«بتكوين» تكسر حاجز 50 ألف دولار للمرة الأولى على الإطلاق

صعدت عملة بتكوين فوق 50 ألف دولار، أمس، إلى مستوى قياسي جديد، مواصلة ارتفاعاً تغذيه مؤشرات على أن أكبر عملة مشفرة في العالم تكسب قبولاً بين مستثمرين رئيسيين.

ووصلت بتكوين إلى ذروة جديدة بلغت 50602 دولار، وكانت مرتفعة في أحدث تعاملات خمسة في المئة عند 50300 دولار.

وارتفعت العملة المشفرة بنحو 72 في المئة منذ بداية العام الحالي.

وكان صعود "بتكوين" مدعوماً من خلال التوسع في اعتماد العملة المشفرة، وأبرزها كشف شركة تسلا هذا الشهر عن صفقة شراء بقيمة 1.5 مليار دولار. ومع ذلك، يستمر الجدل حول ما إذا كان الرمز المميز له أي قيمة جوهرية على الإطلاق، وسط تحذيرات من احتمال تعرض المستثمرين لخسائر كبيرة لأن العملات المشفرة تظل مضاربة جداً.

وقال المحلل الاستراتيجي للسلع في بلومبيرغ إنتليجنس، مايك ماكغلون: "من المرجح أن تستمر تقلبات بتكوين في الارتفاع على المدى القريب وأن تظل مرتفعة حتى تستقر حول قمة تالية"، مضيفاً أن "100 ألف دولار قد تكون هدفاً طويل المدى".

وتخطى العائد على الاستثمار في بتكوين كلاً من الذهب والأسهم والسلع خلال السنتين الماضيتين، وذلك بحسب دراسات بلومبيرغ.

وأظهرت أكبر بنوك الاستثمار العالمية اهتماماً متزايداً بالعملة المشفرة بتكوين، إذ أفاد أحد التقارير بأن ذراع إدارة الاستثمارات لـ"مورغان ستانلي" الذي يدير نحو 150 مليار دولار من الأصول توازن الانخراط في عملات بتكوين.

في مثال آخر على الاهتمام المتزايد، قال الرئيس المشارك لـ "جي بي مورغان"، دانييل بينتو، يوم الجمعة، إنه "متأكد" من أن الطلب على بتكوين سيرتفع إلى الحد الذي يجب أن يشارك فيه عملاق وول ستريت.

وأدى إعلان تسلا شراءها من عملة بتكوين بقيمة 1.5 مليار دولار في يناير إلى ارتفاع قياسي في الأسبوع الماضي. وأضافت ماستركارد، وبنك أوف نيويورك ميلون أيضاً قوة دفع من خلال الانتقال لفتح الوصول إلى بتكوين.

وقال الرئيس المشارك لـ" جي بي مورغان"، لشبكة CNBC يوم الجمعة: "إذا تطورت فئة الأصول بمرور الوقت والتي سيتم استخدامها من قبل مديري الأصول والمستثمرين المختلفين، فسيتعين علينا المشاركة"، مضيفاً أن "الطلب ليس موجوداً بعد، لكنني متأكد من أنه سيكون في مرحلة ما".

مؤسسات أخرى تضع قدمها

ويخطط بنك أوف نيويورك ميلون لإصدار عملة بتكوين الخاصة بالعملاء والاحتفاظ بها ونقلها، حسب ما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، مما يمثل تطوراً رئيسياً في إدخال العملات المشفرة في الاتجاه السائد، وفقاً لما اطلعت عليه.

وسيسمح أقدم بنك في أميركا قريباً بمعاملة العملات الرقمية مثل المزيد من الاستثمارات التقليدية في نظام إدارة الأصول الخاص به.

وستبدأ ماستركارد السماح للعملاء باستخدام بعض العملات المشفرة على شبكتها في وقت لاحق من هذا العام، رغم أنها لم تحدد أياً منها.

وقال نائب الرئيس التنفيذي لمنتجات الأصول الرقمية، راج داموداران، في مدونة يوم الأربعاء الماضي: "نحن نستعد الآن لمستقبل التشفير والمدفوعات، ونعلن أن ماستركارد ستبدأ هذا العام دعم عملات رقمية محددة مباشرة على شبكتنا".

الضوء الأخضر على بتكوين

وسمحت بلاك روك لاثنين من صناديقها بالاستثمار في العقود الآجلة للبتكوين، وفقاً لملفات شهر يناير لدى لجنة الأوراق المالية والبورصات.

وقال مدير الأصول البالغة قيمته 8.7 تريليونات دولار، إنه يمكن أن يستخدم مشتقات بتكوين، من بين أصول أخرى، في إطار فرص الدخل الاستراتيجية لشركة بلاك روك وصندوق التخصيص العالمي للشركة.

في المقابل، كانت شركة تسلا وضعت قدمها بالفعل بعد أن أعلنت استثمار 1.5 مليار دولار في عملة بتكوين في يناير. وقالت أيضاً إنها تخطط لقبول عملات بتكوين كوسيلة للدفع.

ورغم أنها ليست شركة في وول ستريت، فإن القيمة السوقية لشركة السيارات الكهربائية البالغة 780 مليار دولار تعني أن الناس ينتبهون إلى أين تضع أموالها.

وتمتلك الشركات المدرجة مثل MicroStrategy وGalaxy Digital أيضاً مقتنيات كبيرة من بتكوين.

ويقول المحللون إن التدفقات الكبيرة إلى صندوقي غراي سكال، وتراست بتكوين، هي علامة على اهتمام المستثمرين المؤسسيين بالعملة المشفرة، حيث تمنعهم قواعد العديد من الشركات من شراء العملة مباشرة.

وشهدت شركة الاستثمار المشفرة غراي سكال زيادة في الأصول الخاضعة للإدارة بمقدار عشرة أضعاف في عام 2020 حيث أدى اعتماد بتكوين على نطاق واسع إلى دفع المليارات إلى صناديقها. وشكلت المؤسسات 93 في المئة من جميع التدفقات الداخلة في الربع الأخير، وفقاً لتقريرها الفصلي الذي نُشر في يناير.

ويمكن أن يكون ارتفاع عدد "محافظ الحيتان" التي تحتوي على ما لا يقل عن 1000 بتكوين علامة على أن المستثمرين المؤسسيين يشترون العملة المشفرة، وفقاً لبحث Chainanalysis الذي استشهد به موقع Coindesk.