أقامت رابطة الأدباء الكويتيين على موقعها عبر "إنستغرام" أمسية شعرية وطنية بعنوان "الوطن... قصيدة حب"، بمناسبة احتفالات الكويت بأعيادها الوطنية، أحياها الشعراء رجا القحطاني، ووليد القلاف، ود. نورة المليفي، وأدارتها الكاتبة جميلة سيد علي.وألقى الشعراء الثلاثة قصائدهم التي دارت في فلك الوطن، مديحاً وتقديراً واستذكاراً لتاريخه الإنساني الكبير، واستلهاماً لبطولات أبنائه في الدفاع عنه ضد العدوان.
في البداية، استهلت الأمسية بأغنية "وطني حبيبي"، ومن ثم أهدت جميلة سيد علي كلمات جاءت بعنوان "إلى بلدي الكويت"، ومن أجوائها "عندما يكون الناس معادن تمشي على الأرض ذهبا، حديدا، نحاسا وغيرها من الأجناس يجمعهم الضحك والبكاء ويتفشى بينهم الجدل والنقاش، تملأ دواوينهم قصص وحكايات، وتطرز أثواب نسائهم قلائد تاريخية وآهات، وتورق بين أصابع أطفالهم فسائل نخل ستثمر في مستقبل أخضر آت. ومن ثم أنشدت الشاعرة د. نورة المليفي قصائدها، التي احتوت على مضامين وطنية شيّقة، ومنها قصيدة "هذول عيالي"، التي كتبتها الشاعرة من وحي تفجير مسجد الإمام الصادق، بعمل إرهابي، لتقول فيها: نحن شعب الكويت للحب ركن/ شيدته من القلوب الزنود/ هم عيال الكويت "هذولا عيالي"/ قالها والدموع ملحما تزيد".ومن بحر "الخبب" أنشدت المليفي قصيدة "أرقّع جسدي"، متحدثة فيها عن إنسانية الكويت، من أجواءها:يكفيني الحب أحوله/ خلقا مجبولا بالقيم/ فاسأل بغداد إذا نسيت/ عدن عن جار لم يدم/ الآتي أحلى من زمن/ قد مات بفضل المنتقم".ثم قرأت المليفي قصيدة "الإنسانية أنت".كي يلقي الشاعر رجا القحطاني قصيدة بعنوان "سنة تحبو" التي اتسمت بالتنوع والجمال، والحرص على اختيار المفردات الرشيقة، التي تعبّر خير تعبير عن مضامين مشاعره ليقول: سنة نحبو/ سنة حبت أيامها أحقابا/ وتناست أحداثها إسهابا/ سنة لنا منها متاهة ظامي/ الماء قهقه في يديه سرابا/ إذا أنجبت كربا رجونا أختها/ لكن أساءت مثلها إنجابا".ثم تواصل القحطاني مع رؤاه الشعرية المضاءة بمشاعل الوطن، والمحفوفة بالحب من كل اتجاهاته كي يقول: يا صاحبي أنا لا ألومك حينما/ مما تخاف تحاذر الأصحابا/ أرتاب منك ولست سوءا طاهرا/ يضطرني المخفي أن أرتابا". وتستمر هذه الملحمة الشعرية الوطنية في طريقها، كي يصل الشاعر إلى منتهى الحب الذي يحمله قلبه لوطنه، قائلاً: هل تستطيع العوم في دوامة/ أم تمسك الحبل المتاح مآبا/ وطني تجذر فيك قلبي سدرة/ وأنا المدون في هواك كتابا/ متعمقا ينثال عشقك في دمي/ ومنايا أن تتجاوز الأوصابا".
قوة متماسكة
ويأتي دور الشاعر وليد القلاف، الذي قرأ عدداً من قصائده، في قصيدة تحدّث فيها عن دور الكويت المشرّف في المصالحة الخليجية: أطلّ من المصالحة الصباح/ وحيّته الفضاءات الفساح/ وصار خليجنا العربي شمسا/ لنا من بعد طلعتها ارتياح/ ومن أضوائها الآفاق غنت/ غناء لا يطاوله نواح". وفي قصيدة جاءت بعنوان "عندما يتغنى الكويتي" استذكر القلاف قديم الكويت بكل فخر واعتزاز ليقول: قلت الكويت... فهزني ما أكتم/ من صبوة تملي علي وأنظم/ وخواطر توحي ومن إيحائها/ صور من الماضي تجل وتعظم". أما قصيدة "الشهيد" فتضمنت عرفاناً بجميل هؤلاء الشهداء، الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن الغالي، ثم حلّق القلاف وهو يلقي قصيدته "أميرنا نواف"، ليقول: سما شيخنا نواف وهو أمير/ وليس سواه بالأمور بصير ".