الكويت فوق الجميع
للعام الثاني على التوالي يحرم "كورونا" الكويتيين من مظاهر الاحتفالات بالأعياد الوطنية التي تعودوا عليها خلال السنوات الماضية والتي دائماً ما كانت فرصة للتعبير عن الولاء والحب للكويت الغالية، ورغم أن هذا الوباء أفقدنا طعم الاحتفالات بالمناسبات المختلفة ومنع تجمعنا وأجبرنا على التباعد فإنه بإمكان كل واحد منا أن يظهر حبه للكويت ويحتفل من خلال جلوسه في منزله أو عمله أو حتى من خلال وجوده بسيارته، فكما أن الاحتفالات الوطنية واجب وطني كذلك الالتزام بالإجراءات الصحية والمساهمة في مواجهة فيروس كورونا واجب وطني وضرورة تفرضها الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد الآن.وإذا كانت الأعياد الوطنية مناسبة للتذكير بما كان عليه الكويتيون أثناء الغزو العراقي الغاشم من الوحدة والتكاتف والعمل والوقوف صفاً واحداً خلف الوطن فإننا في هذه الأيام أحوج ما نكون إلى هذه الروح الوطنية حتى نستطيع حل الكثير من المشاكل التي نعانيها على المستوى السياسي فيما يخص التصعيد المستمر بين الحكومة ومجلس الأمة، والذي تسبب في تراجع التنمية وإهدار حقوق المواطنين وكذلك المشاكل الاقتصادية، حيث تواجه الكويت الدولة الغنية نقصاً في السيولة وعجزاً في الميزانية فضلاً عن تعرض الكثير من الكويتيين لأضرار مالية بسبب تداعيات فيروس كورونا، وكذلك غلاء المعيشة وعدم قدرة المواطنين البسطاء على مواجهة ذلك، بالإضافة إلى مشاكل أخرى في التعليم والصحة والطرق وغيرها من المشاكل التي تحتاج فزعة وطنية بالروح نفسها التي كانت سائدة إبان الاستقلال والتحرير.وفي كل عام نحتفل بالأعياد الوطنية نستحضر دائماً أمامنا أرواح شهدائنا الأبرار الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل كرامة وعزة ورفعة الكويت، فضربوا مثالاً في التضحية والفداء، وحفروا أسماءهم بأحرف من ذهب على كل حبة من تراب الوطن وفي قلب كل مواطن، فتحية فخر وتقدير واعتزاز لكل من سالت دماؤهم من أبناء الكويت الشرفاء البواسل دفاعاً عن وطنهم وأرضهم وعرضهم، ونسأل الله العلي القدير أن يجزيهم عنا خير الجزاء، وأن يسكنهم الفردوس الأعلى مع الأنبياء والصديقين، ونأمل في هذه المناسبة الغالية علينا جميعاً أن تجتاز الكويت كل الصعاب والعقبات، وأن يتحلى كل أبنائها بالروح الوطنية، ويتحدوا من أجل نهضتها وتطورها، وأن يرتقى الجميع إلى مستوى المسؤولية، ويبتعدوا عن الصراعات والانقسامات، ويجعلوا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. حفظ الله الكويت وشعبها وقادتها من كل مكروه.