تحاول وزارة السياحة والآثار في مصر إنعاش السياحة من خلال أفكار عدة، بعد تأثرها بجائحة كورونا التي تسببت في إغلاق رحلات الطيران بين العديد من الدول، ما انعكس بدوره سلبا على الدول التي تعتمد على السياحة كمصدر أساسي من مصادر الدخل القومي، وعلى رأسها مصر، وفي هذا الإطار تقرر أخيرا إعادة افتتاح مقبرة الملك رمسيس الأول، الواقعة في منطقة وادي الملوك، وتحديدا في "جبانة طيبة"، غربي مدينة الأقصر، (أقصى جنوب مصر) الغنية بقبور ملوك مصر القديمة.
ترميم التابوت
وقبل أيام، زار وزير السياحة والآثار المصري خالد العناني المقبرة التي تحمل الرقم 16، لتفقد ما جرى من أعمال ترميم وحماية لمعالمها ونقوشها ورسومها، وتقوية ألوانها، بجانب ترميم التابوت الذي كان يضم مومياء الملك رمسيس الأول، قبل تعرضها للسرقة منذ عقود مضت، حيث غابت عن مصر على يد لصوص ومهربي الآثار المصرية القديمة عام 1860، إلى أن عادت إلى مصر مجددا عام 2003.من جانبه، قال مدير منطقة آثار وادي الملوك علي رضا، في تصريحات صحافية، "إن مقبرة الملك رمسيس الأول لها أهمية تاريخية وأثرية خاصة، كونها مقبرة مؤسس الأسرة الـ19 في مصر القديمة"، مضيفا أنه كان هناك حرص كبير على افتتاح المقبرة قبل موسم إجازات نصف العام في المدارس والجامعات المصرية، لتمكين المصريين بجانب السائحين الأجانب من مشاهدة جانب مهم من تاريخ مصر القديمة، والتعرف إلى سيرة الملك الذي أسس واحدة من الأسر المهمة في التاريخ المصري القديم.خبراء الآثار
ويأمل خبراء الآثار المصريون أن يكون العام الجديد بمنزلة انطلاقة جديدة لسياحة الآثار، وأن يتجاوز القطاع السياحي عموما الآثار السلبية التي تسببت فيها جائحة كورونا.يشار إلى أن رمسيس الأول كان رجلا عسكريا، وحكم مصر وعمره كبير خلال آخر سنتين في حياته، في الفترة بين عامي 1291 و1290 قبل الميلاد، وخلفه ابنه الملك سيتي الأول ثم حفيده الملك الشهير رمسيس الثاني.الصدارة الحضارية
وازدهرت البلاد المصرية في عهد هذه الأسرة، وتبوأت الصدارة الحضارية والعسكرية بين جيرانها في تلك الفترة، إلا أنها بدأت التحلل ابتداء من رمسيس الثالث بمؤامرة في القصر، وأحفاد رمسيس الأول حكموا مصر، وكان آخرهم رمسيس الحادي عشر.ودُفِن رمسيس الأول في المقبرة رقم 16 بوادي الملوك، التي اكتشفها الإيطالي جوفاني باتيستا بلزوني عام 1817، وتتكون من ممر دخول قصير وحجرة الدفن التي تحتوي على تابوت الملك، ومزينة برسومات لرمسيس الأول مع عدد من الآلهة، وتتكون من حجرة دفن واحدة شبه مربعة، وبداخلها تابوت من حجر الغرانيت وُجِد مفتوحاً وقت اكتشاف المقبرة، وما جرى العثور عليه من محتويات المقبرة موجود حاليا في المتحف البريطاني بلندن.عودة المومياء
وسُرقت مومياء الملك رمسيس الأول وبيعت إلى تاجر آثار مقابل 7 جنيهات، وجرى تهريبها بعد ذلك إلى أميركا الشمالية عام 1860، ووضعت بعد ذلك في متحف نياجرا فولز بكندا، لكن ظلت تلك المومياء مجهولة الهوية، وعرض متحف نياجرا فولز محتوياته للبيع فاشتراها رجل أعمال كندي يدعى ويليام جيميسون عام 1999.وباع جيميسون مجموعة الآثار المصرية، ومن بينها عدد كبير من المومياوات، إلى متحف مايكل كارلوس بمدينة أتلانتا الأميركية مقابل مليوني دولار، وبقيت في المتحف 4 سنوات، ثم أجريت العديد من الدراسات والفحوص عليها، وتم التأكد من أنها مومياء رمسيس الأول، وأُعِيدت إلى مصر أوائل 2003.