في تزامن مثير، مَثُل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، أمام محكمة في القدس، قبل ساعات فقط من انطلاق محاكمة العزل الثانية للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.وهكذا بات «بيبي» أول رئيس للحكومة الإسرائيلية توجه له اتهامات رسمية وهو على رأس عمله، في حين أصبح حليفه الأوثق الملياردير الجمهوري أول رئيس للولايات المتحدة يواجه ثاني محاكمة برلمانية لعزله، وأول رئيس يحاكم بعد انتهاء ولايته.
وقبل ساعات من انطلاق المحاكمة التاريخية، التي يواجه فيها ترامب اتهامات بالتحريض على التمرّد، وتشجيع أنصاره على اقتحام الكونغرس في 6 يناير، نفى نتنياهو، أمس، أمام المحكمة تهم الفساد وقبول هدايا فاخرة وسعيه لمنح تسهيلات تنظيمية لجهات إعلامية نافذة، مقابل حصوله على تغطية إعلامية إيجابية.وفي إطار محاكمة غير مسبوقة ستشهد جلسات مكثّفة على مدى ستة أسابيع قبيل الانتخابات الرابعة خلال عامين، أُجبر نتنياهو على المثول أمام القضاة لتقديم رد رسمي على الاتهامات وأمضى 20 دقيقة فقط داخل المحكمة، واعتبر أن القضية «ملفقة وسخيفة».وقبل خروجه من قاعة المحكمة، قال رئيس الوزراء، الذي يشغل منصبه دون انقطاع منذ 2009: «أؤكد الإجابة المكتوبة التي قدمت باسمي».وخلال الجلسة، التي استمرت عدة ساعات، اتهم محامي رئيس الوزراء بوعز بن تسور، المدعي العام الإسرائيلي أفيخاي ماندلبليت، الذي عينه نتنياهو، بسوء التعامل مع الملف، مشيراً إلى أن عناصر التحقيق فتحت دون الحصول على التصاريح المطلوبة.وقد يُجبر نتنياهو على المثول أمام المحكمة عدة مرات أسبوعياً، في وقت بدأ حملته لخوض رابع انتخابات تشهدها إسرائيل في أقل من عامين في 23 مارس المقبل. وفي حال إدانته، سيضطر إلى الاستقالة بعد استنفاد جميع الطعون. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت المحاكمة ستضر بفرص إعادة انتخابه الشهر المقبل.ولطالما أصر رئيس البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، وأحد الموالين لنتنياهو ياريف ليفين على ضرورة «تأجيل» المحاكمة.وقال ليفين لصحيفة «إسرائيل هيوم» (إسرائيل اليوم) اليمينية، إن المضي قدماً في المحاكمة «سيساهم في التدخل الفاضح في الانتخابات».وشدد ليفين على أنه ليس من العدل أن تجري المحاكمة خلال الحملة الانتخابية، بينما من المقرر ألا يقدّم فريق الدفاع مرافعته لتفنيد الاتهامات إلا بعد يوم الانتخابات.ودائماً تحدث خصوم نتنياهو وترامب عن أوجه التشابه بين الرجلين خصوصاً استعدادهما للقتال من أجل حياتهما السياسية، ومحاولاتهما الهروب من الملاحقات القضائية والاتهامات الجنائية، وعوضاً عن إثبات براءتهما، يقوضان ثقة الجمهور في الشرطة والنظام القضائي، ويحرّضان اتباعهما على الاعتقاد بفكرة الدولة العميقة، ويروجان نظريات المؤامرة ووجود أشخاص أشرار يحاولون نشر الفساد والفوضى.وبينما لم يجر الرئيس الأميركي جو بايدن أي اتصال بعد مع نتنياهو المتهم من فريق الرئيس الديمقراطي بالانحياز لترامب خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية، تشير التقارير إلى أن نتنياهو يتخوف من أن يصبح معزولاً كما جرى مع ترامب في حال خسر الانتخابات الرابعة.
أخبار الأولى
نتنياهو وترامب أمام المحكمة بفارق ساعات
09-02-2021