تحولت ساحة كبد، منذ بداية أزمة حائجة كورونا، إلى وجهة للمواطنين والمقيمين وأسرهم، حيث أصبحت المتنفس الترفيهي الوحيد لهم ولأطفالهم، رغم أن الموقع يعد خطرا على حياتهم، نظرا للأعداد الكبيرة من الدراجات النارية (الباقيات) والخيول والجمال وحيوانات «البوني»، فضلا عن قرب هذا الموقع من الطريق العام، والحوداث التي تطارد الساحة بين الحين والآخر خير شاهد على المخاطر على الأطفال والأهالي.

«الجريدة» تجولت في الموقع ورصدت أبرز المخاطر، واستطلعت آراء العاملين بالموقع، وكذلك مرتاديه من المواطنين والمقيمين، الذين أكدوا أن الموقع محفوف بالمخاطر، إلا أنهم أكدوا في الوقت نفسه ايضا انه اصبح متنفسا للأطفال بعد أن أغلقت جميع أماكن لعب الأطفال، مما دفعهم الى التوجه لهذه الساحة لقضاء بعض الأوقات للترفيه عن اطفالهم، بالرغم من أن هناك مبالغة في الأسعار، وعدم وجود رقابة على الموقع وعلى الحيوانات التي يتم تأجيرها به.

Ad

البداية كانت مع المواطن مبارك العجمي، الذي قال انه يأتي الى هذا الموقع لممارسة هواية ركوب الخيل، ونظرا لإغلاق الأندية والمواقع المخصصة لهذه الرياضة، اضطر الى الحضور لساحة كبد لتأجير الخيل وممارسته لرياضته المفضلة له، بالرغم من أن الموقع غير مهيأ لممارسة مثل هذه الرياضة بحكم قرب الطرق العام من الساحة، ومن المخاطر أن «يجفل» الخيل ويتوجه الى الطريق العام المزدحم بالسيارات، وحدثت حوادث شبيهة بذلك في الموقع.

وأضاف انه لا يعلم شيئا عن الحالة الصحية للخيول المستخدمة في الموقع، وهل تم فحصها من قبل الجهات الرقابية بالدولة ام انها عشوائية كالموقع الذي نحن به، مشيرا الى أن الخيول، بحكم خبرته ومعرفته بها، تصاب بأمراض معدية تنتقل الى الإنسان، لذا يجب فرض رقابة صحية على الموقع، خصوصا أن هناك أطفالا يستأجرون هذه الخيول.

مخالفات ومصادرة

من جهته، تحدث أحمد العنزي (من الأحداث العاملين في الموقع، وهو من غير محددي الجنسية) بكل شفافية، مطالبا البلدية بتنظيم الموقع ووضع مضمار لعملية تأجير الخيول والجمال و«البوني»، ولوحات إرشادية وأماكن محددة لتأجير «الباقيات»، لافتا الى أن مفتشي البلدية يأتون الى الساحة من أجل تحرير المخالفات ومصادرة الدراجات النارية والباقيات والحيوانات، لا من أجل تنظيم الموقع وبحث أسباب الخطورة به، وكيفية تحويله منتزها رسميا.

وأضاف العنزي أن أغلب العاملين بالموقع هم من الشباب غير محددي الجنسية، وهذا هو مصدر رزقهم الوحيد ورزق أسرهم وليس لديهم أي مصدر دخل آخر، مشددا على أنهم غير معارضين لتنظيم الموقع من قبل البلدية، وكذلك فرض اشتراطات صحية من قبل الثروة الحيوانية على جميع الحيوانات الموجودة بالموقع.

متنفس للأطفال

بدوره، قال المواطن محمد العرادة إنه حضر الى الموقع برفقة أطفاله بقصد الترفيه عنهم، بعد أن تم اغلاق كافة المواقع التي تعتبر متنفسا للأطفال، مشيرا الى انه يرى أن الموقع خطر وغير ملائم، إلا أنه أصبح مقصدا لكثيرين من الأسر في ظل الظروف الصحية الحالية التي تشهدها البلاد بشكل خاص ويشهدها العالم بشكل عام.

وأضاف العرادة أنه لا يمانع بأن يتم تنظيم الموقع أكثر ووضع سياج لفصله عن الطريق العام، حتى يأمن مرتادوه على اطفالهم، مؤكدا ضرورة وجود مضامير مخصصة للحيوانات، وأخرى للدراجات النارية، مع ضرورة تطبيق الاشتراطات الصحية والإجراءات الأمنية على الموقع، خصوصا أنه يضم عددا كبيرا من العمالة الوافدة التي تترك الموقع وتهرب الى جهة غير معلومة بحال وقوع أي حادث، أو في حال وصول مفتشي البلدية أو الدوريات الامنية.

متنزه صحراوي آمن... كباقي الخليج
ذكر المواطن عبدالعزيز الصدي أنه منذ بداية أزمة كورونا اعتاد الحضور الى الموقع، بالرغم من علمه بأنه يعج بالمخاطر، ويعد موقعا غير مناسب للأطفال، داعيا الأجهزة المسؤولة بالدولة إلى تحويل الموقع الى متنزه صحراوي آمن مثلما هو موجود في أغلب دول الخليج التي ترعى نفس هذه الاماكن التي تمارس بها نشاطات الدراجات النارية وركوب الخيل.

مخاطر الحوداث

من جهتها، ذكرت ام عبدالله (وافدة عربية) أنها قصدت هذا المكان برفقة اطفالها، بعد أن علمت عن وجوده من جاراتها، لافتة الى أنها لن تكرر هذه الزيارة، نظرا لخطورة المكان على الاطفال، ووجود أعداد كبيرة من الدراجات النارية بالموقع وفي مساحة ضيقة، مما يعرّض راكبيها لمخاطر الحوادث، مضيفة أنها شاهدت حيوانات رثّة بالموقع، وتعتقد انها غير ملائمة صحيا للأطفال.

البلدية تزور الموقع... بالمزاج

قال أحمد السوداني (وافد عربي يعمل بالموقع منذ عدة سنوات) إن مفتشي البلدية يأتون الى الموقع حسب مزاجهم فقط، حيث يصادرون الدراجات النارية والحيوانات، ويحررون المخالفات العشوائية، ثم يتركون المكان ويغادرون.

يحتاج سياجاً للحماية ومضماراً للخيل

يرى المواطن فواز الظفيري أن الموقع بحاجة الى تنظيم، وهو أكثر ما يحتاج الى إنشاء سياج فاصل بين الساحة والطريق العام، مطالبا بإنشاء مضمار خاص للخيول والجمال و«البونيات»، بعيدا عن الدراجات النارية، لأنه من المعروف ان الحيوانات تنزعج من أصوات الدراجات النارية، وتصبح شرسة وتركض بقوة، مما يعرّض ممتطيها لخطر السقوط والإصابة، مشيرا إلى وجود مخاطر لوقوع حوادث تصادم بين الدراجات النارية والحيوانات.

محمد الشرهان