وسط انشغال الجمهوريين والديمقراطيين بتداعيات الولاية الصاخبة للرئيس السابق دونالد ترامب واستخدامها ورقة ضغط، تعالت الأصوات المنادية بتشكيل حزب ثالث؛ يعيد الحياة إلى النظام السياسي؛ ويواجه حالة الاستقطاب والانقسام غير المسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة. ومع توجه عشرات المسؤولين الجمهوريين السابقين للانشقاق، وتبنيهم تشكيل تكتل جديد يتبنى مواقف يمين الوسط ويتصدى لترامب ومحاولاته لتقويض الديمقراطية، أكد استطلاع لمؤسسة «غالوب» نشر، أمس الأول، أن ثلثي الأميركيين بحاجة إلى حزب سياسي رئيسي ثالث؛ لأن «الجمهوري» و«الديمقراطي» يقومان بعمل ضعيف في تمثيلهما للشعب.
ووفق الاستطلاع، الذي لخصته صحيفة «ذا هيل»، أفاد 62 في المئة من الأميركيين، بأن هناك حاجة لوجود حزب سياسي ثالث، في حين قال 33 في المئة، إن الحزبين الرئيسيين الحاليين يقومان بعمل «مناسب» يجسدان فيه أغلبية الآراء السياسية. وبحسب «ذا هيل»، فهذه أعلى نسبة من الأميركيين تعبّر عن الحاجة لحزب ثالث، منذ أن بدأت «غالوب» استطلاع الآراء حول هذه المسألة عام 2003. ويشير الاستطلاع أيضاً إلى ثاني أقل نسبة مئوية ممن قالوا إن الأحزاب الحالية كافية، بعد أن قال 26 في المئة من المشاركين ذلك في استطلاع أكتوبر 2013.ويقول 4 من كل 10 جمهوريين، إنهم يريدون أن يصبح حزبهم أكثر محافظة مما كانت عليه الحال خلال ولاية ترامب، في حين يأمل 34 في المئة أن يظل كما هو، ويريد 24 في المئة فقط أن يصبح أكثر اعتدالاً.
أما الديمقراطيون فهم أكثر انقساماً، إذ يريد 34 في المئة أن يتحوّل حزبهم إلى اليسار، ويريد 34 في المئة أن يظل الحزب كما هو، في حين يريد 31 في المئة أن يتحول إلى اليمين.وقبل أيام، نقلت وكالة «رويترز» أن أكثر من 120 قيادياً جمهورياً سابقاً، بينهم مسؤولون في إدارات رونالد ريغان، وجورج بوش الأب، والابن، وفي إدارة ترامب، فضلاً عن سفراء سابقين، بحثوا في لقاء عبر منصة «زووم» الانشقاق وتشكيل حزب ثالث.والشهر الماضي، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال»، إن ترامب ناقش مع مساعديه ومقربين منه إمكانية تشكيل حزب جديد من أجل استمرار نفوذه بعد مغادرة البيت الأبيض، وأنه يريد تسميته «الحزب القومي».