هل تستمر الضغوط على شركات الطاقة؟
لم تسلم كبريات شركات النفط والغاز من تداعيات «كورونا»، فقد كانت في قلب الحدث، فالجائحة التي أضرت بالاقتصاد العالمي، كبدت أكبر اللاعبين في قطاع الطاقة أسوأ أداء لهم منذ عقود، الذي من المتوقع أن يستمر خلال العام الحالي.ومنيت «بي بي» بخسائر صافية بلغت 20.3 مليار دولار، وهو ما يتناقض بشكل حاد مع أرباح صافية بـ 4 مليارات دولار في 2019.أما رقم التكلفة البديلة أو replacement cost، الذي يعتبر معيارا أكثر دقة لنتائج شركات النفط، فأشار إلى خسائر سنوية عند 5.7 مليارات دولار.
وخفضت الشركة قيمة أصولها للنفط والغاز بواقع 6.5 مليارات دولار العام الماضي.و«إكسون موبيل»، أيضا، على مدى 4 فصول متتالية، شطبت أصولا بنحو 20 مليار دولار وعانت خسائر هي الأولى لها منذ 1999، التي تجاوزت 22 مليار دولار مقارنة مع 14 مليارا كأرباح في 2019. وسجلت «شيفرون»، التي تعتبر ثاني أكبر منتج أميركي للنفط، خسائر بنحو 5.5 مليارات دولار في 2020 مقارنة بأرباح تقدر بـ 2.92 مليار عن 2019.ومع بداية الأزمة، أجرت كل من إكسون موبيل وشيفرون، اللتين تعتبران أكبر شركتين لإنتاج النفط بالولايات المتحدة، محادثات تمهيدية للاندماج، تحسباً للأسوأ، لكن المحادثات متوقفة الآن.أما «رويال دتش شيل»، فقد خسرت 21.7 مليار دولار خلال العام الماضي مقابل أرباح بـ 15.8 مليارا في 2019، وأرباحها المعدلة في 2020 بلغت 4.85 مليارات، وهو ما يمثل تراجعا بـ70 في المئة مع عام 2019. وارتفع صافي الدين لدى الشركة إلى 75.4 مليارا بنهاية 2020.ويعتبر هذا الرقم مقياسا رئيسيا للمستثمرين، لأن شركة شل وعدت بمزيد من نمو الأرباح، وإعادة شراء الأسهم بمجرد انخفاض المطلوبات إلى 65 مليار دولار.وفي وقت تشعر فيه شركات النفط الأخرى مثل شل وتوتال بالضغط من حالة عدم اليقين في الأسواق، تقوم بتغيير استراتيجياتها للنمو في أسواق الطاقة المتجددة، وخفض نفقاتها التشغيلية، وإعادة تقييم الأصول أو بيع جزء منها.