بعد مهمتها التي انتظرتها مدة عام كامل، واستمرّت شهراً في مدينة ووهان، وسط الصين، من المقرّر أن يوصي التقرير الأولي لمنظمة الصحة العالمية حول أصل فيروس "كورونا" المستجد بتتبع أكثر شمولاً لجهات الاتصال لأول مريض معروف مصاب بـ"كوفيد 19" في ووهان، إضافة إلى سلسلة توريد من سوق هوانان للمأكولات البحرية.

ووفقا لمحققين مطلعين على مسودة التقرير، الذي تحدّثت عنه شبكة CNN الاخبارية الأميركية، أمس، فإن التقرير الذي يأتي بعد تحقيق أجراه خبراء "الصحة العالمية" في ووهان، سيحمل توصيتين رئيسيتين: الأولى تتعلق برجل في الأربعين يعتبر أول مريض تقبله الصين كمصاب بالفيروس، وموظف في ووهان يعيش مع زوجته وطفلهما، ولا يعتقد أن لديه تاريخ سفر أو اسلوب حياة غريبا، لكنه أصيب في 8 ديسمبر 2019.

Ad

وفي مقابلة مع فريق منظمة الصحة، قال هذا الرجل إن والديه زارا سوقاً رطباً محلياً تباع فيه الحيوانات البرية، والتي تعدّ جزءاً أساسياً للنظر في كيفية انتقال الفيروس الى البشر.

ويعتقد أن نتيجة فحص الوالدين في الواقع كانت سلبية في مرحلة لاحقة، لكن لا يزال خبراء منظمة الصحة يرغبون في تتبّع اتصال أعمق لهذا الرجل الذي ذهب والداه للسوق.

أما الثانية، فتتعلق بسوق هوانان الرطب، وهو سوق المأكولات البحرية والذي يعتبره كثيرون جزءا لا يتجزّأ من بدايات تفشي المرض.

وفي الواقع، كان لثلثي بعض المرضى الأوائل الذين خضعوا للدراسة في بحث أجرته مجلة "لانسيت" صلة بهذا السوق. والآن يريد خبراء منظمة الصحة النظر في سلسلة التوريد الخاصة بسوق مأكولات هوانان، أي المزارع الموجودة في المقاطعات الجنوبية من الصين، والتي زوّدت هذا السوق الرطب بالمنتجات.

ويمكن أن تؤوي الحيوانات الحية أو المجمّدة، الفيروس، ومن المحتمل أن تكون نقلته في النهاية الى البشر.

وبينما باتت الولايات المتحدة تقترب من عتبة نصف مليون وفاة بالفيروس، أعلن مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي، جيك سوليفان، أن الولايات المتحدة لم تفلح حتى الآن في تحديد منبع "كورونا".

وفي مقابلة مع شبكة CBS، قال سوليفان إن من أسباب تعثر الجهود المبذولة لتحديد مصدر المرض "قلة الشفافية من قبل سلطات الصين"، مضيفاً أن على منظمة الصحة الدولية أن تقوم بعمل كبير في هذا الاتجاه.

وفي بريطانيا، البلد الاوروبي الاكثر تضررا بـ"كوفيد 19" مع أكثر من 120 ألف وفاة، عرض رئيس الوزراء بوريس جونسون أمس، خطة "حذرة وتدريجية" لإخراج البلاد من العزل، الذي اعيد فرضه مطلع يناير لمواجهة تفشي الوباء مجددا بسبب النسخة المتحورة التي ظهرت في مدينة كنت.

وأشار جونسون​ إلى أن "تخفيف الإغلاق العام سيبدأ تدريجيا في ​8 مارس المقبل في سائر إنكلترا​​​​​​​".

ورغم المخاوف من موجة وباء ثالثة ناجمة عن انتشار "السلالة البريطانية"، أعادت المدارس ودور الحضانة، أمس، فتح أبوابها، بعد شهرين من الإغلاق، في معظم أنحاء ألمانيا.

وتوجه الأطفال إلى الحضانة أو المدرسة صباحاً في 10 مقاطعات ألمانية من أصل 16. وكانت ولايتان، هما ساكسونيا السفلى وساكسونيا، سبق أن أعادتا فتح المدارس.

وفي فرنسا، ستُفرض تدابير اغلاق في عطلة نهاية الاسبوعين القادمين على قسم من الكوت دازور (جنوب شرق) مع تشديد الرقابة في مطارات المنطقة والحدود مع إيطاليا، حيث ثمة مخاوف من النسخ المتحوّرة من الفيروس وعواقب التجمعات في عطلة نهاية الأسبوع التي شجّعها الطقس المشمس.

وفي وقت واصلت معدلات الوفيات بمصر بين الأطباء والأطقم الطبية تسجيل ارتفاعات واضحة، إذ بلغ عدد الأطباء الذين قضوا بسبب الفيروس 114 طبيبا منذ مطلع العام الجاري، أي في 50 يوما تقريباً، أصيب ثلاثة من الوزراء بـ"كورونا"، خلال الأيام القليلة الماضية، إذ أعلنت وزيرة التجارة والصناعة نيفين جامع، إصابتها، كما أصيب وزير المالية محمد معيط، ووزير العدل عمر مروان.

وأكد مصدر مطلع، لـ "الجريدة"، أن حالة الوزراء الثلاثة مستقرة ولا يعانون إلا أعراضاً خفيفة.