للعام الثاني على التوالي، تتسبب أزمة فيروس كورونا في إرباك خريطة المهرجانات السينمائية في مصر، لاسيما بعد صدور قرار من الحكومة المصرية، بمنع إقامة أي مهرجانات فنية، ضمن الإجراءات الاحترازية المطبقة، فضلاً عن الإجراءات المتبعة بدور العرض السينمائية، التي يسمح فيها بالحضور بنسبة 50 في المئة فقط من طاقتها الاستيعابية، وهو القرار المطبق منذ أكتوبر الماضي دون إجراء أي تعديلات عليه.

وأبرز هذه المهرجانات؛ مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، الذي كان من المقرر إقامته في فبراير الجاري، وتأجلت دورته الجديدة لأجل غير مسمى، بانتظار رفع الحكومة تعليق إقامة المهرجانات، علماً أن إدارة المهرجان استقبلت خلال الفترة الماضية الأفلام المشاركة في المسابقات المختلفة، إضافة إلى إجراء إدارته زيارات عدة لمحافظة أسوان، لمتابعة الترتيبات النهائية للدورة الخامسة.

Ad

الظروف المناخية

واضطرت إدارة المهرجان إلى إبلاغ المشاركين بالتأجيل حتى إشعار آخر، وسط صعوبات تعوق إجراء الدورة في الصيف المقبل مرتبطة بالظروف المناخية بالمدينة، التي تجعلها شديدة الحرارة خلال شهور الصيف، في وقت يترقب القائمون على المهرجان موافقة الحكومة على عودة المهرجانات وإقامتها، من أجل تحديد موعد الدورة الجديدة، الذي يفضِّل صُناعه إقامتها قبل بداية شهر رمضان.

السينما الفرانكفونية

في المقابل، اضطرت بانوراما الفيلم الأوروبي إلى إرجاء الدورة الثالثة عشرة من المهرجان السنوي حتى إشعار آخر، بعدما أجبرت الأزمة إدارة البانوراما إلى إرجاء النسخة الجديدة من نوفمبر إلى يناير قبل صدور القرار الحكومي، في وقت يتوقع أن يتم إعلان إلغاء الدورة الخاصة بعام 2020 بشكل كامل، مع إقامة الدورة المقبلة في موعدها خلال نوفمبر المقبل.

وتواجه الدورة الأولى من مهرجان الإسكندرية للسينما الفرانكفونية، التي كان يفترض إقامتها في يونيو الماضي وأرجئت للعام الحالي، مشكلات عدة مرتبطة بتوقف التحضيرات الخاصة بالمهرجان، لاسيما في ظل عدم وضوح الرؤية بشأن القدرة على إقامة المهرجان من عدمه خلال الصيف المقبل، وسط توقعات باستمرار إرجاء إطلاق المهرجان الذي يترأسه الفنان سمير صبري حتى إشعار آخر.

مهرجان شرم الشيخ

على العكس من ذلك، يعكف المسؤولون عن مهرجان شرم الشيخ السينمائي على تحضير الدورة الرابعة، التي تقرر إقامتها من 26 يونيو إلى الأول من يوليو، وهو الموعد المبدئي الذي جرى تحديده بعد تأجيلات عدة، في وقت يتواصل المسؤولون عن المهرجان لإقامته في الموعد لعدة اعتبارات، من بينها توقعات تحسن الوضع الوبائي حول العالم، وليس في مصر فقط، إضافة إلى عودة الحياة في مدينة شرم الشيخ بشكل شبه كامل، وقدرة المدينة على استضافة أي فعاليات خلال الفترة المقبلة.

وعلَّقت إدارة مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما فعاليات الدورة الجديدة، التي كان يفترض أن تنطلق خلال فبراير الجاري، حتى إشعار آخر، حيث يعرض المهرجان للجمهور عددا من الأفلام المميزة التي عُرضت في 2020، وسط توقعات بإقامة فعاليات النسخة الجديدة خلال الصيف المقبل، مع مراعاة الإجراءات الاحترازية المتبعة.

مهرجانات قادمة

ويُعد مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية هو أول مهرجان تقرر إقامته خلال الفترة المقبلة، حيث تقرر إقامة دورته العاشرة اعتباراً من 25 مارس المقبل، وهو المهرجان الذي توقفت دورته الماضية بسبب الجائحة، حيث اضطرت إدارة المهرجان إلى إلغاء باقي العروض في آخر يومين، بوقت لم يتم الحصول على تأكيد نهائي من وزارة الثقافة بإقامة المهرجان في موعده، رغم بدء الترتيبات بشكل مكثف خلال الأيام الماضية، لاسيما من ناحية دعوة الضيوف والترتيبات اللوجستية والتواصل مع الرعاة.

مهرجان الإسماعيلية الدولي

أما مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، فتحدد موعده خلال أبريل المقبل، حيث يفترض أن تقام الدورة الجديدة من أول أبريل ولمدة أسبوع، علماً أن إدارة المهرجان تباشر الإجراءات بشكل اعتيادي، رغم وجود اعتذارات عن الحضور من بعض صُناع الأفلام، بسبب قيود السفر المفروضة بعدة دول.

ورغم تشكك الكثيرين في قدرة إدارة المهرجان على الوفاء بالتزاماتها بشكل كامل إذا استمر الوضع الوبائي كما هو حتى موعد الدورة الجديدة، فإن القائمين عليه أكدوا أن القرار النهائي سيكون قبل موعد الدورة بحوالي 10 أيام، بناء على التعليمات الأخيرة التي ستكون صادرة عن الحكومة، ممثلة بوزارتي الثقافة والصحة.

«الجونة» و«القاهرة»

ولم يتم حتى الآن تحديد مواعيد مبدئية لإقامة مهرجانَي القاهرة والجونة، حيث تترقب إدارة المهرجانين قرارات المهرجانات الدولية بمواعيد الدورات الجديدة قبل إعلان مواعيد إقامة النسخ الجديدة خلال الربيع المقبل، في وقت يتوقع أن يحاول مهرجان الجونة الحفاظ على موعد إقامته في الأسبوع الأخير من سبتمبر.