سعد الأحمد: الشاعر يحتاج إلى الموهبة والتعلم والاطلاع المستمر لصقل لغته

خلال محاضرة «إحياء الشعر العربي القديم في الزمن المعاصر»

نشر في 17-02-2021
آخر تحديث 17-02-2021 | 00:02
الشاعر سعد الأحمد
الشاعر سعد الأحمد
قال الشاعر سعد الأحمد إن الشاعر يحتاج إلى الملكة في صياغة الشعر، إضافة إلى معرفة كاملة بلغته والبيئة التي يعيش فيها.
أقامت منصة الفن المعاصر «كاب»، عبر صفحتها في «إنستغرام»، محاضرة أونلاين بعنوان «إحياء الشعر العربي القديم في الزمن المعاصر»، تحدث خلالها الشاعر سعد الأحمد، وأدارتها أمينة أحمد.

في بداية حديثه، قال الأحمد إن «العربية» لغة جميلة جدا، وتتمتع بإمكانيات قد لا تتميز بها لغات كثيرة، لافتا أن «إرثنا العربي يقدم الشعر الجاهلي كمفتاح أساسي للغة العربية، لأنه لم يكن الشعر الجاهلي وجوده عبثا، فهو تكوينه أعمق من ذلك ولغته أيضا».

وأوضح أن الكثير من الشعراء في هذا العصر قد اشتهروا، لكن أبرزهم شعراء المُعلقات، مثل عنترة بن شدّاد، وطرفة بن العبد، والنابغة الذبياني، وزهير بن أبي سُلمى، وامرؤ القيس، مضيفا أن «الشعر في هذا العصر كان يتميز بعدة صفات، منها قوة اللغة والألفاظ، وأيضا نرى الكثير من الوصف في أبياته للمعارك والعادات والتقاليد التي وجدت في ذلك العصر، أي أنه كان بمنزلة توثيق دقيق للحضارة الجاهلية».

وأعطى مثلا بارزا على أحد الشعراء وهو عنترة، مشيرا الى أنه اختاره لأنه أعجب بشعره، إضافة إلى أنه عرف بأنه من أشهر فرسان العرب صيتاً، وعرف عنه أجمل السمات وأفضلها، ومنها أنه كان شجاعا جريئا ولقب بأبي الفوارس.

وألقى الأحمد مقتطفات من شعر عنترة:

«ولقد ذكرْتُكِ والرِّماحُ نواهلٌ

مني وبيْضُ الهِنْدِ تقْطرُ منْ دمي

فوددتُ تقبيل السيوفِ لأنها

لمعت كبارق ثغركِ المتبسِّم

ومدَّججٍ كرِهَ الكُماة ُ نِزَالَهُ

لا مُمْعنٍ هَرَباً ولا مُسْتَسلم

جادتْ له كفي بعاجل طعنةٍ

بمثَقَّفٍ صَدْقِ الكُعُوبِ مُقَوَّم».

ثم انتقل للحديث عن حاتم الطائي، قائلا إنه أمير قبيلة طيء، وعرف عنه الجود والكرم والسخاء، وفي أحد المواقف له، وهو هجران زوجته «ماويه» له بعد أن احتجت على كرمه، قال:

«أماوِيُّ قَد طالَ التَجَنُّبُ وَالهَجرُ

وَقَد عَذَرَتني مِن طِلابِكُمُ العُذرُ

أَماوِيُّ إِنَّ المالَ غادٍ وَرائِحٍ

وَيَبقى مِنَ المالِ الأَحاديثُ وَالذِكرُ

أَماوِيُّ إِنّي لا أَقولُ لِسائِلٍ

إِذا جاءَ يَوماً حَلَّ في مالِنا نَزرُ».

وتطرق الأحمد إلى تعريف «المعلقات» وسبب تسميتها، مبينا أن المعلقات عددها سبع، وهي مجموعة قصائد طويلة من أفضل أعمال العصر الجاهلي، ويرجع اسمها إلى أن هذه القصائد كانت معلقة على أستار الكعبة في مكة المكرمة، وتكتب بماء الذهب.

وأفاد بأن القصيدة الجاهلية ليست عادية، بل هي عمودية وتقسم إلى أربعة أقسام، وأعطى مثلا للمعلقة الشهيرة لأمرؤ القيس، وهي:

«قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُول فَحَوْمَلِ فَتُوْضِحَ فَالمِقْراةِ لمْ يَعْفُ رَسْمُها لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وشَمْألِ»، مشيرا الى أن القصيدة قدمت عرضا لعدة حوادث مر بها الشاعر، وأضاف أن مدة كتابة المعلقة عام كامل، فقد كان الشعراء يجتمعون مرة واحدة، ويتبارزون في الشعر، والقصيدة الفائزة تكتب بماء الذهب.

وعن مميزات الشاعر، قال إن الشاعر لابد أن تكون لديه الملكة في صياغة الشعر، وإظهار الأحاسيس الرائعة، وفي نفس الوقت تكون له معرفة كاملة بلغته، والبيئة التي يعيش فيها، والاطلاع على التجارب الشعرية بشتى أنواعها، حتى تكون له في النهاية أساس قوي يطلق العنان لتجربته الشعرية، إضافة إلى أن الشاعر يحتاج إلى الموهبة والتعلم والاطلاع المستمر لصقل لغته حتى تظهر للمتلقي في أسمى حالاتها.

فضة المعيلي

إرثنا يقدم الشعر الجاهلي كمفتاح أساسي للغة العربية
back to top