هجر القرآن
في إحدى ليالي رمضان دعت عائلة إمام المسجد لتناول الفطور معهم، فلبى الإمام الدعوة، وأثناء تجهيز الزوجة للمائدة تركت مبلغا من المال فوق المائدة، وبعد الانتهاء من الفطور ومغادرة إمام المسجد لاحظت الزوجة عدم وجود المبلغ! ولأن الزوجة لا يوجد عندها أولاد والوحيد الذي دخل البيت هو الإمام فقط، دخلها الشك وأخبرت زوجها بموضوع المال، وطلبت منه التأكد من ذلك بالحديث مع الإمام في المسجد.فقال لها زوجها من العيب أن أكلمه في موضوع المال، لكن أفضل شيء نعمله نقطع علاقتنا معه، فقرر الزوج عدم الصلاة في المسجد خلف هذا الإمام، ومرت الأيام والشهور وجاء رمضان فجلس الزوج مع زوجته وقال لها: نحن في شهر رمضان شهر الرحمة والغفران يجب علينا أن نعفو عن إمام المسجد وندعوه للإفطار في بيتنا، فسكتت الزوجة قليلا ثم قالت بشرط: أن تصارحه بموضوع المال المسروق، فوافق الزوج على شرطها.وبعد أن جاء الإمام وتناول الفطور واجهه صاحب المنزل بالحقيقة، فأحس الإمام بوطأة الخجل وبكى ثم رفع رأسه وعيناه دامعتان من البكاء، فقالت الزوجة: ما يبكيك ياشيخ؟! فقال: نعم أنا من أخذت النقود ووضعتها في المصحف الموجود على الرف، وما أبكاني هو أنكم لم تفتحوا كتاب الله طوال 365 يوماً ولم تقرؤوا منه حرفاً واحداً حتى في شهر رمضان، فهرول الزوج مسرعاً وفتح المصحف فوجد المال في الصفحة الأولى بين دفتي المصحف عند سورة الفاتحة، فانفجرت الزوجة بالبكاء محاولة التكفير عن ذنبها بسوء الظن في الشيخ وطلبت منه العفو، فقال الشيخ: اطلبي العفو والمغفرة من الله الذي هجرتِ كتابه سنة كاملة أنتِ وزوجك.
تلاوة القرآن من أفضل القربات إلى الله سبحانه وتعالى، وقد أمرنا الله بتلاوته، فقال مخاطبا نبيه محمد، صلى الله عليه وسلم: "وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً". والمقصود بهجر القرآن هو هجر تلاوته وتدبر معانيه وأحكامه وأوامره ونواهيه والعمل به. لذا يجب على من هجر القرآن أن يعود إلى قراءته يوميا ولو لفترة قصيرة لأن في قراءته أجراً وثواباً عظيماً وراحة واطمئنانا للقلوب.* اقرأ واتعظ:"وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً". (الفرقان 30).