ماذا يجب بعد التأجيل؟
![ناجي الملا](https://www.aljarida.com/uploads/authors/806_1693500760.jpg)
فبرنامج العمل الذي يعتبر النجم القطبي للعملية السياسية بجانبيها الحكومي والبرلماني لا وجود له في فضاء العملية السياسية منذ فجر الحياة الدستورية، وهذا الغياب قذفنا في سيناء التيه التي مر عليها ستون سنة لم نستفد من التجربة الديمقراطية التى تحطمت فاعليتها على صخرة العناد من جانب العاكفين على عجل الذهب الأسود، ومن جانب ضلال المعارضة وإدبارها عن برنامج العمل، وعدم أخذ الشعب النص الدستوري الذي ينص على أن الحكومة تقدم فور تشكيلها برنامج عملها للمجلس لكي يضع عليه ملاحظاته، وكما أكدت المذكرة التفسيرية أن الحكومة عليها أن تحل ملاحظات المجلس في المكان اللائق بها وبه كمجلس، وبناء عليه يرى الدكتور عادل الطبطبائي أن الحكومة إذا لم تأخذ بملاحظات المجلس جاز له أن يحرك المسؤولية السياسية بحجب الثقة عن الوزير المختص أو إعلان عدم التعاون. (النظام الدستوري في الكويت، د. عادل الطبطبائي (834– 839). إذاً دائرة الاحتكاك والصراع يجب أن تكون بالدرجة الأولى في ساحة برنامج العمل، فالمجلس والحكومة وظيفتهما تجسيد إرادة الشعب بقواه الحية التي صاغت هذه الإرادة في شكل برنامج عمل لابد أن يهيمن على العمل الحكومي والبرلماني منذ لحظة تشكيل الحكومة وفي أول جلسة لمجلس الأمة، فيكون برنامج العمل أداة الشعب لإدارة العملية السياسية، والعجيب أن الدستور في مذكرته التفسيرية التي لها قوة الدستور كما ذكرت في مقالي السابق يتلامح منه بقوة اتجاه إلى أن تكون أغلبية التشكيل الحكومي من أعضاء المجلس، فألمح في المذكرة التفسيرية إلى عشرة عندما ضرب المثل في حال وجود وزراء من المجلس في التشكيل الحكومي وتم التصويت على حجب الثقة عن أحد الوزراء، فقال لو كان هناك عشرة وزراء من المجلس فإن الأغلبية المطلوبة ٢١ عضوا من أصل أربعين عضواً.إذاً أرى المطلوب في بحر شهر قيام القوى الحية بوضع برنامج عمل للحكومة واختيار أعضائها بعد ذلك من قبل رئيس مجلس الوزراء على مقاس هذا البرنامج، وتكون هذه الحكومة مشكلة بأغلبية من البرلمان، حتى نردم الفجوة التي نجمت عن رفض الدخول في الوزارة من قبل من تُعرض عليهم.أُكرر المطلوب برنامج العمل والضغط على النواب للدخول في التشكيل الحكومي، فهذا الإنجاز هو أولوية الأولويات وقد اجتهدت في رسم خطوط برنامج العمل، فأرجو الاطلاع عليه في مقالي بتاريخ 2020/11/13 في "الجريدة"، فهذا هو الحل للخروج من تيه الستين سنة.