لم يعد لبنان استثناءً
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
في لبنان غابت الدولة وكان محكوماً عليها بالغياب الحتمي منذ بدايات تأسيسها وصياغة ميثاقها الوطني الذي وزع السلطة حسب الهويات الطائفية والدينية، وحلت مكانها دويلات، أقواها اليوم، دولة حزب الله، الذي تستند مشروعيته الواقعية إلى نضاله بتحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي، وأنه – مع حركة أمل - يمثل الأغلبية الشيعية المسحوقة، إلا أن مشروعية الواقع هذه تمددت لتحل مكان دولة "خيال المآته" الرسمية.اغتيال سليم لم يكن أول الاغتيالات السياسية، ولن يكون آخرها، فقبله تاريخ دموي ممتد لاغتيال البشر من الرئيس رفيق الحريري وجبران تويني وسمير قصير، وقبل كل هؤلاء كان هناك كمال جنبلاط، والقائمة طويلة لا تعرف أين تبدأ وأين ومتى تنتهي؟ خطورة اغتيال سليم أنه قتل لأنه عبر عن رأيه، ومارس حرية النقد من نافذة أرض الحرية في عالم "اخرس" العربي، هنا لم يعد هناك استثناء لبناني في تلك القطعة الجميلة، وإنما أصبح حال لبنان مثل حال الشقيقات العربيات (نستثني تونس). الفرق في "الخصوصية" اللبنانية أن القاتل المجهول ليس هو المؤسسة الرسمية أو "وكيلها" حين يكون الاغتيال خارج إقليم الدولة السيادي، إنما يمارس من دولة الواقع بالداخل.