جددت السلطات الإيرانية تمسكها برفض تعديل «الاتفاق النووي» المبرم عام 2015 ليشمل أنشطتها في المنطقة وبرنامج تسلحها الباليستي الصاروخي، مؤكدة أنها لن تقبل التفاوض مع إدارة الرئيس الأميركي الجديد بهذا الشأن، مثلما فعلت مع سلفه دونالد ترامب.

وأكدت طهران، أنها ماضية في تنفيذ وقف العمل بالبروتوكول الإضافي الملحق بالاتفاق النووي للضغط على الدول الغربية من أجل رفع العقوبات، التي رفضها ترامب بعد انسحابه منه عام 2018، لكنها هونت من خطورة الخطوة.

Ad

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني، في تصريحات أمس، إن طهران مستعدة للعودة إلى الاتفاق، الذي يسعى لتقييد إمكانية تطويرها لسلاح نووي بـ»مجرد رفع العقوبات»، معتبراً أنّ الحديث عن خفض التعهدات من دون الإشارة إلى «العقوبات الظالمة هو هروب إلى الأمام».

وأضاف: «أبلغت مساء أمس هاتفياً، رئيس الاتحاد السويسري غاي بارملين، الذي ترعى بلاده المصالح الأميركية لدى إيران، بأنّ الحل واضح، ارفعوا العقوبات سينحل كل شيء، واليوم إن رفعوا العقوبات غداً صباحاً فسننفذ جميع التزاماتنا بعد عدة ساعات من تحققنا من رفعها».

وشدد على رفض طهران ضم مواضيع أخرى إلى الاتفاق النووي، مخاطباً الأوروبيين بالقول: «لتعلم أوروبا أنه لو كنا نريد القبول بمجرد مناقشة موضوع الصواريخ الباليستية والمنطقة وليس إضافتهما إلى الاتفاق النووي، لعاد ترامب عن مساره».

وأكد رفض إيران التفاوض على قدراتها وسياساتها الإقليمية وتمديد القيود المفروضة على برنامجها النووي في الاتفاق النووي.

وانتقد الرئيس ما اعتبرها «دعاية أجنبية» حول قرار بلاده وقف تنفيذ البروتوكول الإضافي، بدء من 23 فبراير، قائلاً إنه مع هذه الخطوة «لن يحدث شيء مهم»، وواصفاً الحديث عن نية طهران طرد المفتشين الدوليين بأنه «شائعات ودعاية».

وأشار إلى أنه «ليس من المقرر طرد المفتشين الدوليين مع وقف تنفيذ البروتوكول الإضافي»، كاشفاً عن طلب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي زيارة طهران. وأضاف أنه «يمكنه إجراء الزيارة، وإن أراد التفاوض سنتفاوض معه».

وشدد روحاني على أن الحكومة ستنفذ القانون الذي أقرّه البرلمان الإيراني، حول خفض التعهدات «رغم موقفها منه».

وكان رئيس الاتحاد السويسري أجرى ليل الثلاثاء ـ الأربعاء اتصالاً هاتفياً بالرئيس الإيراني، في محاولة على ما يبدو لكسر الجليد في المأزق الراهن بشأن تنفيذ الاتفاق النووي الذي تسعى إدارة بايدن إلى إعادة العمل به، وحثّ طهران على وقف خطواتها التصعيدية بالملف النووي، وعدم تعليق العمل بالبروتوكول الإضافي. وأكد تقرير للرئاسة الإيرانية أن روحاني شدد على ضرورة تفعيل الآلية المالية السويسرية التي أوجدتها الدول الأوروبية للالتفاف على عقوبات ترامب من أجل «توظيف الطاقات المتبادلة بين البلدين».

في موازاة ذلك، جدّد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، تأكيد موقف بلاده فيما يرتبط بأزمة تنفيذ الاتفاق النووي مع الغرب، مخاطباً الإدارة الأميركية والأطراف الأوروبية بالقول، إنها ستبني على أفعال الطرف الآخر وليس أقواله.

وكشف خامنئي، أنّ طهران تلقت وعوداً حول الاتفاق النووي، من خلال القول إنّ «هناك وعوداً وأقوالاً، لكنني أريد التأكيد أننا سمعنا وعوداً كثيرة وأقوالاً جيدة، لكن عملياً تصرفوا عكسها وضدها». وشدد بالقول: «إذا رأينا أن الطرف الآخر قام بإجراءات عملية، نحن أيضاً سنقوم بالمثل».

وفي جانب آخر من حديثه، حث خامنئي الشعب على المشاركة الواسعة في الانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو المقبل. وقال: «الانتخابات فرصة كبيرة لا يجب أن نضيعها، والمشاركة الواسعة ستؤدي إلى استقرار الأمن في البلاد».

في السياق، ذكرت وزارة الخارجية الفرنسية أن وزير الخارجية جان إيف لو دريان سيناقش التطورات المتعلقة بإيران في اجتماع اليوم مع نظرائه من ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة.

إلى ذلك، اتهم الموقع الإلكتروني التابع للرئيس الإيراني السابق المتشدد محمود أحمدي نجاد، أمس، وزارة الاستخبارات التي يقودها محمود علوي، بالتجسس عليه عبر نصب كاميرا متطورة على سطح مدرسة مطلة على منزل الرئيس السابق.

ودعا الموقع إلى ضرورة «الانتباه إلى التصريحات الأخيرة لوزير الاستخبارات الذي قال: إن الوزارة على علم بتفاصيل عملية اغتيال العالم النووي محسن فخري زادة؛ ما يكشف عن المخاطر التي تهدد نجاد وحمايته».

على صعيد آخر، أعلنت وزارة المخابرات الإيرانية أمس مقتل 3 من أعضائها في إقليم بلوشستان، أثناء قيامهم بـ«عمليات استخباراتية ضد إحدى عصابات الجريمة المنظمة في بلوشستان».