«حزام بغداد» صداع في رأس الكاظمي
هلَعٌ من انتقام «الفصائل» في شمال العاصمة العراقية
للمرة الثانية، خلال بضعة أشهر، يزور رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي، حزام بغداد الشمالي، مع تكرار الهجمات التي تشنها عناصر داعش، وردود من الفصائل المسلحة يذهب ضحيتها السكان، اغتيالاً وخطفاً أو في حملات اعتقال عشوائي.وتحاط العاصمة العراقية بحزام كثيف من غابات النخيل تقطنه قبائل يغلب عليها المذهب السني، وهناك تنقسم العشيرة الواحدة إلى جزء مؤيد للدولة، وآخر متورط مع الجماعات الإرهابية، الأمر الذي أتاح أحياناً للفصائل الموالية لإيران استخدام نفوذها، للقيام بعمليات تغيير ديمغرافي، أو إخلاء السكان أو مضايقتهم، لدفعهم إلى الهجرة.ولا يقتصر الأمر على منطقة الطارمية التي تربط بغداد بسامراء وتكريت، بل تتعاظم المشكلة إلى الجنوب من العاصمة، في منطقة جرف الصخر الخصبة، على شط الفرات، إذ جرى إخلاؤها من السكان ومُنعوا من العودة منذ عام ٢٠١٤، وبقيت فصائل موالية لإيران تَمنع الدخول إليها، حتى إن وسائل الإعلام قامت بتحدي رئيس الحكومة، إحدى المرات، بأن يتمكن موكبه من تفقد الحقول الخصبة على الفرات في تلك المنطقة.
وتقول المصادر إن الفصائل الموالية لإيران تريد إحكام السيطرة على محيط بغداد، وهي أنشأت فعلياً معسكرات ونقاط مراقبة وأماكن احتجاز لمعارضيها، في تلك البساتين، كما أصبحت قادرة على استهداف المطار ومقرات وجود الجيش الأميركي وحلف الناتو، بمنصات الصواريخ التي تُنصب هناك.وشهدت مواقع إعلامية تابعة للفصائل حملة تحريض على أهالي شمال بغداد، لكن أطرافاً شيعية سارعت لإدانة ذلك، محذرةً من استغلال خطاب الكراهية لتوسيع نفوذ إيران حول بغداد.وشهدت الأيام الماضية قصفاً بالكاتيوشا لقواعد عسكرية ومناطق مدنية شمال بغداد، وفي أربيل عاصمة الإقليم الكردي أيضاً. يتزامن ذلك مع زيارة بابا الفاتيكان المزمعة مطلع مارس المقبل، رغم أن الأمن الفاتيكاني، الذي تفقد محطات زيارة البابا فرانسيس، أكد أنه ما من قلق على إتمام زيارته للكنائس الأكثر قدماً في الشرق الأوسط، شمال البلاد وجنوبها.ويأتي هذا أيضاً في وقت كُثفت اللقاءات الوزارية في الرياض بين الجانبين السعودي والعراقي، إذ بدأ وزير الخارجية فؤاد حسين مباحثات، أمس، مع نظيره السعودي، لمناقشة تفعيل الاتفاقيات المبرمة في مجال الطاقة والنقل.وكان مجلس التعاون لدول الخليج العربي، خلال زيارة الأمين العام إلى بغداد مؤخراً، قد أعلن دعمه للربط الكهربائي مع العراق، وإمكانية تعويضه أيضاً عن الغاز الإيراني المقيد بالعقوبات الأميركية وبمشاكل فنية.وسبق حسين إلى الرياض بيوم واحد وزيرُ الدفاع العراقي، على رأس وفد عسكري رفيع، لمناقشة التعاون الأمني بين الجانبين، خصوصاً وسط اتهامات لجهات موالية لطهران بالتورط في استخدام الطائرات المسيرة لقصف مواقع سعودية.