إيران: حركة نجاد تتصاعد... وتوتر مع أوروبا

انفجار على معبر حدودي مع أفغانستان... وطهران تنفي توقيف أي من دبلوماسييها بأنقرة

نشر في 14-02-2021
آخر تحديث 14-02-2021 | 00:05
عائلة إيرانية على دراجة خلال احتفالات بذكرى الثورة في طهران  (رويترز)
عائلة إيرانية على دراجة خلال احتفالات بذكرى الثورة في طهران (رويترز)
مع اقتراب بعض الاستحقاقات المرتبطة بالانتخابات الرئاسية في يونيو، تتصاعد الحركة السياسية للرئيس السابق أحمدي نجاد متسببة بإحراج للتيارين الأصولي والإصلاحي، في حين وجدت طهران نفسها تحت ضغط أوروبي بالملف النووي الذي يشهد اتصالات حثيثة بانتظار ما سيقوم به الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن.
أكد أحد المقربين من الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد أن الأجهزة الأمنية داهمت مساء الخميس ــ الجمعة منازل عشرات من أنصار الرئيس السابق في مدينة طهران وبعض المدن الإيرانية الأخرى، واعتقالهم للتحقيق معهم بشأن ملابسات الحوادث، التي جرت الأربعاء في ذكرى انتصار الثورة.

وكان أحمدي نجاد أرسل الخميس الماضي رسالة مفتوحة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني بصفته رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي، معترضاً على قيام الأجهزة الأمنية الأربعاء الماضي بمحاصرة محيط منزله والشوارع المحيطة به واعتقال وضرب أنصاره الذين توجهوا إلى هناك للاحتفال بذكرى انتصار الثورة، حسب ما جاء في الرسالة.

واتهم أنصار نجاد برفع يافطات على سياراتهم أو دراجاتهم النارية أو رفع شعارات عبر مكبرات الصوت خلال احتفالات الثورة تهين روحاني وأعوانه وتتهمهم بخيانة البلاد، وتدين تقديس الشخصيات السياسية الدينية، ووصلت الإهانات إلى عائلة الإمام الخميني .

وكان المئات من أنصار نجاد اجتمعوا في ميدان 72 لمنطقة نارمك بشرق مدينة طهران، الذي بات يعتبر رمزاً لتجمعات أنصار أحمدي نجاد بسبب وجود منزله هناك، مطالبين الرئيس السابق بالترشح للانتخابات الرئاسية، و»كسر الأصنام»، مما اعتُبر نوعاً من التحدي حتى لمنصب ولي الفقيه، الذي يعتبر دينياً ومقدساً في البلاد.

وكان الرئيس الإيراني الراحل هاشمي رفسنجاني يطلق على أنصار نجاد اسم «التيار الانحرافي» بسبب موقفهم هذا من تقديس الشخصيات الدينية التي يعتبر رحيم مشاعي الأب الروحي لها.

وبعكس باقي الرؤساء والشخصيات السياسية الإيرانية، الذين يعيشون في قصور وبيوت فخمة تمت مصادرتها من الحاشية الملكية التابعة للشاه في شمالي مدينة طهران عموماً، فإن أحمدي نجاد رفض العيش في أي منها ويفضل العيش في منطقة متوسطة في مدينة طهران في منزل يصل مساحته حوالي المئة وثلاثين متراً ورثه عن والده، الأمر الذي يجلب له حماية كبيرة من الطبقات المتوسطة والفقيرة في البلاد.

ويعتبر أنصار أحمدي نجاد، رجال الدين والساسة الذين يعيشون حياة رفاهية مستغلين مناصبهم في حين يواجه معظم الناس ضغوطاً اقتصادية كبيرة، خارجين عن أطر أيديولوجيا الثورة الإسلامية يجب إزاحتهم، الأمر الذي تم ترويجه بالشعارات خلال ذكرى انتصار الثورة هذا العام في طهران وعدد كبير من كبريات المدن الإيرانية.

واشنطن

إلى ذلك، وفي محاولة لطمأنة الحلفاء ودعم جهودها لإحياء المسار الدبلوماسي في التعاطي مع المشاكل المختلفة بالمنطقة، أكدت إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن أنها تحتفظ بقوات في الشرق الأوسط قادرة على مواجهة التهديدات الإيرانية.

وقال متحدث باسم «البنتاغون» رداً على سؤال حول استمرار إيران برفع تخصيب اليورانيوم ومدى قلق واشنطن من خطوتها الأخيرة، التي تضمنت إنتاج مادة تستخدم في الأسلحة الذرية: «كما قال الرئيس بايدن نريد أن نرى إيران تعود إلى تطبيق الاتفاق النووي»، المبرم عام 2015.

ولفت إلى تشديد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن على أن «أي من مشاكل الشرق الأوسط لن يصبح أسهل حله لو امتلكت إيران سلاحاً نووياً».

وجدد تأكيد الإدارة الأميركية بأنها واضحة في رفضها لحصول إيران على قدرات عسكرية نووية، مشيراً إلى خطوات دبلوماسية تفكر وزارة الخارجية الأميركية باتخاذها في هذا الصدد.

رفض إيراني

في غضون ذلك، انتقد وزير الخارجيّة الإيراني محمد جواد ظريف، في تغريدة له على «تويتر»، موقف الدول الأوروبيّة الكبرى، من بلاده، حيث كتب متسائلاً: «ما الذي فعلته الدول الأوروبيّة الثلاث على صعيد الوفاء بالتزاماتها إزاء الاتفاق النووي؟».

وأشار إلى أنّه «بأيّ منطق يجب أن تلتزم إيران بوقف تلك الإجراءات التصحيحيّة التي اتخذتها بعد عام كامل من انسحاب الولايات المتحدة، التي ما زالت تخرق هذا الاتفاق؟». وجاء ذلك بعد أن أصدرت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بياناً مشتركاً للاحتجاج على إنتاج إيران معدن اليورانيوم.

وقال وزراء خارجية الدول الثلاث، إن الاتفاق النووي لعام 2015 بين القوى الدولية الكبرى وإيران، والمعروف بخطة العمل المشتركة، ينص على أن تلتزم طهران بعدم إنتاج أو شراء معدن اليورانيوم لمدة 15 عاماً، وألا تجري أبحاث وتطوير في مجال علم معدن اليورانيوم.

وقال الوزراء، إن الجمهورية الإسلامية ليس لها أي تبرير مدني موثوق فيه لهذه الأنشطة، التي هي خطوة خطيرة باتجاه تطوير سلاح ذري.

وأضافوا في بيانهم المشترك: «نحث إيران بقوة على وقف هذه الأنشطة بدون تأخير، وألا تتخذ أي خطوات جديدة غير متوافقة بشأن برنامجها النووي وقد تقود فرصة مباشرة الجهود الدبلوماسية لإعادة العمل بالاتفاق النووي.

إعادة تموضع

إلى ذلك، ذكر «المرصد السوري» لحقوق الإنسان، أمس، أن الميليشيات الموالية لإيران أعادت انتشارها وتموضعها في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور شرقي سورية عند الضفاف الغربية لنهر الفرات.

حريق غامض

في سياق آخر، اندلعت نيران في ناقلات وقود مصحوبة بدوي إطلاق نار «واسع النطاق» على هيئة الجمارك في «إسلام قلعة» الأفغانية، في هيرات غربي البلاد، المحاذية للحدود مع إيران.

وأحدث الانفجار، الذي ما زالت ملابساته غامضة، فوضى وهلعاً كبيراً في المنطقة، كما انقطع عنها التيار الكهربائي.

وقال وحيد قتالي حاكم هيرات، إنه عاجز عن مواجهة الوضع لعدم توفر إقليمه على التجهيزات الضرورية لإخماد النيران المشتعلة، مما أجبره على طلب العون من السلطات الإيرانية.

من جهته، صرح رئيس مجلس تنسيق الشحن بأفغانستان، نعمة الله القوزاي بأن الانفجار ناجم عن تسرب من ناقلة وقود كانت متوجهة من إيران إلى أفغانستان.

وأشار إلى أن تداعيات الحريق امتدت إلى المنشآت الجمركية الإيرانية القريبة.

اعتقال ونفي

على صعيد منفصل، أفادت تقارير تركية نقلاً عن مصادر مطلعة بأن أنقرة اعتقلت مسؤولاً إيرانياً يشتبه بأنه حرض على قتل معارض إيراني في إسطنبول قبل نحو 15 شهراً.

وقالت المصادر، إنه تم اعتقال محمد رضا ناصر زاده في وقت سابق من الأسبوع الجاري للاشتباه بأنه دبر إطلاق النار على مسعود مولوي وردنجاني الذي كان ينتقد القيادة السياسية والقيادة العسكرية الإيرانية.

لكن وزارة الخارجية الإيرانية نفت صحة التقارير. وقال موقع وزارة الخارجية الإيرانية على الإنترنت، إن المتحدث باسم الوزارة سعيد خطيب زادة نفى ضلوع أي من العاملين في القنصلية في مقتل وردنجاني، وقال إن إيران تجري محادثات مع المسؤولين الأتراك لإلقاء الضوء على الأمر.

واشنطن تؤكد احتفاظها بقوات كافية في الشرق الأوسط لمواجهة تهديدات إيران
back to top