تتواصل تداعيات القرارات، التي اتخذها مجلس الوزراء بعد توصيات اللجنة الوزارية لطوارئ كورونا، وقرر على ضوئها إيقاف الاتحادات الرياضية للنشاط الرياضي والمباريات الودية، ووقف الأندية الصحية، وذلك اعتباراً من يوم الأحد الماضي ولمدة شهر قابلة للتمديد.

ورغم أن الجميع لبى النداء وامتثل للتطبيق فإن هذين القرارين لم يَلقيا استحسان الجميع؛ لعدم وجود خطر أو تضرر لرواد الأندية والاتحادات والمعاهد الصحية من جراء تجمعهم، لأنها أكثر الجهات تطبيقاً للبروتوكول الصحي والاحترازات، ولم يكن لتداعيات أزمة جائحة كورونا تأثير مباشر داخل الأندية أو مشاركة اللاعبين في المباريات، لذلك كان لزاماً توضيح الصورة لأصحاب القرار؛ لرفع الضرر الذي سينتج عن الاستمرار بوقف النشاط وانعكاساته السلبية على الشباب بشكل خاص، والمجتمع بشكل عام.

Ad

رفضت الأندية الصحية القرار القاضي بإغلاقها، ضمن الاشتراطات الصحية بداية من أمس الأول الأحد، ولمدة شهر قابل للتمديد.

وقال ناديا Vie Fitness Studio وIrisin Health Club، في بيان باسم الأندية الصحية: نرفض رفضا تاماً هذا القرار، حيث إنه يضر بأصحاب الأندية الصحية.

وتابع البيان أن هذا القرار لم يراع الالتزامات، التي تقع على عاتق أصحاب الأندية الصحية، حيث اننا ملتزمون بسداد إيجارات ورواتب موظفين ومصروفات شهرية من عقود مع شركات أخرى، لاسيما اننا لم نعمل خلال الفترة السابقة حيث كان نشاطنا ممنوعا، سوى فترة بسيطة بسعة استيعابية مخفضة، وقد جاء هذا القرار ليعرضنا للمساءلة القانونية والأضرار المادية الجسيمة وفيه مساس بدخل المواطن.

وأضاف ملاك الأندية الصحية في بيانهم: قمنا بتوفير جميع الاشتراطات الصحية المطلوبة منا، وقد تكلفت مبالغ مالية من اجل ذلك، حرصا على الصحة العامة وعلى صحة المترددين على النادي- الأمر الذي يتضح معه الضرر البالغ لنا ولأصحاب الأندية الصحية؛ ولذلك نلتمس إلغاء القرار فورا فيما تضمنه من اغلاق وفتح الأندية، مع قيام الدولة بدورها الرقابي والتأكد من توافر الاشتراطات الصحية.

واتفق عدد من الرياضيين في لعبة بناء الأجسام، استطلعت الجريدة آراءهم، مع رفض اصحاب الأندية لقرار الغلق، مع التأكيد على أن الأندية تلتزم تماما بالاجراءات الاحترازية والاشترطات الصحية وتطبيق البروتوكول الصادر عن اللجنة الثلاثية، والذين أوضحوا أن قرار الغلق ستكون له آثار سلبية جدا على الجميع، خصوصا أن روادها سيتوجهون إلى المجمعات التجارية وغيرها والتي من شأنها نقل الفيروس.

بوصخر: رقابة مشددة

بدوره، أكد جابر بوصخر مدير معهد أوكسجين أن من قرروا إغلاق الأندية الصحية جانبهم الصواب، مضيفا أن الجميع متفهمون لقرارات الدولة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد في البلاد، والتي تهدف إلى الحفاظ على صحة الجميع.

وأشار إلى أن الأندية الصحية دون استثناء لم تشهد انتشارا لفيروس كورونا عبر روادها، خصوصا أنها تتبع جميع الإجراءات الاحترازية والاشتراطات الصحية مع الجميع، موضحا أن المتدربين في هذه الأندية يخضعون إلى قياس درجة الحرارة بشكل يومي، ومن يلاحظ ارتفاع طفيف في درجته حراراته يتم منعه من الدخول كإجراءات احترازي، بغض النظر عن إصابته بالفيروس من عدمه.

وأشار بوصخر إلى أن الرقابة داخل معهد أوكسجين مشددة على الجميع، مبينا أنه تم إغلاق حمام السباحة والساونا، كما أن هناك تباعد اجتماعي بين المتدربين لوضع الأجهزة على بعد مناسب.

واختتم بوصخر كلامه مؤكدا أن قرار الإغلاق جاء كالصاعقة على القائمين على الأندية الصحية والمتدربين، لاسيما أنه جاء بشكل مفاجئ ودون الوقوف على طبيعة العمل بها.

العتيبي: الالتزام بالإجراءات

بدوره، قال مدرب منتخبنا الوطني لبناء الأجسام عبدالله العتيبي أن الاختلاط داخل الأندية الصحية يكاد يكون معدوماً، مضيفا أن الاختلاط في الشوارع والمجمعات التجارية والجمعيات التعاونية أكثر بكثير من الأندية التي تتبع الإجراءات الاحترازية والاشتراطات الصحية والبروتوكول الطبي لتفادي الإصابة بالفيروس.

وأوضح العتيبي أن القائمين على الأندية الصحية يقومون بتعقيم جميع الأجهزة الخاصة بالتدريبات، قبل وبعد استعمالها من قبل رواد الأندية، الأمر الذي ألقى بظلاله الإيجابية على تلافي الإصابة بالفيروس داخلها.

وشدد على أنه لم يتم تسجيل أي إصابات بفيروس كورونا داخل الأندية الصحية، وهو ما كان يتعين على الحكومة وضعه في عين الاعتبار وعدم اتخاذ قرارها بإلاغلاق، مؤكدا أن قرار الإغلاق كان يجب اتخاذه بعد دراسة متأنية للجهات المتسببة في نشر الفيروس.

عسكر: قرار له تبعات سلبية

من جهته، قال مدرب منتخبنا الوطني لكمال الأجسام أحمد عسكر أن القرار سلبي جداً ولم يراع مصلحة رواد الأندية الصحية وأصحابها على حد سواء.

وأضاف: "العديد من اللعبات التي تعتمد بشكل كبير على تدريب لاعبيها في الأندية الصحية، وليس كمال الأجسام فحسب، ستتأثر بكل تأكيد بقرار الإغلاق، كما أن منتخبنا الوطني تنتظره استحقاقات عديدة في المستقبل القريب".

وتابع: "الجميع يعلمون أن ممارسة الرياضة، أي كانت من شأنها الحفاظ على الصحة العامة ومقاومة جميع الأمراض، وبالطبع الجميع يعلمون أيضا مدى (الترهل) الذي أصاب المجتمع بعد قرار الغلق السابق، والذي امتد لعدة أشهر زادت بعدها الأوزان بشكل لافت للنظر، وهو أمر غير صحي بالمرة".

أشكناني: القرار يجب أن تسبقه إحصائيات

أما الحكم الدولي لبناء الأجسام محمد اشكناني فقد أكد أنه في حال كانت هناك أسباب منطقية لغلق الأندية الصحية منها تسببها في نشر الفيروس بين الرواد فإنه يؤيد القرار بكل تأكيد وبما لا يدع مجالا للشك، مضيفا: أما أن يكون الإيقاف دون أسباب فهو أمر مرفوض جملة وتفصيلا مع كامل الاحترام والتقدير للجميع.

وقال: "يجب أن يكون قرار الإيقاف مستندا على معلومات وإحصائيات دقيقة بعدد المصابين بفيروس كورونا داخل الأندية الصحية، حتى يكون القرار مقنعا، أما أن يكون القرار بلا معلومات وإحصائيات فهو أمر يجب على الجميع تداركه".

وشدد أشكناني على أن الأندية الصحية تواجه فيروس كورونا من خلال التعقيم التام، مبينا أنها قدمت خدمات جليلة للمجتمع للحد من انتشاره، إذ إنها تستقطب شريحة كبيرة من الشباب، والذي سيتواجد بكل تأكيد في المجمعات التجارية والتي تتسبب من خلال الازدحام في نقل الفيروس.

وتساءل: هل الشركات والمطاعم والمجمعات والبقالات والجمعيات لا تنقل الفيروس؟ مؤكدا أنه لا يعلم السر في غلق الأندية الصحية والإبقاء على هذه الكيانات دون غلق.

واختتم أشكناني كلامه مؤكدا أن عدد الأندية الصحية في البلاد لا يقارن بكل تأكيد بعدد المجمعات والمطاعم والشركات والبقالات وغيرها.

التركيت: الأندية للتدريبات

ومن جهته، فإن لاعب منتخبنا الوطني لبناء الأجسام سليمان التركيت أشار إلى أنه قبل انتشار فيروس كورونا كان رواد الأندية الصحية يتناولون الوجبات الغذائية داخل الأندية، لكن اختلف الحال كثيرا بعد الانتشار، حيث تم إلغاء هذا الأمر، وبات الذهاب لها قاصرا على إجراء التدريبات فقط، وفقا للإجراءات الاحترازية والاشتراطات الصحية التي تحمي الجميع.

وأكد التركيت أنه كان يتعين على الحكومة عدم الغلق التام للأندية الصحية، موضحا أنه كان بالأحرى فتحها حتى الساعة الثامنة مساء، على غرار عدد من المنشآت والقطاعات التجارية، خصوصا أن الأندية تستقطب أعدادا هائلة من الشباب هدفهم الحفاظ على معدل لياقتهم والاعتناء بأجسامهم دون اختلاط خلال التدريبات.

حازم ماهر