تجمع «التعليم أولاً»: إغلاق المدارس عاماً كاملاً كارثة تربوية

أعضاؤه طالبوا بالسماح لها بالتعليم المدمج وأكدوا وجود 10 آلاف مؤيد لحملتهم

نشر في 21-02-2021
آخر تحديث 21-02-2021 | 00:02
طالب عدد من التربويين وأولياء الأمور، من أعضاء تجمع "التعليم أولاً"، المسؤولين في وزارات التربية والتعليم العالي والصحة بالبحث عن حلول عاجلة لعودة الطلاب إلى مدارسهم ولو جزئياً، فإغلاق المدارس عاماً كاملاً دون حلول لمشكلة الفاقد التعليمي للطلبة يعد كارثة تربوية، مشددين على أهمية مواصلة الطلبة لتعليمهم التقليدي في المدارس، إذ لا يعطي التعليم عن بُعد نتائج مشابهة.

ودعا هؤلاء الأعضاء، في مبادرة توعوية نظموها أمس بمناسبة مرور عام كامل على إغلاق المدارس نتيجة جائحة كورونا، الجهات المعنية إلى النظر للتعليم كأولوية وليس كشيء ثانوي يمكن الاستغناء عنه في أوقات معينة، مشددين على ضرورة سماح وزارة الصحة للمدارس التي أبدت استعدادها وقدرتها على توفير الاشتراطات الصحية بعودة طلابها بنظام التعليم المدمج وإعطاء أولياء الأمور الحرية في الاختيار، مؤكدين أنهم جمعوا تأييد 10 آلاف شخص لحملتهم.

وأضافوا: على وزارة التربية العمل على عودة الطلبة في مراحل التعليم الأولية من رياض الأطفال حتى الصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية، مع إعطاء الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة أولوية في العودة إلى مدارسهم، مبينين أن أغلب الدراسات العالمية أثبتت أن الاصابة بالفيروس في التجمعات الاجتماعية والمناسبات أكثر بـ 150 مرة منها في المدارس الملتزمة بالاشتراطات الصحية.

المدارس الخليجية

ولفتوا إلى أنه بعد توقف التعليم بالمدارس منذ آخر فبراير 2020، قامت دول خليجية بإعادة تشغيل مدارسها لجميع المراحل وفق شروط محددة، حيث كانت نسبة حضور الطلبة في دولة قطر، مثلاً، في المدارس الخاصة في سبتمبر 30 في المئة، وفي نوفمبر كانت نسبة الحضور بالمدارس الحكومية 42 في المئة، كما افتتحت مملكة البحرين المدارس في اكتوبر الماضي مع ترك الحرية لولي الأمر.

وبينوا أن دولة الكويت لم تقدم حتى الآن أي خطة لعودة المدارس ولم تحدد وزارة التربية خطتها ولم تعلنها، مما يجعل أولياء الأمور في حيرة من أمرهم، لاسيما أن البعض يرى أن التعليم عن بعد لا يحقق التحصيل العلمي المطلوب كما أنه قد يتسبب بمشاكل نفسية واجتماعية للطلبة.

وقالت عضوة تجمع "التعليم أولا" خديجة الحرمي إن جهود أعضاء التجمع بدأت من يوليو الفائت، لأن الحكومة بكل أسف أغلقت المدارس في مارس الماضي ولم يتم مراجعة هذا القرار أو التعديل عليه، وبكل أسف خطة العودة للحياة الطبيعية التي أعلنتها الحكومة بكل مراحلها الخمس لم يكن التعليم من ضمنها وهذا أمر خطير.

وقالت الحرمي إنه يفترض إعطاء أولياء الأمور الحق في اختيار نوعية تعليم أبنائهم وتخييرهم بين التعليم التقليدي بالمدارس أو التعليم عن بعد مع توفير الاشتراطات الصحية في هذه المدارس، مشددة على ضرورة قيام "الصحة" و"التربية" بعمل لجنة تضم بعض أولياء الأمور من أعضاء التجمع لبحث هذه الأمور.

العياف: لنبحث عن حلول... وبقاء الفيروس إلى يوم القيامة ليس دعابة
أكدت معلمة رياض الأطفال عايشة العياف ضرورة البحث عن حلول حقيقية لمشكلة غياب التعليم مدة عام كامل، لافتة إلى أن حديث وزير الصحة حول بقاء الفيروس إلى يوم القيامة أخذه البعض كدعابة أو نكتة لكنه "أمر يستدعي منا البحث عن حلول لكثير من الامور ومن أهمها التعليم وعودة المدارس لأنه من غير المنطقي أن يغيب التعليم إلى يوم القيامة!".

وشددت العياف على ضرورة أن "نعي أهمية التعليم الحقيقي لفئة الأطفال في المراحل الدراسية الأولية من رياض الأطفال حتى الصفوف الابتدائية وهي مرحلة تأسيسية"، مؤكدة أنه "بعد عشر سنوات من الآن سنلمس ما تسببت فيه هذه الأزمة وسيكون من الصعب الحصول على مخرجات تعليمية مناسبة في تخصصات كثيرة نتيجة ضعف الطلاب التراكمي الذي تسببت فيه الجائحة وقرارات معالجة الوضع التي لم تراع أهمية التعليم وضرورته".

وأضافت: "لم نشاهد نفس الفزعة عندما أغلقت الصالونات والنوادي فالفزعة للمدارس وللتعليم لم تكن بنفس المستوى إن لم تكن غائبة تماما، وهذا أمر محبط وغريب".

إمكانيات وجاهزية

بدورها، أعربت غادة خلف، وهي ولية أمر، عن أملها أن تسمح الحكومة للمدارس بالعمل في أقرب وقت، موضحة أن أبناءها في مدارس خاصة وهي جاهزة ولديها إمكانية لتوفير الاشتراطات الصحية.

وتساءلت خلف عن سبب التعمد في عدم فتح المدارس، مضيفة: "يبدو لي أنه ليس هناك أي نية لفتح المدارس العامة أو الخاصة، فإذا كانت هناك مدرسة جاهزة فلابد من إعطائها الفرصة لتحقيق الاشتراطات والبدء في استقبال الطلبة وإذا أخطأت يمكن محاسبتها".

بدورها، قالت سندس حمزة عباس، وهي ولية أمر من أعضاء التجمع، إن وزارة التربية عليها جزء كبير من مسؤولية التربية قبل التعليم، وهذا أمر تشارك الأسرة فيه، مؤكدة أن عودة المدارس أمر مهم جدا للطلبة ليس فقط للتحصيل التعليمي بل للتربية.

وذكرت عباس أن الطالب الجالس لساعات أمام الأجهزة الإلكترونية سيفقد الكثير من المهارات والقيم والأهداف التربوية التي أنشئت المدارس في الأساس من أجلها، خاصة أن الجميع يعلم أن التعليم عن بعد لا يغني عن التعليم التقليدي، لافتة إلى أن غياب الرؤية الواضحة لاسيما مع امكانية استمرار الجائحة إلى أجل غير مسمى يضع القائمين على الوزارات المختصة أمام مسؤولياتهم لتحقيق مصلحة الطلاب والأجيال القادمة.

وتساءلت: لماذا لا يسمح للمدارس المهيأة بالعودة إلى العمل واستقبال الطلبة في حال حققت الاشتراطات الصحية المطلوبة؟ ولماذا لا تحدد "الصحة" الاشتراطات التي تريدها كما حددتها للمطاعم والصالونات وغيرها من الأنشطة؟ أليست المدارس مهمة عندهم؟

دشتي: التعليم عن بُعد ممل و«التقليدي» أفضل كثيراً

قالت الطالبة والسباحة دانة دشتي إن "تجربة التعليم عن بُعد مملة والجلوس في البيت أمر غير مناسب للطلبة في مثل أعمارنا"، لافتة إلى أنهم كطلبة يجلسون في المنازل ويشاهدون أجهزة الحاسوب وليس هناك تعليم حقيقي، خاصة أن "التعليم التقليدي في المدارس يعزز لدينا الكثير من الأمور والقيم والعادات وكان التعليم يجري بطرق مختلفة مما يجعل عنصر التشويق حاضرا".

وذكرت دشتي أن المعلمين لا يمكنهم الاجابة عن كل التساؤلات في التعليم عن بعد، ولكن في التعليم التقليدي يمكن للطالب التواصل مع المعلم بشكل أفضل وسؤاله عما يريد والمعلم لا يبخل عليه، لكن التعليم الالكتروني لا يعطي مثل هذه الخصائص لكثرة اعداد الطلبة واختلاف التواصل الإلكتروني عن التقليدي.

فهد الرمضان

الحكومة أغلقت المدارس منذ مارس الماضي ولم تعمل على مراجعة قرارها أو تعديله الحرمي

يجب السماح للمدارس بالعمل سريعاً فهناك مؤسسات لديها إمكانات لتوفير الاشتراطات الصحية خلف
back to top