منذ أيام يتصاعد التوتر بين أنقرة وواشنطن، اللتين يتوقع المراقبون أن تكون علاقاتهما صدامية خلال عهد الرئيس الديمقراطي جو بايدن، الذي وصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بالاستبدادي.وفي ظل علاقة فاترة خلت من أي اتصال رفيع بين أكبر شريكين في حلف شمال الأطلسي، منذ تولي بايدن منصبه في 20 يناير، تعاملت الإدارة الأميركية الجديدة، قبل أيام، بكثير من البرود مع اقتراح تركي لحل أزمة صواريخ S400 الروسية، التي اشترتها أنقرة، لكن الأمور وصلت إلى مستوى جديد، أمس، بعد استدعاء أنقرة لسفير واشنطن.
وأعلنت الخارجية التركية أنها استدعت السفير الأميركي ديفيد ساترفيلد لتبلغه، "بأشد العبارات"، رد فعلها على بيان أصدرته خارجية بلاده حول مقتل 13 تركياً، بينهم جنود وعناصر شرطة كانوا مخطوفين لدى متمردين أكراد في شمال العراق، حيث أنهت أنقرة، أمس الأول، عملية عسكرية غامضة دامت بضعة أيام. وكانت أنقرة أعلنت أن مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي المتمرد أعدموا المخطوفين، لكن الخارجية الأميركية شككت بهذا الأمر، وقالت في بيان: "نستنكر قتل مواطنين أتراك في كردستان العراق، وإذا صحت التقارير التي تشير إلى مسؤولية حزب العمال الكردستاني فإننا نندد بهذا العمل بأشد العبارات الممكنة".واعترف حزب العمال الكردستاني بمقتل السجناء، لكنه نفى رواية أنقرة، مؤكداً أنهم قتلوا بضربات جوية تركية.ونددت وسائل إعلام تركية باللغة المستخدمة في البيان الأميركي، واعتبر مصدر في "الخارجية" التركية أن استخدام عبارة "إذا تأكدت" في البيان يثير الشكوك حول صحة رواية أنقرة.وفي أول خطاب موجه لبايدن، قال إردوغان: "تصريحات الولايات المتحدة مؤسفة، تقولون إنكم لا تدعمون الإرهابيين، لكنكم بالواقع تقفون إلى جانبهم"، مضيفاً: "إن كنتم تريدون استمرار علاقات التحالف مع تركيا، على صعيد المجتمع الدولي وحلف شمال الأطلسي، فعليكم التراجع عن ذلك".ولفت إردوغان إلى أنه متفق مع كل من حكومتي بغداد وإقليم كردستان على اجتثاث المنظمة، مشدداً على أنه لم يعد بإمكان أي دولة أو مؤسسة أو كيان أو شخص مساءلة تركيا عن عملياتها في العراق وسورية بعد هذه "المجزرة".وبعدما شهدت تقلّبات في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، تبدو علاقات الولايات المتحدة وتركيا متوتّرة في ظلّ إدارة بايدن، لكن المواجهة قد تزداد حدّة.وإذا كان الترتيب الذي يتّصل به الرئيس الأميركي الجديد بنظرائه هو المرآة لحالة العلاقات الثنائية، فيفترض أن يشعر إردوغان بالقلق؛ فبعد أكثر من ثلاثة أسابيع على دخوله البيت الأبيض، لم يتصل بايدن به حتى الآن، كما أن وزير خارجيته أنتوني بلينكن لم يتصل بنظيره التركي مولود جاويش أوغلو.ومن المؤكد أن الحوار بين واشنطن وأنقرة لم يكن بأفضل حالاته، خلال السنوات الأربع الماضية، وقد شهد أزمات حادة وغير مسبوقة، لكنّ ترامب وإردوغان كانت تجمعهما علاقة شخصية وصداقة لم يكفّ الديمقراطيون عن توجيه اللوم بسببها إلى الملياردير الجمهوري. ويأخذ مسؤولون أتراك على بايدن دعمه القوي للأكراد.
أخبار الأولى
مواجهة مبكرة بين إردوغان وبايدن حول الأكراد
16-02-2021