قطر للبنانيين: المساعدات جاهزة... شكِّلوا حكومة

• الشيخ محمد بن عبدالرحمن : لا نسعى لنسف المبادرة الفرنسية
• مناورات إسرائيلية على الحدود

نشر في 10-02-2021
آخر تحديث 10-02-2021 | 00:04
في «مرحلة الفرص»، التي ولدها تولي الرئيس الأميركي جو بايدن السلطة، والتغييرات التي ينوي القيام بها فيما يخص السياسة الأميركية بمنطقة الشرق، جاءت زيارة وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن لبيروت لتفتح نافذة ولو ضيقة أمام اللبنانيين الذين يعيشون أسوأ أزمة على الإطلاق بعد انتهاء الحرب الأهلية.
في زيارة أعلنها قبل ساعات قليلة من حصولها، ولم يعد لها مسبقا كما في الزيارات الدبلوماسية العادية، حط نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن، في بيروت، على عجل، في مهمة لم تتضح جوانبها بعد، إلا أن ما ظهر منها، انطلاقا مما قاله بعد زيارته رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر أمس، هو أنه يحمل رسالة "حث" إلى المسؤولين اللبنانيين من أجل تشكيل الحكومة.

وفي وقت أشارت تقارير إعلامية إلى نية المسؤول القطري طرح مبادرة لجمع الأطراف اللبنانية على طاولة حوار في الدوحة، نفى وزير الخارجية هذا الكلام، قائلا: "لا يوجد حتى الآن أي دعوة للأطراف الخارجية للتشاور، ونتمنى أن يخرج الحل من بيروت".

الإسراع في تشكيل الحكومة

ودعا بن عبدالرحمن "القوى السياسية إلى الإسراع في تشكيل الحكومة وتغليب المصلحة الوطنية"، مؤكدا أن زيارته "تأتي استكمالا للجهود الدولية"، وأبدى استعداد بلاده "دعم لبنان عبر مشاريع اقتصادية شرط تشكيل حكومة تحول الانقسامات السياسية الحادة دون ولادتها منذ أشهر".

وأكد أن بلاده "في سياستها لا تقدم الدعم المالي بل من خلال مشاريع"، لافتا إلى أن "هذا الأمر يتطلب وجود حكومة مستقلة للعمل معها"، واعتبر أنه "بمجرد تشكيل حكومة فإن دولة قطر على استعداد لدراسة كل الخيارات".

وحول المبادرة الفرنسية، تابع: "لا نسعى لنسفها بل نعمل على استكمال المساعي الدولية لتشكيل حكومة". واستكمل بن عبدالرحمن زيارته لبيروت بلقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، ورئيس مجلس النواب نبيه بري.

وأفادت مصادر سياسية متابعة أمس: "فهم من كلام المسؤول القطري أن الدعم المالي والمساعدات للبنان جاهزان، لكنهما يحتاجان أولا إلى تشكيل حكومة قادرة على نيل ثقة الخارج"، مشيرة إلى أنه "من دون هذه الحكومة لن يصل الى بيروت أي فلس"، وتساءلت: "هل ستنفع هذه الوسيلة في تبديد الشروط عالية السقف للأطراف المتخاصمة، أم سيبقى التشكيل أسير المطالب والمطالب الفئوية المضادة، ومعه استمرار البلاد في مسارها المنهار اقتصاديا ومعيشيا وماليا وصحيا؟".

حقوق «الرئاسة»

إلا أن ما صدر عن رئاسة الجمهورية قبل لقاء الرئيس عون الوزير القطري لا يبشر بالخير، بل يدل على أن التصلّب على حاله، حيث اعتبرت "الرئاسة" أن "بعض السياسيين والإعلاميين يستعمل عبارات تنازلات ينبغي أن يقدمها الرئيس عون في معرض الحديث عن مخارج لتشكيل الحكومة العتيدة".

وأضافت الرئاسة: "الصحيح أن ما يسمى بتنازلات هو في الواقع حقوق دستورية يحرص رئيس الجمهورية على المحافظة عليها والمناداة بتحقيقها"، متابعة: "نذكر بأن استمرار البعض في الادعاء عن مطالبة الرئيس عون بالثلث المعطل، رغم النفي المتكرر لذلك، يدل على افتقار الحجج الموضوعية واللجوء إلى حجج غير واقعية ومختلقة على قاعدة عنزة ولو طارت".

الويل للمسؤولين

في موازاة ذلك، ألقى راعي أبرشية بيروت وتوابعها للموارنة المطران بولس عبدالساتر قداس، أمس، عظة نارية خلال ترؤسه عيد مار مارون، في كنيسة شفيع الطائفة وسط بيروت، وقال: "الويل لكم أيها المسؤولون السياسيون لأنكم تبنون مجدكم على مذلة من وثقوا بكم. لا تنسوا أن التاريخ لا يرحم وسيذكر أسماءكم بين أسماء الطغاة والسفاحين".

وأضاف: "الويل لكم يا أيها المسؤولون الماليون لأنكم تبنون بيوتكم من مال الآباء والأمهات الذين يكدون في سبيل تأمين مستقبل أولادهم. تذكروا أن الله يسمع أنين المقهورين، وأن الأكفان لا جيوب لها، وأن أموالكم وبيوتكم ستصير حتما إلى غيركم، وأن لعنات المظلومين ستلحق بالظالم حتى الثرى".

«عاصفة الرعد»

في سياق منفصل، بدأ الجيش الإسرائيلي، أمس، مناورة عسكرية على الحدود مع لبنان باسم "عاصفة الرعد"، فقد أعلن الناطق باسم الجيش أفيخاي أدرعي، في "تغريدة" أمس، أن مناورة عاصفة الرعد تأتي لتعزيز الجاهزية لسيناريو أيام قتالية على الحدود مع لبنان، وتستمر حتى الأربعاء، حيث ستشهد منطقة الحدود مع لبنان حركة ناشطة لقوات الأمن، وسيتم نشر عدد من الحواجز على بعض الطرق دون إغلاقها.

وأضاف: "المناورة ستفحص ما تم استخلاصه من عِبَر نتيجة بعض الأحداث التي وقعت على الحدود في الصيف الأخير، كما ستتدرب القوات على عدد من السيناريوهات، تتضمن سيناريوهات يوم قتالي، وسيواصل الجيش نشاطاته لتعزيز جاهزيته على الحدود مع لبنان".

back to top