محمد العطار لـ الجريدة•: جمعية العلوم والتكنولوجيا مبادرة لتعزيز الابتكار والتخصص العلمي لخدمة التنمية

قال رئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار د. محمد العطار ان مبررات إنشاء الجمعية تتلخص في أنه لا يمكن لأي دولة أن تنهض وتتقدم في الاقتصاد والتنمية والتعليم وسائر متطلبات الدولة الحديثة بدون اتخاذ النهج العلمي أداة ووسيلة للحاق بركب الحضارة الحديثة.

وقال العطار في حوار مع «الجريدة» إن أحد أهم أهداف خطة التنمية هو مشاركة المجتمع المدني في تنفيذ بنودها وتحقيق أهدافها ومنها الاعتماد على العلوم والتكنولوجيا وتنمية الاقتصاد المعرفي؛ لهذا نرى أن لنا دورا مهما يمكن أن نلعبه لتحقيق هذه الأهداف، وفيما يلي تفاصيل الحوار:

• متى بدأت لديكم فكرة تأسيس جمعية أهلية في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار ولماذا؟

- راودتني الفكرة عام 2018 عندما شعرت بأن الكويت فيها الكثير من الجمعيات الاهلية في مجال أعمال الخير والمهن المختلفة الا انها تخلو من وجود جمعية اهلية تعنى بشؤون المختصين والعاملين في مجال العلوم والتكنولوجيا والبحوث التطبيقية؛ لذلك قررت التشاور مع بعض الزميلات والزملاء العاملين في المجال، وأن نقوم بتأسيس جمعية أهلية باسم الجمعية الكويتية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار فوجدت منهم الترحيب والاستعداد للمساهمة في هذا العمل الوطني التطوعي مما شجعني على البدء فورا في دراسة القوانين الصادرة عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والقرارات الوزارية التي صدرت تفسر القوانين وتنظم عملية الانشاء والتأسيس. كما قمت بدراسة عدد من النظم الاساسية لعدة جمعيات وعلى أساسها أعددت النسخة الاولى من النظام الاساسي للجمعية. كما شكلنا لجنة المبادرين لدراسة النظام الاساسي الذي تم وضعه وكانت تتكون من كل من د. محمد حسن العطار، وعبدالمجيد الشطي، ومنية عبدالخالق النوري، ود. محمد سلمان، وعبدالمحسن الهارون.

وعقدت اللجنة عدة اجتماعات لمناقشة النظام الاساسي والاهداف في مبنى مؤسسة الكويت للتقدم وكذلك معهد الكويت للابحاث العلمية، ثم قررت الاستعانة باصحاب الخبرة والدراية في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار كمستشارين للاطلاع على النظام الاساسي والاهداف وجاءت الملاحظات بتعديلات طفيفة ولكن مهمة ورحب معظم المستشارين بالفكرة واعتبروا أن الاهداف المعلنة مهمة ونبيلة وتصب في مصلحة الوطن والمواطنين، وهذا الترحيب شجعنا على المضي قدما ودعوة المؤسسين للاجتماع واقرار الاهداف والنظام الاساسي.

وجوابي على الشق الثاني من السؤال لماذا ؟ اولا لعدم وجود جمعية تعنى بالعاملين في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار، ثانيا لا يمكن لأي دولة في العالم أن تنهض وتتقدم في الاقتصاد والتنمية والتعليم وسائر متطلبات الدولة الحديثة بدون اتخاذ النهج العلمي كأداة ووسيلة للحاق بركب الحضارة الحديثة؛ لهذه الاسباب انشأنا الجمعية.

المؤسسون والإدارة

• من هم المؤسسون للجمعية وكم عددهم؟ وهل تتوقع انضمام مؤسسات أهلية تدعم نشاطاتكم؟

- تم نشر قائمة المؤسسين في الجريدة الرسمية مع قرار الاشهار بتاريخ 6 ديسمبر 2020 علما بأن عدد المؤسسين الاجمالي تجاوز سبعين مؤسسا وهم من خيرة الكوادر الوطنية العاملة والمختصة أو المهتمة في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار عملوا أو يعملون في العديد من المؤسسات مثل معهد الكويت للأبحاث العلمية وجامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب والهيئة العامة للبيئة والهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية والامانة العامة للتخطيط والتنمية أو القطاع الخاص كما تلقينا التشجيع والدعم المعنوي من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.

ويحق لنا القول بأن المؤسسين نخبة من الكوادر الوطنية من شتى أطياف المجتمع التي لها تاريخ طويل من الانجازات في مجال البحوث العلمية التطبيقية والتكنولوجيا والاختراع والابتكار، ونحن فخورون بوجودهم معنا.

وقام المؤسسون باختيار مجلس إدارة الجمعية الأول ليقوم بتكملة إنشاء الجمعية وهم د. محمد حسن العطار رئيسا، وعبدالمجيد حاجي الشطي نائبا للرئيس، ومنية عبدالخالق النوري أمينا للصندوق، ود. مساعد محمود الرزوقي أمينا للسر، ود. محمد جاسم سلمان، ود. باسمة سعدي أبو ضهير، ود. صلاح ثني العنزي، ود. عبدالله إبراهيم الإبراهيم، ود. حسن عبدالرضا قاسم أعضاء.

هدف الجمعية

• ما الهدف من تأسيس مثل هذه الجمعية؟

- مثلما تعلمون فإن أحد أهم أهداف خطة التنمية هو مشاركة المجتمع المدني في تنفيذ بنودها وتحقيق أهدافها ومنها الاعتماد على العلوم والتكنولوجيا وتنمية الاقتصاد المعرفي؛ لهذا نرى أن لنا دورا مهما يمكن أن نلعبه لتحقيق هذه الأهداف.

وورد ذكر أهداف الجمعية في المادة الثانية من النظام الاساسي على النحو التالي:

- توعية المجتمع بأهمية العلوم والتكنولوجيا والابتكار لتنويع مصادر الدخل القومي وتحقيق تقدم الاقتصاد الوطني والحضاري للمجتمع.

- التعاون مع الجهات العلمية والبحثية في البلاد لوضع الاستراتيجيات والخطط التنموية والسياسات العامة المتعلقة بأنشطة البحث العلمي والابتكار ونقل التكنولوجيا.

- التواصل والتنسيق مع السلطتين التنفيذية والتشريعية من أجل الدعم المادي والمعنوي لأنشطة العلوم والتكنولوجيا والابتكار في الكويت.

- تشجيع الأفراد والشركات المحلية للاستفادة من مخرجات البحث العلمي والتقني وتطوير وتطويع التكنولوجيا للاستفادة من استخداماتها في التنمية المستدامة.

- تشجيع النشء على دراسة العلوم والرياضيات والتخصص في جميع المجالات العلمية والهندسية مع التركيز على تعليمهم طرق إعداد البحوث العلمية وتطويرها منذ الصغر.

- التعريف بالمؤشرات العالمية والالتزام بها في مجال العلوم و التكنولوجيا والابتكار واستخدامها في دولة الكويت.

- التعاون مع الجهات المعنية لتحديث بيانات الخبرات العلمية المتوفرة في دولة الكويت للاستفادة منها لدعم الانشطة ذات الصلة.

- التعاون والتنسيق مع الجهات المعنية على توثيق انجازات العلوم والتكنولوجيا والابتكار في دولة الكويت.

- تنظيم المؤتمرات والمحاضرات واللقاءات العلمية والتنويرية والمشاركة على كافة المستويات المحلية والاقليمية والعالمية في تمثيل دولة الكويت في المحافل الدولية.

- التعاون مع الجمعيات المماثلة في الأهداف في الداخل والخارج.

نشاطات اللجان

• هل لدى الجمعية كونها حديثة التأسيس أي نشاطات قائمة حاليا؟

- يعمل مجلس الادارة حاليا على تكملة إجراءات التأسيس من ضمنها اعداد خطة استراتيجية طويلة المدى لتحقيق اهداف الجمعية، وكذلك تشكيل لجان العمل ومن ضمنها اللجنة المالية التي قامت مشكورة بفتح حساب للجمعية في احد البنوك المحلية كما قامت بأعداد اللائحة المالية التي ستناقش قريبا في مجلس الادارة، كما قامت اللجنة الادارية بوضع لائحة ادارية للعمل اليومي الروتيني الخاص بالجمعية ومن ضمنها تلقي طلبات الانضمام ودراستها، كما أعدت لائحة للتوظيف في الجمعية وشروطها. ومن جانبها قامت لجنة النشاطات الثقافية بإعداد شروط تصميم شعار الجمعية وموقع خاص بها على الانترنت وإعداد مسودة مشروع المرصد الوطني للعلوم والتكنولوجيا، كما أعدت نشاطات تطوعية للقيام بها فور اعتمادها من مجلس الادارة.

• هل تتوقعون أي عراقيل أو مشاكل تحد من تحقيق أهدافكم؟ وكيف تعالجونها؟

- لا شك ان من يعمل ستواجهه تحديات كثيرة ولكننا متفائلون بأن الجمعية ستلقى ترحيبا وتشجيعا حكوميا وأهليا لنشاطاتها التي تصب في مصلحة الوطن والمواطنين وخاصة النشء الذي يحتاج الى تضافر الجهود لتوجيهه الى التخصص العلمي والتكنولوجي وتدريبه على الابتكار والابداع في كل ما يقوم به من عمل حكومي او اهلي. ومواجهة المشاكل والتحديات المستقبلية تتم بالعمل بمصداقية وشفافية لتحقيق أهداف الجمعية والابتعاد تماما عن القبلية والمحسوبية والمذهبية في اختيار الاعضاء والانشطة العلمية.

أنواع العضوية

• ما نوعية العضوية في الجمعية؟ وما شروط ورسوم الانضمام لها؟

- وردت القواعد والشروط لعضوية الجمعية في الباب الثاني من النظام الاساسي المعتمد من المؤسسين ووزارة الشؤون الاجتماعية في المواد من (4 الى 0 )، وتتكون العضوية من أعضاء عاملين وأعضاء فخريين وأعضاء منتسبين.

ويشترط على المتقدم للعضوية كعضو عامل أن يحمل شهادة جامعية في مجال أنشطة الجمعية، ويستثنى من ذلك البارزون من أصحاب الابتكار والاختراعات وفي كل الاحوال يجب تزكيته من عضوين عاملين، ويشترط كذلك في العضو أن يكون غير محكوم عليه في جريمة مخلة بالشرف والامانة ما لم يكن رد اليه اعتباره، وان يوافق على النظام الاساسي، وألا يقل سنه عن 18 عاما عند تقديم الطلب، أما العضو الفخري والشرفي فيتكون من إحدى الشخصيات البارزة من الكويتيين ومن الجنسيات الاخرى التي يرى مجلس الادارة منحها عضوية الجمعية الفخرية. وهناك أيضا العضو المنتسب وهو من غير الاعضاء العاملين أو الفخريين، وينتفع بمرافق وأنشطة الجمعية. ويمكن لطلبة المدارس الحكومية والاهلية الانضمام كأعضاء منتسبين لمدة محدودة وفقا للشروط الواردة في المادة (10) من الباب الثاني من النظام الاساسي.

• هل يحق لغير الكويتي الانضمام للجمعية؟ وبأي صفة؟

- كما ذكرنا سابقا يحق لغير الكويتي ان يكون عضوا فخريا بعد موافقة مجلس الادارة على طلبه أو بترشيح من احد اعضاء مجلس الادارة. ويعفى العضو الفخري وكذلك الرئيس الفخري من رسوم الاشتراك، واجراءات طلب الالتحاق والرسم الخاص به.

• هل يحق للجمعية التعاون مع جمعيات أهلية غير كويتية مماثلة؟

- بالتأكيد، فالتعاون ضروري للارتقاء بالعمل سواء مع جمعيات أهلية محلية أو عربية وأجنبية ضمن نشاط الجمعية.

• ما توقعاتكم للنجاح والاستمرار؟

- نحن متفائلون جدا بأن النجاح سيكون حليفنا بإذن الله؛ لأننا تلقينا الكثير من الدعم المعنوي خاصة من رؤساء المؤسسات الحكومية والاهلية العاملة في مجال العلوم والتكنولوجيا وكذلك جمعيات النفع العام التي لها اهداف مماثلة. كما وجدنا التشجيع والدعم من الشركات الحكومية والمشتركة لتمويل نشاطات الجمعية المستقبلية، كما تنعم الجمعية بأعضاء مجلس إدارة مختصين مخلصين في العمل التطوعي لدرجة انهم بدأوا بالتبرع ماليا بمبالغ سخية للجمعية الى جانب الاشتراك السنوي كأعضاء عاملين ضاربين المثل في الالتزام بالعمل الجاد وصولا الي تحقيق حلم يراود الكثيرين من ابناء الوطن في أن يكون النهج العلمي في العمل هو السبيل الى التقدم الاقتصادي المبني على المعرفة العلمية والتكنولوجية.