«الأشياء تنادينا... يا ميّاس»
![طالب الرفاعي](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
ميّاس، بالنسبة لكثير من القرّاء المحترفين هو عسل رحيق متعة القراءة، وبالنسبة لكاتب القصة، هو سؤال مفتوح على العيش والمخيلة والكتابة. فمياس الذي كرّس حياته للكتابة، كتابة القصة والرواية والعمود الصحافي، وأنتج ما يزيد على الثلاثين كتاباً، وتُرجم إلى معظم لغات العالم، وصار يُطلق عليه "كافكا الإسباني"، هو كاتب مختلف وفتح لمن يريد الهروب من الملل ورتابة الكتابة، ومضايقات "أعوام كورونا". من بين كتب ميّاس المترجمة إلى العربية، رواية "أحمق وميت وابن حرام وغير مرئي"، ورواية "هكذا كانت الوحدة" ورواية "العالم"، ومجموعة "الأشياء تنادينا" الصادرة عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ضمن سلسلة "إبداعات عالمية" عدد 425، يونيو 2018، وهو بقدر شهرته الإسبانية المدوّية، وشهرته العالمية الكبيرة لم ينل حظاً كبيراً على مائدة الترجمة العربية. أتقدم برجاء للزملاء المترجمين والناشرين العرب، بالحرص على ترجمة هذا الكاتب، هذا الميّاس، فلديه من الموهبة الإبداعية الشيء المتفجّر، ونحن هنا في شتى أقطار الوطن العربي، والمطحونون بالهم اليومي، والعيش اليومي، والمضايقات اليومية، أحوج ما نكون لتنفس شيء من عطر الكتابة المغايرة، الكتابة التي تمتلك عيناً سحرية تخترق قشرة الواقع الهشة، وتكتب عن وجع الحياة، وحب الحياة، وآمال الحياة الأكبر! في كل قطر عربي، صار لدينا كتّاب شباب كثر، كتّاب ينشر كل منهم كتاباً أو كتابين ويتوقف بعد أن يتلقى ضربة الخيبة، وهذا لأن عدداً كبيراً منهم يكتب متكئاً على بعض قراءات عابرة شكّلت مخيلته، وشيء من موهبته، والواقع أن الكتابة الحقة تحتاج لقراءات مستمرة لا تتوقف، ولوعي جديد ومتجدد بالواقع المعيش، وتحتاج قبل هذا وذاك لصبر وأناة قبل الذهاب لمقبرة النشر.كتابات خوان خوسية ميّاس تصلح تماماً لأن تكون مدرسة لمن يريد أن يكون له شأن في الكتابة، وهي في ذلك كأي كتابات إنسانية مبدعة شكّلت ثروة البشرية الأدبية المشتركة، فكيف بشاب يريد لنفسه أن يكون كاتباً في القادم من الأيام، ولا يخوض في بحر هذه الثروة، ويأكل ويشرب من بستانها الأطيب!