أثار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان سجالاً بعدما تحدث في كلمة كانت موجهة الى الإدارة الأميركية الجديدة، مساء أمس الأول، عن صلات لـ "وحدات حماية الشعب الكردي" السوري، الجناح المسلح لحزب "الاتحاد الديمقراطي الكردستاني" اليساري، باقتحام مبنى الكابيتول، مقر الكونغرس الأميركي بواشنطن، في 6 يناير الماضي من أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب.وفي رسالة مرئية بعثها إلى برنامج تلفزيوني لمناسبة إطلاق قناة تابعة لـ "اللجنة التوجيهية الوطنية التركية الأميركية" (تاسك) TASC، اعتبر اردوغان أن المصالح المشتركة بين بلاده والولايات المتحدة تفوق الخلافات، مؤكداً أن بلاده ترغب في تعاون أفضل مع إدارة الرئيس جو بايدن على قاعدة "ربح ـــ ربح" وبمنظور طويل الأمد.
ورغم توقّعات المراقبين بأن تكون العلاقات بين أنقرة وواشنطن أشدّ توتراً بأشواط مما كانت عليه في عهد ترامب، فإن الرئيس التركي قال في كلمته ان "العلاقات التركية ـــ الأميركية تعرّضت لاختبار خطير في الآونة الأخيرة"، لكنه أضاف أن "تركيا ستستمر في تنفيذ ما عليها بأسلوب جدير بمستوى التحالف والشراكة الاستراتيجية بين البلدين".وتلقّت تركيا بحذر فوز بايدن بالرئاسة خوفاً من أن تشدد الإدارة الأميركية الجديدة من موقفها حيالها على صعيد ملفات عدة.وكانت إدارة ترامب فرضت عقوبات على أنقرة في ديسمبر لشرائها منظومة الدفاع الصاروخي الروسية S400، بينما ثار غضب تركيا بسبب دعم واشنطن "وحدات حماية الشعب" الكردية في سورية التي تصنّفها أنقرة منظمة إرهابية.وردّت إدارة بايدن ببرودة شديدة على اقتراح تركي بالاحتفاظ بالمنظومة الروسية لكن من دون تفعيلها، على غرار ما جرى مع قبرص عندما وافقت واشنطن على نشر صواريخ S300 في جزيرة كريت اليونانية فيما يطلق عليه "نموذج كريت".وكان إبراهيم كالين مستشار إردوغان للسياسة الخارجية شدّد لمستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، في مكالمة هاتفية الشهر الجاري، كانت أول اتصال رسمي بين البلدين منذ تقلّد بايدن المنصب، على ضرورة حل الخلاف حول منظومة S400.كما بحث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن القضية في أول اتصال بينهما.والاسبوع الماضي استدعت أنقرة السفير الأميركي احتجاجاً على بيان وصفته بـ "الضعيف" أصدرته الخارجية الأميركية بعد مقتل 13 تركيا في عملية إنقاذ فاشلة في شمال العراق الشهر الجاري. وشكّكت واشنطن أولاً بالرواية التركية حول مقتل الأتراك الـ 13 على يد المتمردين الأكراد، مما أجج التوترات، لكن منسوب الغضب التركي قد يكون تراجع قليلاً بعد تصريح لبلينكن اتهم فيه "العمال الكردستاني" صراحة بالمسؤولية عن مقتلهم. وعكست الحادثة توتراً مبكراً بين البلدين حول القضية الكردية التي يعتبر بايدن أحد أكبر داعميها.وفي كلمته أمس الأول، كرر ادروغان دعوته ادارة بايدن إلى "موقف واضح من جميع حلفائنا، بعد الهجوم الإرهابي الغادر الأسبوع الماضي الذي أسفر عن استشهاد 13 من مواطنينا... لم نشاهد الدعم والتضامن المرجوين من حلفائنا في الناتو فيما يتعلق بمكافحة منظمة بي كا كا (حزب العمال الكردستاني) الإرهابية وفروعها".وعن اقتحام مبنى الكونغرس الأميركي، قال إردوغان إن "الهجوم أثبت مجددا أن الإرهاب عدو للديمقراطية والإنسانية"، مشيرا الى صلات مزعومة بين "من قادوا العمل الشائن ضد الكونغرس الأميركي وتنظيم وحدات حماية الشعب" الكردية السورية.وفي شأن متصل بدأت السلطات التركية تحقيقا مع النائبة عن "حزب الشعوب الديمقراطي" المؤيد للأكراد ديرايت ديلان تسديمير بتهمة وجود صلات تربطها بمتمردين أكراد بعدما اتهمها وزير الداخلية سليمان صويلو بأنها زارت منطقة غارا في شمال العراق حيث قتل الأتراك الـ 13.وقال صويلو في مقابلة تلفزيونية، انه استند في اتهاماته الى رواية مسلح من حزب العمال الكردستاني سلم نفسه للقوات التركية، مضيفا: "حزب الشعوب الديمقراطي هو حزب المنظمة الإرهابية. ممثلوه المنتخبون ليس لديهم شخصية سياسية. إنهم رهائن لدى حزب العمال الكردستاني".وأعلن مكتب المدعي العام في أنقرة، أمس، أنه "فتح تحقيقا بحق النائبة تاسدمير بشأن انتمائها إلى منظمة إرهابية، بالنظر إلى ما تم الكشف عنه خلال برنامج تلفزيوني".ونفت تسديمير صحة ما ذكره صويلو، وكتبت على "تويتر": "وزير داخلية هذا البلد أصدر بياناً ذكر اسمي بناء على ما سماه روايات شخص واحد. سنثبت أن هذه كذبة كبرى وتشهير".
دوليات
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان : أكراد سورية متورطون باقتحام الكابيتول!
22-02-2021