من وراء حملة تشويه سمعة الكويت؟ وما أهدافه؟
لا أحد يدعي أنه لا توجد أخطاء، كل مجتمع فيه أخطاء، ولكن الأخطاء لا تعالج بالصخب والانفعال وخصوصا الانفعالات المصطنعة التي يثيرها بعض أعضاء مجلس الأمة، فلماذا لا نرى ولا نسمع في الدول المجاورة مثل هذا النقد؟ نأمل ألا يكون وراء هذا كله ضعف الحكومة وعجزها عن إيقاف هذا الإسفاف والانحدار.
يقول المتنبي:إذا أنتَ أكْرَمتَ الكَريمَ مَلَكْتَهُوَإنْ أنْتَ أكْرَمتَ اللّئيمَ تَمَرّدَا
فاللئام جماعة شريرة وخطيرة على الدولة وعلى نظمها وقيمها، وحذر كثير من العلماء والحكماء من مصاحبة اللئام أو أن تأمن شرهم ومكرهم، لأنهم جماعة تجتمع فيهم كثير من خصال الشر والصفات السيئة، كظلم الضعيف وقلة المروءة وكثرة الكذب وخيانة العهد ونكران المعروف، فإذا قدر لمثل هذه الجماعة الخبيثة أن تصل إلى مناصب قيادية، ومن السهل أن تصل إليها وخصوصا في المجتمعات المفتوحة كالمجتمع الكويتي فهنا تكون الكارثة، فهي جماعة لها قدرة على التلون والتغير، فقد تتظاهر بالطيبة وحب الإصلاح وكراهية الفساد، وقد تذل نفسها لمن تحتاج إليه حتى تتمكن من خداعه ومن ثم تنقلب عليه ثم لا ترحمه. وهنا يتبادر لي بيت الشعر المشهور:ومن يصنع المعروف في غير أهله يلاقِ الذي لاقى مجير أم عامروأمامنا أدلة كثيرة في التاريخ الحديث والقديم، تؤكد كيف تسللت مثل هذه الجماعة الخبيثة والسيئة وتمكنت بمكرها وخداعها من الوصول إلى مراكز القرار، وحكم دول كانت مزدهرة ثقافيا واقتصاديا وسياسيا، فنشرت فيها الفوضى وعدم الاستقرار، فأصبحت مجتمعات محطمة مهدمة تفتقر إلى العيش السليم. من الواجب على كل محب للكويت وهم كثر ويطلقون على أنفسهم "الأغلبية الصامتة" أن يتخلوا عن صمتهم، وليسارعوا لإنقاذ الوطن من براثن هذه الجماعة، وعلينا أن نتعرف على من سعى وما زال يسعى إلى تشويه سمعة الكويت وإظهارها بالصورة القبيحة والسيئة أمام مواطنيها وأمام العالم، مدعيا أنها لا تقدم لمواطنيها إلا كل سيئ، ولا يوجد أسوأ من هذه الجماعة الشريرة الحاقدة التي أعمى الشر والحقد بصرها وجعلها عاجزة عن أن ترى ما قدمته الكويت لشعبها ولشعوب كثيرة في آسيا وإفريقيا تتذكر أفضال الكويت وتنكره هذه الجماعة. أما ما قدمته الكويت وما تقدمه لشعبها فهو أكثر من أن يحصى، ولكن جماعة الشر والفتنة تحاول أن تخفي كل جميل، نذكر على سبيل المثال كيف اهتمت الدولة بالتعليم وتطويره من دور الحضانة إلى التعليم العالي إلى إرسال المبعوثين في تخصصات تحتاجها الدولة، واهتمت بالرعاية الصحية والاجتماعية، وأولت اهتماما بمستقبل الأجيال القادمة، فأسست صندوق الأجيال الفادمة الذي قد تصل استثماراته إلى أكثر من 700 مليار دولار لضمان حياة كريمة لمستقبل الأجيال القادمة، مستثمرة أموال الصندوق في العقار والشركات الصناعية الناجحة في الدول الصناعية المتقدمة، فيجب المحافظة على تلك الاستثمارات وتنميتها وإدارتها إدارة جيدة والتصدي لمحاولات العبث بها، وأبعدت الدولة عن سياسة المحاور والحروب المنتشرة في محيطنا، وحافظت على نظامنا الديمقراطي.إذاً لماذا كل هذا السخط وعدم الرضا عن كل ما تقدمه الدولة من خدمات لشعبها؟ لا أحد يدعي أنه لا توجد أخطاء، كل مجتمع فيه أخطاء، ولكن الأخطاء لا تعالج بالصخب والانفعال وخصوصا الانفعالات المصطنعة التي يثيرها بعض أعضاء مجلس الأمة، فلماذا لا نرى ولا نسمع في الدول المجاورة مثل هذا النقد؟ نأمل ألا يكون وراء هذا كله ضعف الحكومة وعجزها عن إيقاف هذا الإسفاف والانحدار.