العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة اغتيل بـ 20 جاسوساً ورشاش يزن طناً

موسكو تتحفظ عن إنتاج إيران لليورانيوم وتستبعد رفع العقوبات الأميركية دفعة واحدة

نشر في 12-02-2021
آخر تحديث 12-02-2021 | 00:04
إيرانيون يحتفلون بذكرى الثورة في طهران أمس الأول (رويترز)
إيرانيون يحتفلون بذكرى الثورة في طهران أمس الأول (رويترز)
كشفت صحيفة يهودية بريطانية تفاصيل مثيرة عن اغتيال العالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زادة بعملية معقدة استغرقت 8 أشهر، وشارك فيها 20 جاسوسا إسرائيلياً وإيرانياً بسلاح آلي جرى تهريبه داخل إيران، بينما دعت موسكو طهران إلى ضبط النفس بعد إنتاجها معدن اليورانيوم بالمخالفة للاتفاق النووي.
في خضم تهديدات إسرائيلية بالتحرك عسكريا ضد البرنامج النووي الإيراني، لقطع طريق طهران نحو تطوير قنبلة ذرية، ذكرت صحيفة «جويش كرونيكل»، في تقرير، أن عملية قتل العالم النووي البارز، القيادي بـ«الحرس الثوري» الإيراني، محسن فخري زادة، أواخر نوفمبر الماضي، نفذت بعد نشاط استغرق 8 أشهر لـ20 جاسوسا إسرائيليا وإيرانيا، بسلاح آلي يزن طناً، جرى تهريبه إلى إيران بواسطة جهاز المخابرات الإسرائيلي «موساد»، بعد تفكيكه إلى عدة أجزاء.

وبعد أيام من كشف وزير الاستخبارات الإيرانية محمود علوي عن تورط قيادي عسكري إيراني في الاغتيال، أفادت الصحيفة اليهودية البريطانية، وهي أقدم صحيفة يهودية في العالم، بأن خطة الاغتيال تمت بمشاركة إسرائيليين يعملون من داخل طهران دون الكشف عن هويتهم.

وأفاد التقرير بأن «الموساد» هرَّب سلاحا آليا يزن طنا إلى داخل الجمهورية الإسلامية، بعد تفكيكه إلى عدة أجزاء، مضيفا: «في هذه العملية تم استخدام سلاح آلي فائق الدقة، للحيلولة دون إصابة المدنيين، مما حال دون إصابة زوجة فخري زادة وحراسه الشخصيين الموجودين في الموقع». ويتقاطع تقرير الصحيفة مع التقارير التي أوردتها وسائل إعلام مقربة من «الحرس الثوري» وقتذاك عن استخدام سلاح فائق التطور على عكس المعلومات التي تسربت عن مصادر حكومة روحاني، والتي أشارت إلى وجود تقصير في الحرس الثوري، مشددة على أن الاغتيال تم بوجود عملاء على الأرض.

وبين التقرير أن العملاء بالموقع تحكموا في السلاح عن بعد، والسبب في أن السلاح ثقيل هو أن قنبلة كانت مزروعة فيه لتدمير كل الأدلة بعد العملية، مضيفا أن الهجوم نفذته الدولة العبرية بمفردها دون تدخل أميركي، وأكد أن المسؤولين الأميركيين تلقوا إخطارا مسبقا بالهجوم الذي تم قرب العاصمة طهران.

وبحسب الصحيفة، فإن النظام الإيراني سيستغرق 6 سنوات لإيجاد بديل لفخري زادة، الذي يوصف بأنه العقل المدبر للبرنامج النووي العسكري الإيراني الذي تنفي طهران وجوده، وتشكلت خطة قتل فخري زادة بعد أن استولى عملاء «موساد» في 2018 على عدد كبير من الوثائق النووية الإيرانية من 32 خزنة كبيرة في مستودع على أطراف طهران.

ووفقا للتقرير، يتم حاليا تخزين الوثائق في مكان آمن بإسرائيل، وتستخدم حكومة تل أبيب حاليا المعلومات الواردة في الوثائق لإقناع الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، الذي يسعى لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، والذي انسحب منه سلفه دونالد ترامب عام 2018، بعدم الوثوق بإيران في أي صفقة نووية.

من ناحية أخرى، خلص محللون إسرائيليون إلى أنه مع مقتل فخري زادة، فإن عملية بناء قنبلة ذرية لإيران ستستغرق عامين بدلا من 3.5 أشهر. وقال يعقوب نايجل، المسؤول العسكري الإسرائيلي الكبير والمستشار السابق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لـ«جويش كرونيكل»: «الموساد لديه أدلة على أن زادة كان يعمل على تطوير عدة رؤوس نووية، كل منها بخمسة أضعاف القوة التدميرية للقنبلة التي ضربت هيروشيما».

جاهزية إسرائيلية

وتزامن التقرير، الذي حمل تفاصيل تتقاطع مع الرواية الإيرانية الرسمية التي تحدثت عن استخدام سلاح متطور تم التحكم فيه عبر الأقمار الصناعية، ودون مشاركة عنصر بشري في مسرح الاعتداء، مع تشديد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس على أنه «يجب أن يكون احتمال شن هجوم ضد المنشآت النووية الإيرانية مطروحا على جدول أعمال صناع القرار في إسرائيل».

وقال غانتس، في تصريحات مساء أمس الأول، إن «الاتفاق النووي الذي تم توقيعه مع إيران قبل 5 أعوام أفسح أمام نظام الملالي في طهران المجال للوصول إلى عتبة تطوير أسلحة نووية»، مضيفا: «يجب الاستمرار في النشاطات لتقييد دعم إيران للمنظمات الإرهابية والميليشيات التي تدور في فلكها بالشرق الأوسط».

في موازاة ذلك، أطلق الحرس الثوري الإيراني مناورات برية جنوب غربي البلاد، قرب الحدود العراقية، استعدادا لـ«مواجهة أي تهديد محتمل».

تقرير «الذرية»

يأتي ذلك بعد ساعات من تصريح الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران شرعت في إنتاج اليورانيوم المعدني، في انتهاك للاتفاق النووي، مشيرة إلى أن معدن اليورانيوم يعتبر مادة أساسية في صناعة الأسلحة النووية. وكان وزير الاستخبارات الإيراني حسن علوي هدد قبل أيام بأن بلاده ستلجأ إلى إنتاج سلاح نووي في حال استمرت الضغوط عليها، وذلك بعد أيام من تقديرات أعلنها وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن بأن طهران قد تكون قادرة على امتلاك مواد صنع سلاح نووي خلال أسابيع.

روسيا

ووسط تخوف إيراني من أن تلتحق موسكو بالتوافق الأميركي الأوروبي بشأن الملف النووي الإيراني، دعت روسيا طهران إلى «ضبط النفس». وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، في تصريح أمس، «نتفهم المنطق الذي يكمن وراء أفعالهم، والأسباب التي تدفع إيران إلى القيام بإنتاج معدن اليورانيوم، لكن من الضروري البرهنة على ضبط للنفس ونهج مسؤول».

ورأى المسؤول الروسي أن رفع واشنطن جميع العقوبات عن طهران بشكل فوري غير ممكن، لافتا إلى أنه يجب عدم المماطلة في الأمر الذي تطالب به الحكومة الإيرانية من أجل العودة إلى التقيد ببنود الاتفاق النووي.

وأوضح أن موسكو تعوّل على أن يتم التوصل إلى تفاهم وسطي بين طهران وواشنطن حول خطة العمل المشتركة قبل ٢١ الجاري، لتجنب التصعيد مع حلول المهلة التي حددها البرلمان الإيراني لوقف التعاون مع مفتشي وكالة الطاقة الدولية ورفع تخصيب اليورانيوم بشكل كبير.

قطر

في السياق، قال وزير الخارجية القطري محمد عبدالرحمن إن بلاده تعمل على تخفيف حدة التوتر في المنطقة بالدعوة إلى العودة لإعادة العملية السياسية والدبلوماسية، من أجل إحياء الاتفاق النووي الإيراني.

وجاءت هذه التصريحات في مذكرات إعلامية عن اتصالين هاتفيين أجراهما الوزير القطري هذا الأسبوع مع كل من الممثل الأميركي الخاص بالشأن الإيراني روبرت مالي، ومستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان.

روحاني: لا إشارات

وفي طهران، جدد الرئيس الإيراني حسن روحاني تصريحاته التي تطالب الإدارة الأميركية الجديدة بتغيير نهج التعامل مع بلاده، من أجل العودة إلى الاتفاق النووي.

وقال روحاني، في إشارة إلى عقوبات ترامب، «بالطبع، لم نر بعد حسن النية في الإدارة الأميركية الجديدة، لقد تغيرت تصريحاتهم، لكن علينا أن نرى عمليا كيف يريدون التعويض عن تلك الجريمة».

يجب أن يكون احتمال شن هجوم ضد المنشآت النووية الإيرانية مطروحاً على جدول أعمال صناع القرار في إسرائيل غانتس
back to top