رغم كل الجدل الذي رافق زيارته الى موسكو، سلّم رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، أمس، نظيره الروسي فياتشيسلاف فولودين، رسالة من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وكانت "الجريدة" قد كشفت عن الرسالة ومضمونها في عددها الصادر أمس الأول، مشيرة الى أن عنوانها هو تطمين روسيا بشأن المفاوضات مع واشنطن، وتقترح تعزيز تعاون أمني وعسكري واقتصادي غير مسبوق مع روسيا، قد يصل إلى حد حلف استراتيجي رسمي طويل الأمد، في حال وصل الأصوليون إلى السلطة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في يونيو المقبل.

Ad

قاليباف، الذي اختار موسكو لتكون أول محطة خارجية له بعد تسلّمه رئاسة البرلمان، في خطوة قال البعض داخل إيران إن سببها أغراض انتخابية، كان ينوي زيارة روسيا قبل شهرين، لكن الروس لم يدرجوا لقاءه مع بوتين على جدول الأعمال، بحجة إجراءات "كورونا" وانتشار الوباء بين النواب الإيرانيين، فجرى تأجيل الزيارة الى أمس.

وأكد مصدر مقرب من قاليباف لـ "الجريدة" أن موسكو تراجعت في اللحظة الأخيرة عن لقاء بوتين وقاليباف.

وقال المصدر إن المسؤول الإيراني كان ينوي إلغاء الزيارة وعدم تسليم رسالة المرشد، لكن الروس أبلغوه أن حكومة الرئيس حسن روحاني ضغطت لإلغاء اللقاء، بذريعة أنه سيعكس دعماً روسياً لقاليباف في انتخابات يونيو، وبالتالي لا تريد موسكو أن تكون طرفاً في هذا النزاع الداخلي.

وأكد النائب الإيراني مجتبى توانكر، أمس، أنه علم بـ "إلغاء اجتماع بوتين بقاليباف، رغم الإعداد مسبقًا لهذا اللقاء، بعدما رفض قاليباف البروتوكولات الصحية الخاصة بكورونا".

وفي حين وصفت صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية، زيارة قاليباف الى موسكو بأنها "نوع من التمرين لرئاسة الجمهورية"، انقسم الإيرانيون على وسائل التواصل بين من اعتبر أن ما حصل يؤكد ضرورة عدم الثقة بالروس، ومن رأى أن ما جرى فشل لقاليباف وإحباط لطموحاته الرئاسية.

من ناحيته، كتب قاليباف على «تويتر»:» سلمت رسالة المرشد الاستراتيجية إلى رئيس الدوما. وأكدت الرسالة على استراتيجية إيران الجديدة بالتوجه نحو الشرق وفتح فصل جديد من العلاقات الاستراتيجية مع روسيا».