سألتني زوجتي: كيف تقارن بين زمنٍ عشته في القاهرة، وهذا الزمن الذي تعيشه الآن في مراكش؟فجر السؤال أزهى ذكريات شبابي، حيث كان يومي يبدأ في معهد السينما مع صلاح أبوسيف، وهو يشرح لي تجاربه في الإخراج السينمائي، والدكتور لويس عوض يحدثني عن المدارس الأدبية عبر التاريخ الإنساني ومحمود مرسي يعطيني درساً في فن الإلقاء، وسمحة الخولي تحلق بي مع أشهر مدارس الموسيقى العالمية.
***• وأيام الإجازات أمضيها مع أسرتي في نادي الجزيرة، بصحبة العديد من أسر الأصدقاء ممن يعملون في الحقل الإعلامي والثقافي، والفني، وأمارس النشاط الرياضي الذي كثيراً ما ينتهي بي في حوض السباحة.***ثم أقوم مع أسرتي برحلة من الزمالك إلى مصر الجديدة، لتلبية دعوة عشاءٍ من الشيخ الباقوري، فالتقي هناك صفوة من الشخصيات ذات الاهتمامات الفكرية، والثقافية، والسياسية، حيث تدور نقاشات حول مختلف الحقول، والمعارف الإنسانية.***• ويأتي صديقي محمد السنعوسي بصحبة مصطفى العقاد، وكاتب السيناريو الأيرلندي، ليصطحبني لكي نلتقي الفنانين الذين سيتم اختيارهم للعمل في فيلم الرسالة، وحدثت في أثناء ذلك مواقف طريفة لا يتسع المجال هنا لذكرها. ***• في الأمسيات التي أذهب فيها إلى بيت طلبة الكويت في الدقي أجد جميع الحضور في حالةٍ من الانشراح والابتسام، وكأن من شروط الدخول إلى بيت الطلبة الكويتيين أن يكون الإنسان مبتسماً، تأكيداً لروابط الحب الذي كان يجمع بينهم.***• كان في القاهرة عدد من الفنانين الكويتيين أرادوا الاطمئنان على صحة عبدالحليم حافظ الذي أُعلن أنه يعاني من وعكة صحية، فلما أخبرته برغبتهم قال:- خليهم يجوا بعد بكرة على الغدا... ويا ريت تكلمني يا نجم في الساعة الثانية قبل ما تيجوا وبالفعل تجمعنا: عبد الحسين وسعد الفرج وخالد النفيسي وعبد الأمير التركي... واتصلت بموجب الموعد فلم يرد... كررت الاتصال عدة مرات ولا رد... حتى بلغت الساعة الثالثة... وبينما نحن نفكر في مكانٍ نتناول فيه الغداء اتصل عبدالحليم يعتذر بسبب أن مسؤولاً كبيراً كان يطمئن عليه، واستعجلنا بالحضور... أثناء الغداء أخبرنا أن الذي كان في زيارته هو جمال عبدالناصر.***• يا زوجتي العزيزة:الحديث عن أم الدنيا المحروسة حافلٌ بذكرياتٍ تملأ مجلدات... نعم مراكش مدينة جميلة، لكن تجاربي فيها لا تقارن بتلك السنوات التي أمضيتها بالقاهرة!!
أخر كلام
ذكريات من أيام المحروسة!
09-02-2021