غداة إعلان الإدارة الأميركية الجديدة شطب اسم الحركة اليمنية المتمردة من لائحة المنظمات الإرهابية الدولية لأسباب إنسانية، شنّت ميليشيات «أنصار الله» الحوثية هجوماً جديداً على مطار أبها جنوب السعودية أمس، بعد 3 أيام من اعتداءٍ مشابه أدى إلى اشتعال طائرة مدنية متوقفة.

وصرّح المتحدث باسم قوات «تحالف إعادة الشرعية»، الذي تقوده الرياض في اليمن، تركي المالكي، بأن «قوات التحالف تمكنت من اعتراض وتدمير طائرة دون طيار مفخخة أطلقتها الميليشيات الحوثية لاستهداف مطار أبها».

Ad

وقال المالكي إن «محاولة استهداف المطار جريمة حرب، وتُعرِّض حياة المدنيين المسافرين للخطر»، مؤكداً اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين ومحاسبة الإرهابيين.

في المقابل، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، أن الهجوم على أبها نُفِّذ بـ«درون من نوع صماد 3، وكانت الإصابة دقيقة».

وفي وقت تصعِّد الجماعة اليمنية المتحالفة مع طهران هجماتها ضد المملكة، وقوات الرئيس المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي، بآخر معاقلها في المناطق اليمنية الشمالية منذ أيام، رغم الضغوط التي تقودها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف الحرب المتواصلة منذ نحو 7 أعوام، أعلن الجيش اليمني شن هجوم معاكس وواسع على المتمردين بمحافظة مأرب.

وأفاد الجيش، بأن القوات الحكومية تمكنت خلال الهجوم من إحراز تقدم ميداني، وسط تراجع مستمر للحوثيين بالمحافظة الغنية بالنفط، والتي تضم المقر الرئيسي لوزارة الدفاع.

في غضون ذلك، تباينت ردود فعل قادة حكومة الحركة المتمردة، غير المعترف بها دولياً، بالعاصمة صنعاء، على إعلان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنه سيتم شطب «أنصار الله» رسمياً من قائمة واشنطن للتنظيمات الإرهابية بعد غد مع إبقاء قادتها على لائحة العقوبات.

وقال مستشار رئاسة مجلس وزراء «حكومة الإنقاذ» حمید عنتر، إن الخطوات الأميركية الأخيرة «لا تكفي»، مضيفاً أنه إذا كانت الإدارة الجديدة جادة في إحلال السلام «فعليها إصدار قرار دولي بوقف العدوان وفك الحصار عن اليمن براً وبحراً وجواً».

وطالب عنتر، واشنطن بـ «دفع تعویضات لمشارکتها في قتل الیمنيين، وإلزام حلفائها بفتح صندوق لإعادة إعمار اليمن».

وأمس الأول، أعلنت واشنطن أنه «لا يزال قادة أنصار الله عبدالملك الحوثي وعبدالخالق بدرالدين الحوثي وعبدالله يحيى الحكيم يخضعون للعقوبات، مؤكدة مواصلتها مراقبة أنشطة الحركة وقادتها، لا سيما هجمات الزوارق المتفجرة ضد الشحن التجاري بالبحر الأحمر والهجمات الصاروخية دون طيار على السعودية».

وحملت وزارة الخارجية الأميركية أفعال وتعنت «أنصار الله» مسؤولية إطالة أمد الصراع، وما يترتب عليه من تكاليف إنسانية جسيمة، مؤكدة التزامها بـ «مساعدة شركاء واشنطن في الخليج على الدفاع عن أنفسهم، بما في ذلك ضد التهديدات الناشئة من اليمن، والتي يتم تنفيذ العديد منها بدعم من إيران».

على الصعيد ذاته، دان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين، الممارسات الإجرامية واستهداف المدنيين، محمّلاً الميليشيات ومَنْ يقف وراءها ويمدها بالمال والسلاح المسؤولية الكاملة.

كما ندد الأمين العام لمجلس التعاون نايف الحجرف بمعاودة الميليشيات الحوثية الإرهابية استهداف مطار أبها.