وفي الشهر السادس
![خولة مطر](https://www.aljarida.com/uploads/authors/982_1671286347.jpg)
انقض الفيروس في أول يوم، بل ربما كان يتجول من هنا وهناك، بقي السؤال الأكثر حضوراً حتى اللحظة "من أين؟" و"كيف؟" وكل منا يعيد تذكر الأيام الخمسة الأخيرة، بل ربما العشرة أو العشرين، وبعد أيام طويلة من مقاومة لا تنتهي ليلا نهارا ضد أن يفترس الفيروس اللعين تلك الرئة أو القلب المتعبين، انخفضت درجات الحرارة وتحسن التنفس بعض الشيء ورغم أن حواس الشم والتذوق قد اختفت، فإن الحالة العامة وبعد "كفاح" و"نضال" مستمرين لأكثر من ثلاثة أسابيع قد بدأت تسترجع عافيتها، قال الطبيب لا تطرحوا الأسئلة فلا إجابات لدي ولا عند غيري، "قد تكونون أخذتم الفيروس من المصعد"، نعم المصعد أو أي مكان آخر، المهم أن عليكم إدراك أنكم دخلتم فصيلة "الناجين من كورونا" والأرقام تتكاثر وترتفع بين الذين سقطوا ضحايا لها، هو الآخر، أي ذاك الطبيب المشهور، بل ربما علينا أن نطلق عليه تسمية جديدة "الرفيق المناضل" أليست مقاومة هذا الفيروس نضالا بحد ذاتها؟ هو الآخر "قد مر بها" أو هي عبرت على جسده ثم رحلت لتتركه هزيلا ضعيفا وهو الشاب القوي.في البدء قيل احذروا كبار السن فهي تفتك بهم ومع الوقت تحول الفيروس إلى قاتل يطارد الجميع حتى الشباب والصغار.. هذا لديه أمراض مزمنه كالسكري أو الضغط أو أمراض قلب أو أمراض رئة، ولكن رددت تلك الصديقة "أنا ليست لدي أية أمراض بل أمارس الرياضة بشكل يومي وأحافظ على أكلي وشربي و... و... "أي أنها بصحة جيدة ومع ذلك راح الفيروس ينهش فيها حتى كاد يفترسها لولا أنها لحقت نفسها باستشارة ومتابعة طبيب عرف كيف يتصرف بشكل مبكر، واستطاعت أن تجد أكبر كنز في مثل تلك اللحظات، أي "الأوكسجين" الذي توفر لها في المنزل قبل أن تضطر للانتقال إلى المستشفى. خلاصة المقاومة للفيروس أنه عندما يحس الفرد بأي أعراض قد تبدو هي كما نزلة البرد أو الإنفلونزا عليه أو عليها أن يتصرفا على أنها كورونا "المجنون" بمعنى أن المرض أو أي مرض في هذه المرحلة هو كورونا حتى "يثبت براءته" منه وليس العكس، وعلى المريض ألا يغفل متابعة الطبيب وأن يتحرك سريعا، فقد يسرع الفيروس والوقت هو الآخر من العوامل المهمة في المواجهة أو "المقاومة" وعدم الاستماع لأحاديث كثير من "غير المتعلمين" أو مدعي الفهم في الطب أو نشطاء وسائل التواصل المنغمسين في "الفتاوى" الجاهزة. النصيحة الأهم ألا تتابع أخبار كورونا تفاديا للاكتئاب أو حتى في أبسط الأحوال الخوف المرضي أو الرهاب والعزلة، إنها الحرب العالمية الثالثة، فهل نقاومها بالبصل والثوم كما قاوم كثيرون في "الزمانات" الطائرات المقاتلة والصواريخ "الذكية" بالحروب الكلامية أو السيوف والمقالع ومدافع رمضان؟!* ينشر بالتزامن مع «الشروق» المصرية