لبنان: التحقيق بانفجار المرفأ في مهب الريح
رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع يرفض «تهديد» نصرالله لبكركي وأمير قطر يستقبل الحريري
في خطوة تضع ملف التحقيق في جريمة مرفأ بيروت، أغسطس الماضي في مهب الريح، قررت محكمة التمييز الجزائية برئاسة القاضي جمال الحجار نقل ملف التحقيقات من يد المحقق العدلي القاضي فادي صوان إلى قاضٍ آخر لم تسمه. وكفت المحكمة يد صوان بعد ضغوط سياسية تعرضت لها على خلفية طلب وزيرين سابقين، هما وزير المالية السابق علي حسن خليل ووزير الأشغال السابق غازي زعيتر، ادعى عليهما المحقق العدلي، نقل الدعوى إلى قاضٍ آخر. وكان صوان حدد جلسة لاستجواب وزير الأشغال السابق يوسف فنيانوس في 23 فبراير الجاري، لتبليغه أصولاً بعدما كان مقرراً استجوابه كمدعى عليه أمس لكن فنيانوس اعتذر عن عدم حضور الجلسة.
وكشفت مصادر سياسية متابعة لـ"الجريدة"، أمس، أن "ضغوطاً سياسية من مرجع رئاسي أدت إلى قرار القاضي حجار، بعد بروز معلومات عن نية صوان توقيف فنيانيوس، وإصدار مذكرات توقيف بحق حسن خليل وزعيتر". وأشارت إلى أن "الطبقة الحاكمة في لبنان تبدو مصممة على دفن التحقيقات لما قد تكشف عن تورط لرؤوس كبيرة من أعلى الهرم إلى أسفله"، لافتة إلى أن "الخطوة هي بمنزلة دق المسمار الأخير في نعش تحقيقات المرفأ". وفيما الدولار سجّل ارتفاعاً قياسياً خلال 24 ساعة ليصل إلى حوالي 9500 ليرة للدولار الواحد، لا يزال طرح "الكنيسة" لتدويل قضية لبنان مدار أخذ ورد. فبعد اعتبار أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله أن الدعوة هي مقدمة لحرب، رد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، امس، قائلاً: "بكركي ما بعمرو حدا هددها وكل الكلام عن هذا الموضوع عنتريات على الفاضي". وكان الراعي قال في حديث صحافي نشر أمس، إن "التواصل بين بكركي وحزب الله مقطوع منذ زيارتنا إلى القدس، ولم يحصل أي تواصل مباشر منذ فترة طويلة، والتواصل الذي كان قائماً من خلال اللجنة التي أحييتها متوقف، لكن أرفض الرد من خلال الإعلام، أفضّل أن نلتقي ونبحث الأمور، وأتمنى أن ألتقي معهم ونبحث موضوع الحياد والدعوة إلى مؤتمر دولي من أجل لبنان، أتمنى أن نجلس على طاولة حوار معهم" كما اعتبر أن طرح المثالثة بين المسيحيين والسنة والشيعة بدل المناصفة المسيحية الإسلامية يقضي على لبنان.في موازاة ذلك، استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، أمس، رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، الذي قالت مصادر، إنه سيتجه إلى الإمارات. وجدد أمير قطر موقف بلاده "الداعم للبنان وشعبه الشقيق"، داعياً "جميع الأطراف اللبنانية إلى تغليب المصلحة الوطنية للإسراع في تشكيل حكومة جديدة لمواجهة الأزمات والتحديات التي يتعرض لها لبنان".