مجلس خيبة الأمة
جلسة مناقشة جائحة كورونا التي عقدت هذا الأسبوع هي جلسة للفضفضة في الوقت الضائع دعا لها مجلس الأمة الموقوف فعلياً عن العمل من عدة أسابيع، مجلس الأمة الذي خيب ظن الأمة من أول جلسة له بتكرار تمثيلية انتخابات الرئاسة لمجلس ٢٠١٦، ولنشاهد القصة نفسها للأعضاء الذين أقسموا علناً للأمة طوال فترة الانتخابات على نيتهم التصويت لتغيير الرئاسة، ثم خانوا القسم من أول (شخطة قلم) وخيبوا ظن الأمة فيهم سراً لتظهر لنا فضيحة سياسية لا يمكن نسيانها، وهي فضيحة الثلاث ورقات المصورة ولنبدأ مشواراً كريهاً من الخديعة للأمة والتكسب على مطالبها ممن يدعي أنه ممثلٌ لها.مجلس الأمة الذي لم يصادق على مضبطة جلسته الأولى حتى الآن كان حرياً بأعضائه الضغط على الحكومة لتشكل في أسرع وقت لتمارس دورها الأساسي ولتقدم برنامج عملها وليتحمل وزراؤها مسؤولياتهم الكاملة بدلاً من الدعوة لجلسة خاصة عن كورونا، ليقحم فيها الكادر الطبي عنوة في الصراع السياسي رغم كل جهودهم المبذولة خلال الجائحة، ثم تخرج لنا الجلسة بتوصيات لا طعم لها ولا لون، نسمعها من عدة شهور تكرر في كل البيانات الرسمية دون نتيجة فعلية.يتساءل الناس كيف تمتنع الحكومة المستقيلة عن حضور الجلسات العادية للبرلمان ثم يقبل الأعضاء دعوتها وحضورها لجلسة خاصة؟ وما فائدة الجلسة الخاصة التي فقدت نصابها أول خمس دقائق فعجز المجلس عن التصويت على أي قرار بما فيه قرار بسيط جداً وهو تحديد مدة الحديث للحضور فما قيمة هذه الجلسة وما ثمن الدعوة لها؟
أكملنا سنة في ظل الجائحة وإلى يومنا هذا نعاني من تعطل التعليم وغياب الرؤية لدى وزارة التربية، العجز عن معالجة حقيقية للتركيبة السكانية، التردد في مواجهة الوضع الاقتصادي، خسائر مهولة للمبادرين والمشاريع الصغيرة المختلفة، إنهاك للقطاع الصحي والجهاز الطبي، فوضى في تشغيل بعض القطاعات الحكومية بسبب سياسة إعفاءات الدوام وتحديد ساعات العمل وأعداد المراجعين، هذا كله في كفة وقضايا المواطنين الأخرى المستمرة في كفة أخرى، وعلى رأسها قضايا التنمية المعطلة ومواجهة قضايا الفساد الإداري والمالي، ومع ذلك ليس لدينا حكومة قائمة ومجلس الأمة لا يعقد جلساته، فأي استهتار بمصالح الشعب والوطن أكثر من ذلك؟ نرجوكم كفاكم إضاعة للوقت وإرهاقاً للوطن والمواطن، وتوقفوا عن التمثيليات المستهلكة وأعيدوا الحياة للبلد. والله الموفق.