استقالة وزيرة خارجية البيرو إثر فضيحة تلقي مسؤولين لقاح «كورونا» قبل السكان
بعد استقالة وزيرة الصحة في الأسبوع الماضي
استقالت وزيرة الخارجية البيروفية الأحد لتصبح ثاني مسؤولة رفيعة تغادر منصبها على وقع فضيحة تتعلق بتلقي مسؤولين حكوميين لقاحات مضادة لـ «كوفيد-19» قبل وقت طويل من إتاحتها للعامة.وتضررت الدولة الجنوب الأميركية بدرجة كبيرة من الوباء إذ تعرّض نظامها الصحي لضغط شديد بينما لم تطلق السلطات برنامج التطعيم للعاملين في قطاع الصحة حتى الثامن من فبراير.ودفع الغضب الشعبي حيال تلقي مسؤولين اللقاحات قبل أن يُحدد موعد إطلاق حملة تطعيم أوسع، مسؤولتين حكوميتين على الأقل إلى الاستقالة.
وأعلنت وسائل إعلام بيروفية أن النائب العام زورايدا أفالوس فتح «تحقيقاً أولياً» بحق الرئيس السابق مارتن فيزكارا وغيره من الجهات المتورطة بملف تلقي مسؤولين رفيعين لقاحات قبل إطلاقها رسمياً.وأفادت وزيرة الخارجية إليزابيث أستيت على «تويتر» الأحد أنها تلقّت اللقاح الشهر الماضي، في إطار ما وصفته بـ «الخطأ الكبير» بينما أشارت إلى أنها لن تتلقى الجرعة الثانية.واستقالت وزيرة الصحة بيلار مازيتي الأسبوع الماضي بعدما كشفت صحيفة أن الرئيس السابق فيزكارا تلقى لقاح «سينوفارم» الصيني المضاد لـ «كورونا» في أكتوبر.وباشرت البيرو مطلع فبراير حملة التلقيح التي بدأت بالعاملين الصحيين، بعد تسلمها 300 ألف جرعة لقاح شركة «سينوفارم» الصينية.ولم يتم تحديد موعد لإطلاق اللقاحات لكافة السكان، لكن الحكومة أشارت إلى نيتها تطعيم 10 ملايين شخص بحلول يوليو. وتلقى فيزكارا «57 عاماً» اللقاح قبل أسابيع فقط من محاكمته وعزله من منصبه بعد توجيه تهمة «انعدام الكفاءة الأخلاقية» إليه.وقال الرئيس السابق، الذي يسعى حالياً للفوز بمقعد في الكونغرس، إنه وزوجته تطوعا للمشاركة في التجارب على اللقاح التي أجريت في البيرو، مشيراً إلى أنه تكتّم على الأمر نظراً إلى أنه «يتعيّن على المتطوعين المحافظة على السرية».لكن جامعة «كاييتانو هيريديا» التي تقود التجارب السريرية على لقاح «سينوفارم» نفت الأحد أن فيزكارا كان متطوعاً.وأعرب فيزكارا بدوره عن «تفاجئه الكبير» ببيان الجامعة، مشدداً على أنه تلقى اللقاح كمتطوع في الاختبارات.وأشار إلى عدم وجود أي «خطأ إداري أو جريمة»، محذراً من أن «أعداء البلاد» يستغلون ما قام به «بنية تشويه السمعة».وأثارت الفضيحة غضباً واسعاً في البلد الذي يعد 33 مليون نسمة ويشهد حالياً موجة ثانية من الفيروس ارتفع خلال عدد الإصابات بأربع مرّات.وقالت رئيسة الكونغرس البيروفي ميرثا فاسكيز لقناة «تلفزيون أميركا»، «لا يمكن أن يتم استغلال المنصب العام في ظل أزمة لتحقيق المكاسب الشخصية، هناك حاجة ملحة للتحقيق ومعاقبة المسؤولين».وأشارت وسائل إعلام بيروفية في وقت سابق إلى احتمال أن يكون العديد من المسؤولين تلقوا اللقاح، ما دفع مدير مكتب الرئيس فرانشيسكو ساغاستي و12 وزير دولة للإعلان أنهم تلقوا اللقاح بالفعل.وتم تطعيم الرئيس البالغ 76 عاماً علناً الثلاثاء الماضي إلى جانب موظفين صحيين.وسجّلت البيرو أكثر من 1,2 مليون إصابة بفيروس «كورونا» وأكثر من 43700 وفاة.