غداة اتهام وزارة الخارجية السودانية القوات الإثيوبية بعبور الحدود إلى أراضي السودان "في عمل من أعمال العدوان"، تحدثت مصادر عسكرية سودانية لوسائل عربية عن رصد حشود عسكرية إثيوبية على الحدود بين البلدين، الأمر الذي يعكس استمرار التوتر بين البلدين.

وكانت الخارجية السودانية قالت في بيان أمس الأول إن "اعتداء إثيوبيا على الأرض السودانية هو تصعيد مؤسف ولا يمكن قبوله، ومن شأنه أن تكون له انعكاسات خطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة، وإن السودان يحمّل إثيوبيا المسؤولية كاملة عما سيجر إليه عدوانها من تبعات".

Ad

وجاء بيان الخارجية السودانية بعد ساعات من اتهام الخارجية الإثيوبية للقوات السودانية بتخطي الحدود ونهب ممتلكات إثيوبيين.

الى ذلك، ذكر أيشيشوم تيكا، القنصل الفخري لإثيوبيا في جنوب السودان، في مؤتمر صحافي عقده أمس في جوبا، أن بلاده مستعدة لاي وساطة مع الخرطوم.

وكان توت قلواك منيمي، مستشار الأمني لرئيس جمهورية جنوب السودان، أعلن في وقت سابق عن اجتماع مرتقب بمبادرة من بلاده بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبدالفتاح البرهان، والرئيس سلفاكير في جوبا، لبحث التوترات في الحدود بين الخرطوم وأديس أبابا.

إلى ذلك، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أمس، إن بلاده ترتبط بعلاقات دبلوماسية قوية تاريخيا مع إثيوبيا منذ 125 عاما.

وأوضح أوغلو، خلال حديثه في حفل افتتاح مبنى السفارة الإثيوبية الجديد في العاصمة أنقرة، أن "تركيا افتتحت أول سفارة لها في إفريقيا جنوبي الصحراء الكبرى، عام 1926، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا".

وأضاف: "ومع ذلك، فإن علاقاتنا الدبلوماسية تعود إلى ما هو أبعد من ذلك"، موضحا أن العلاقات بين الدولة العثمانية وإمبراطورية الحبشة بدأت في 1896، ما يعني مرور 125 عاما على بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وشدد أوغلو على الشراكة العميقة التي تربط أنقرة بالدول الافريقية، مضيفا أنه بناء على الظروف التي تفرضها جائحة فيروس كورونا، ستُعقد قمة الشراكة الثالثة بين تركيا والاتحاد الافريقي في تركيا خلال العام الحالي.

وأعرب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في مناسبات عدة، عن رغبة تركيا في تعميق علاقاتها مع الدول الافريقية.

من جانبه، قال وزير الخارجية الإثيوبي ديميكي ميكونين، الذي وصل امس وشارك في الحفل، إن "السفارة الجديدة ستجمع بين شعبي البلدين وتعزز العلاقات الثنائية والثقافية".

وأكد الوزير الاثيوبي أنهم مستعدون لتعميق وتقوية التعاون مع تركيا، داعيا الشركات التركية الى الاستثمار في بلاده.

وقال السفير التركي لدى إثيوبيا بيرق ألب، أمس، إن بلاده باتت أكبر مستثمر في إثيوبيا بعد الصين برأسمال استثماري يبلغ 2.5 مليار دولار، واصفا العلاقات السياسية بين البلدين بأنها "ممتازة".

ولفت إلى أن حجم التبادل التجاري بين إثيوبيا وتركيا ارتفع خلال السنتين الماضيتين بمقدار 200 مليون دولار، ليصل إلى 650 مليونا، مضيفا أن "نحو 200 شركة تركية توظف 30 ألف اثيوبي، وبالتالي يؤمن مئات الآلاف من الأشخاص قوت يومهم من هذه الشركات".

وأشار إلى أن الاستثمارات التركية جلبت معها تدفق التكنولوجيا والتراكم المعرفي للإثيوبيين، مضيفا أنه رغم بعض التطورات السلبية التي شهدتها البلاد مؤخرا في تيغراي فإن حجم التبادل التجاري واصل ارتفاعه بوتيرة متسارعة.