وهو أكثر من كافٍ لتأمين لقاحات كوفيد-19 للجميع».

كما اعتبرت أوكسفام أن «الضرائب التصاعدية» على الأثرياء، هي مفتاح التعافي العادل من جائحة كورونا، مشيرة إلى أن الأرجنتين «مهدت الطريق» من خلال ضريبة الثروة التضامنية المؤقتة.

أثرياء مستعدون لدفع الضرائب

وكان أصحاب أكبر الثروات في العالم، بينهم المؤسس المشارك لشركة «بن وجيري» جيري غرينفيلد، ووريثة شركة «ديزني» أبيغيل ديزني، قد طالبوا العام الماضي حكوماتهم بزيادة الضرائب عليهم وعلى الأشخاص الأثرياء من أمثالهم.

بعث أثرياء إلى صحيفة The Guardian البريطانية، رسالة قالوا فيها «عندما تضرب جائحة كورونا العالم، فإن الملايين من أمثالنا لهم دور حاسم يلعبونه في شفاء عالمنا، لا، نحن لسنا من يرعى المرضى في عنابر العناية المركزة، نحن لا نقود سيارات الإسعاف التي ستنقل المرضى إلى المستشفيات، نحن لا نعيد ملء رفوف متاجر البقالة أو نقدم الطعام من باب إلى باب».

أضاف الأثرياء «لكن لدينا المال، الكثير منه، الأموال التي نحن في أمس الحاجة إليها الآن، وستستمر الحاجة إليها في السنوات المقبلة، مع تعافي عالمنا من جائحة كورونا، خاصة أن آثار الأزمة قد تدفع نصف مليار شخص جديد إلى براثن الفقر».

كان بين من أضافوا أسماءهم إلى الرسالة السير ستيفين تيندال، مؤسس مجموعة Warehouse Group وثاني أغنى رجل في نيوزيلندا، بثروة تقدر بـ475 مليون دولار، وكاتب السيناريو والمخرج البريطاني ريتشارد كيرتس، والمستثمر الأيرلندي جون أوفاريل، وفقاً لما ذكره موقع «مونت كارلو».

back to top