ارتفع الذهب أمس، ليحوم قرب ذروة أسبوع، والتي بلغها في الجلسة السابقة، إذ زادت جاذبية المعدن الأصفر كتحوط في مواجهة التضخم، بعد أن تراجع الدولار وزادت الآمال حيال حزمة تحفيز أميركية.

وصعد الذهب في التعاملات الفورية 0.3 في المئة إلى 1842.90 دولارا للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 0716 بتوقيت غرينتش.

Ad

وبلغت الأسعار أعلى مستوياتها منذ الثاني من فبراير إلى 1848.40 أمس الأول، وربحت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.4 في المئة إلى 1845.30 دولارا.

وقال جيفري هالي، كبير محللي السوق لدى أواندا "مع استقرار العوائد الأميركية، يتحرك الذهب عكسيا مع الدولار. هذه ليست مسألة متعلقة بالذهب لكنها متعلقة بضعف الدولار".

ومن المتوقع تمرير مشروع قانون مساعدات بقيمة 1.9 تريليون دولار يقترحه الرئيس الأميركي جو بايدن للتخفيف من تداعيات فيروس كورونا في الكونغرس، رغم معارضة الجمهوريين للقيمة.

وقال هالي "أرقام التضخم الأميركية مبعث خطر كبير"، مضيفا أن الرقم الأعلى قد يسبب ارتفاعا قويا في الأمد القصير للدولار الأميركي ويدفع الذهب للانخفاض، ومن المقرر صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين لشهر يناير بحلول الساعة 1330 بتوقيت غرينتش.

ويعزز ارتفاع التضخم الذهب، لكنه يرفع أيضا عوائد سندات الخزانة، مما يزيد بدوره تكلفه الفرصة البديلة لحيازة المعدن الأصفر.

ويترقب المستثمرون الآن خطابا يلقيه جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي قبل مناسبة افتراضية لنادي نيويورك الاقتصادي بحلول الساعة 1900 بتوقيت غرينتش.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، بلغ البلاتين أعلى مستوياته منذ فبراير 2015 عند 1208.50 دولارات، وارتفع في أحدث تعاملات 2.43 في المئة إلى 1203.24 دولارات.

ويقول محللون إن تعافي الاقتصاد العالمي بجانب مسعى بايدن لدعم الطاقة الخضراء قد يدفعان سوق البلاتين لتسجيل عجز هذا العام.

وربحت الفضة في المعاملات الفورية 0.4 في المئة إلى 27.32 دولارا للأوقية، بينما ارتفع البلاديوم 0.2 في المئة إلى 2323.35 دولارا.

وتوقع البنك الاستثماري السويسري جوليوس باير أن تحافظ فئة الأصول على اتجاهها الصاعد على المدى القريب، ولكنها ستواجه خطر تراجع أرباحها في النصف الثاني من 2021.

وقال نوربرت روكر، مسؤول الاقتصاديات وأبحاث الجيل القادم في جوليوس باير، في تقرير اطلعت عليه "العربية نت"، إن الاقتصاد والتكاليف والعملات لا تحدد اتجاهاً واضحاً للسلع بشكل عام.

النفط

وتابع: "يجب أن يقابل الصعود في أسعار الطاقة تراجعاً في أسعار المعادن، ويرسّخ مزيج وديناميكيات العالمين القديم والجديد عنصر عدم الاستقرارـ وبالتالي، نتوقع أن تحافظ فئة الأصول على اتجاهها الصاعد على المدى القريب".

وفي التقرير أيضا كتب مسؤول أبحاث الجيل القادم في جوليوس باير، كارستن منك، ان أسعار النفط فوق معدل الـ60 دولاراً للبرميل، ويتوقع أن يعيد الانتعاش سوق النفط إلى طبيعته.

وستمهد الإمدادات المقيّدة بسبب صفقة الدول المنتجة للنفط وأعمال النفط الصخري الخامدة الطريق لارتفاع في الأسعار فوق الـ60 دولاراً.

وستساهم إزالة هذه القيود في إعادة الأسعار إلى نحو 55 دولاراً أميركياً. وتجعل صعوبة توقّع تسلسل هذه الأحداث سوق النفط عرضة للتقلبات، ويعزى الأمر جزئياً إلى الجغرافية السياسية، وفقاً لروكر.

الذهب

وأوضح نوربرت روكر، مسؤول الاقتصاديات وأبحاث الجيل القادم في جوليوس باير، أنه من غير المرجح أن يعود الذهب إلى معدلاته القياسية.

ويُتوقع أن يتجاوز السوق أزمة "كورونا"، وأن يستمر النمو العالمي في التعافي عام 2021. ويعتبر الانتعاش الناتج عن ذلك سلبياً بالنسبة إلى الذهب، حيث يؤثر على الطلب على الملاذ الآمن ويرفع عائدات السندات الأميركية ويعوض الضعف المتوقع في الدولار الأميركي.

المعادن

ويُتوقع أن يتراجع السباق نحو المعادن الصناعية، وقال: "كانت المواد الأساسية مواتية جداً عام 2020، ولكن من غير المرجح أن تتحسن، حيث تستعد الصين لتقليص إجراءات التحفيز وتحويل نموذج النمو من الاستثمار إلى الاستهلاك، مع العلم أنّ الطلب من التقنيات الخضراء له تأثير على حركة السوق أكثر منه على توازنه".

وأشار إلى أن معادن البطاريات تشهد رواجاً، إذ أدى التحول المتسارع نحو التنقل الكهربائي إلى تنشيط الطلب على معادن البطاريات، ويتم استنفاد الإمدادات التي كانت وافرة سابقاً، حيث بدأ يلوح نقص فيها في الأفق، ويُتوقع أن ترفع مخاطر النقص الوشيك أسعار معادن البطاريات وتطلق دورة صناعية أخرى.

وقال مسؤول أبحاث الجيل القادم في جوليوس باير كارستن منك، إنه من المتوقع أن ينخفض سعر النفط على المدى الطويل ويتراوح بين 50 إلى 55 دولاراً، نتيجة مكاسب إنتاجية النفط الصخري وليونة الأسواق الناشئة، أي السلع والعملات. ومازلنا لا نعرف ما إذا كانت عملات السلع الأساسية ستتدهور هيكلياً أو دورياً مقابل الدولار الأميركي.