مقتدى الصدر يؤيّد مراقبة أممية للانتخابات ويبرّر نشر مسلَّحيه
• أجواء إيجابية بين الأسدي ومتظاهري واسط
• عملية تركية شمال العراق ورسالة من صالح للسيسي
دافع رجل الدين العراقي النافذ مقتدى الصدر عن نشر مسلحيه في 3 مدن عراقية، مؤكدا أنه نسق الخطوة مع القوات الأمنية التي قال إنها تواجه انهياراً، وأعرب في الوقت نفسه عن تأييده لمراقبة أممية للانتخابات، وهو ما يثير رفضاً من بعض حلفاء إيران.
أكد زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، أمس، أنه يحترم "هيبة الدولة"، بعد أن أثار انتشار مسلحين موالين له من "سرايا السلام" في 3 مدن عراقية انتقادات، معربا للمرة الأولى عن تأييده لمراقبة دولية للانتخابات المقررة في أكتوبر، وهو أمر يثير جدلا وترفضه بعض الفصائل المقربة من إيران. وفي مؤتمر صحافي عقده بمقر إقامته بمدينة الحنانة بمحافظة النجف، قال رجل الدين الشيعي النافذ: "شكرا لسرايا السلام على انضباطهم، ومحبتهم للشعب والمقدسات، وجاهزيتهم التامة، ولقد وصلني أن البعض قد قال إنها ضد هيبة الدولة، وإني لو شككت طرفة عين بأن ما قامت به سرايا السلام ضد هيبة الدولة، لما سمحت به، بل هو لأجل تعزيز هيبة الدولة المفقودة، علما بأن خروجهم كان بالتنسيق مع القوات الأمنية".وأضاف أن "القوات الأمنية في حالة انهيار وفي خطر محدق، ولن أتحمّل الوقوف على التل والسكوت أمام الانتهاكات ضد إخوتي في الجيش والشرطة وبقية القوات الأمنية، فهناك جرحى وقتلى وتعدّ صارخ عليهم، فالقوات الأمنية ليست حامية للفاسدين، بل إنها تحمي الوطن والحدود والسيادة والاستقلال والشعب".
وتابع الصدر: "نحن مع التظاهرات الإصلاحية ضد الفساد، بشرط أن تكون سلمية بلا حرق وقطع للطرق وتجاوز على مؤسسات الدولة، وبلا قتل وصلب، وأشد على أيدي القوات الأمنية، كما على الأخ (رئيس الحكومة مصطفى) الكاظمي دعمهم للتصدي للمندسين ودعاة العنف من المتظاهرين المشاغبين، كما أن الكاظمي تعهّد بإرجاع هيبة الدولة، وعليه الالتزام بذلك".وشدد زعيم التيار الصدري على ضرورة "تهيئة الأجواء الديمقراطية لأجل إنجاح الانتخابات المبكرة، وليكن تنافسنا من خلال الحوار والطرق السلمية وترك العنف، ونطالب بإنهاء التحقيق بمقتل المتظاهرين السلميين، كما نطالب بالتحقيق بقتل القوات الأمنية، ومعاقبة الفاعلين فورا، حفاظا على هيبة الدولة".وأشار الصدر إلى أن "رئاسة الحكومة إصلاحية، ولن نسمح للفاسدين بالتربع عليها، شلع قلع، والإشراف الأممي على الانتخابات (العراقية) المبكرة مرغوب به، شريطة عدم التدخل من بقية الدول".وكانت الانتخابات مقررة في يونيو، لكن جرى تأجيلها الى أكتوبر، وسط مخاوف من تأجيل جديد. ووجّه الصدر "نصيحة" إلى الأمم المتحدة، بـ "تبنّي حوار شامل وهادف بين الفرقاء في العراق، وليس بالضرورة أن يكون سياسيا، بل أعمّ".وحذّر من التطبيع مع إسرائيل قائلا: "التطبيع على الأبواب، وعلى البرلمان الحيلولة دون ذلك أكيدا، ولن نسمح بالتطبيع إطلاقا، وإن كلفنا ذلك الدماء، ويجب إنهاء الأزمة الاقتصادية التي يمرّ بها البلد، فإن المتضرر منها هم فقراء الشعب".وختم مؤتمره بكلمة وجهها إلى الولايات المتحدة: "بمناسبة تسلّم رئاسة جديدة في أميركا، فعلى المحتل الانسحاب فورا بالطرق الدبلوماسية والبرلمانية، لتجنيب العراق أن يكون ساحة للصراعات الدولية والإقليمية".في غضون ذلك، أجرى رئيس جهاز الأمن الوطني العراقي، عبدالغني الأسدي، أمس، زيارة الى محافظة واسط التقى خلالها ممثلين عن المحتجين، وذلك بتكليف من رئيس الحكومة.وقال الأسدي لمتظاهري واسط إن "التظاهرات حق مكفول، ولا يمكن لأحد منع المواطن من حقه"، مبينا: "جئت بكل عزيمة وقوة لكي أقف معكم في الخطوات التي تسهم بعملية الاستقرار وتحقيق المطالب".وأضاف أن "هناك جهات تحاول حرف التظاهرات عن مسارها السلمي"، موضحا: "نسعى للوصول معكم الى حلحلة للمشاكل والمطالب وفقا للطرق المشروعة". وتحدّث متظاهرون عن "تلقيهم رسائل إيجابية من زايرة الأسدي".في سياق آخر، قال رئيس وزراء إقليم كردستان العراق شبه المستقل، مسرور البرزاني، أمس، إنه لن يقبل نقل كامل إنتاج الإقليم من النفط إلى بغداد، معتبرا في مؤتمر صحافي أن "ذلك سيكون غير دستوري ولن يكون مقبولا".في غضون ذلك، سلّم وزير الخارجية فؤاد حسين، أمس، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي رسالة موجهة من الرئيس العراقي برهم صالح. وكان حسين، قد التقى أمس الاول في القاهرة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الصعد غداة اجتماع ثلاثي مع شكري ونظيرهما الأردني على هامش الاجتماع الوزاري الطارئ لجامعة الدول العربية.الى ذلك، أعلنت تركيا، أمس، إطلاق عملية عسكرية جديدة ضد قواعد "حزب العمال الكردستاني" في شمال العراق. وأكدت وزارة الدفاع التركية، في بيان، أن العملية الجديدة التي تحمل اسم "مخلب النسر 2" انطلقت الليلة الماضية في منطقة قارا العراقية، مضيفة أن عناصر "حزب العمال"، الذي تعتبره أنقرة تنظيما إرهابيا، يتكبدون خسائر ملموسة.