وجهة نظر: سيكشف لك الواتساب ما كنت جاهلاً
![صالح غزال العنزي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/500_1682523043.jpg)
وربما تكون مثل هذه الحالات الاجتماعية التي تعودناها منذ ما قبل "تويتر" و"واتساب" ليست جديدة علينا، إنما الجديد في الأمر أنها تكشف عن نفسها دون جهد، وتعلن كوامنها دون تعب، وما يُسهل ذلك الخدعة الكبرى التي يقع فيها ضحايا العالم الافتراضي، إذ إن مساحة الشجاعة أو الفصاحة أو الثقافة القائمة على القص واللزق كبيرة، فترى فيها الجاهل مثقفاً، (والدفش) رزيناً، والأحمق عاقلاً. ولعل إرسال البعض رسائل خاصة للأشخاص دون الأخذ بالحسبان شيوع هذه الرسائل وعمومية انتشارها ينم عن سوء تقدير ونقص ذكاء من المستخدم، حيث ستبدو العلاقات بين الناس في قادم السنين مكشوفة والأسرار معلنة، وهو ما سيؤدي حتماً إلى تقوقع الناس وتدهور العلاقات وشيوع الفردية في المجتمعات.ولأن (لستة) "الواتساب" و"تويتر" الخاصة بالسياسيين والإعلاميين عندي طويلة وحظيت بمتابعتي أكثر من غيرها، فإن (بايوهات) البعض كانت عجيبة ولافتة، فأحد أصحاب الحسابات الإخبارية من أتباع مدرسة غوبلز كانت معظم أخباره غير دقيقة، والآخر يزعم أنه يقول ما لا يستطع غيره قوله، ومع ذلك لم يقل طوال سنتين أو ثلاث شيئاً لم يقله غيره، وأما ذاك السياسي الذي تجاوز العمر المقرر وشارك في كل ما توافر من نشاط لسنوات طويلة فقد وضع شعاراً متفائلاً جداً وفيه طول أمل.وهنا يحضرني (بايو) د. مشعل المشعل وهو (كلنا للكويت والكويت لبعضنا)، حيث يبدو أن "بودخيل" اليساري لا يملك من وسائل الإنتاج إلا مجهوده الفكري، ومع ذلك فإننا تعودنا أن السخرية من الواقع الخطأ من أهم سمات البروليتاريين.