فضيحة لقاحات في لبنان... النواب أولاً
انتهاكات لخطة التطعيم تدفع البنك الدولي للتهديد بوقف تمويله
أثار تلقّي نواب للقاح المضاد لفيروس «كورونا» في مقر البرلمان اللبناني، أمس، موجة انتقادات واسعة، لما اعتبره البعض «خرقاً» لخطة التطعيم المعتمدة في البلاد، كما لوّح البنك الدولي بتعليق تمويله للحملة، وسط تقارير تتحدث عن تسرب ما بين 30 و50 في المئة من أول دفعة تلقاها لبنان من اللقاحات خارج الآلية المتفق عليها.وأكد الأمين العام لمجلس النواب، عدنان ضاهر، أن 16 نائباً، إضافة إلى 4 موظفين في البرلمان، ممن تتجاوز أعمارهم الـ 75 عاماً، تلقوا اللقاح داخل مقر المجلس.وفي تصريح يناقض تبرير المجلس، قال رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» سامي الجميل، الذي يبلغ 40 عاماً، إن «النواب والوزراء الحاليين والسابقين من كل الأعمار جرى الاتصال بهم لأخذ اللقاح ضمن الدفعة الأولى»، مضيفاً أنه رفض وعائلته التسجيل، لأن الأولويات لا تنطبق عليهم.
وباشر لبنان، منتصف الشهر الجاري، حملة التطعيم بموجب دعم قدمه البنك الدولي بقيمة 34 مليون دولار لمساعدته في الحصول على اللقاحات، مشترطاً التوزيع العادل والمنصف وفق جدول الأولويات.وحسب خطة الحكومة، تُخصص المرحلة الأولى من التلقيح للطاقم الطبي، ومن هم فوق الـ75 عاماً، كما أنشأت وزارة الصحة منصة لتسجيل الراغبين في تلقي اللقاح، على أن يتم التواصل معهم لتحديد موعده ومكانه، ولا يمكن الحصول عليه من دون المرور بهذه الآلية.وقال رئيس اللجنة الوطنية للقاح في لبنان د. عبدالرحمن البزري، في مؤتمر صحافي، إن «ما حصل اليوم (أمس) خرق لا نستطيع السكوت عنه. إنه محاولة لتمييز مجموعة من الأشخاص، ولا يجوز لأحد أن يتعدى على الخطة مهما كان». وكان البزري أبلغ، في وقت سابق، وسائل إعلام بنيته الاستقالة من منصبه احتجاجاً، قبل أن يتراجع إثر مشاورات مع لجنته والبنك الدولي، واصفاً تلقيح النواب بأنه «خطأ كبير وفادح لا يجوز أن يتكرّر».لكن اللافت كان دخول المدير الإقليمي للبنك في الشرق الأوسط، ساروج كومار، على خط الجدل الدائر، مهدداً بتعليق الدعم المالي لحملة التلقيح؛ إذا ثبت «خرق» الخطة المتوافق عليها.وكتب كومار على «تويتر»، أن ما حصل «لا يتماشى مع الخطة الوطنية المتفق عليها مع البنك الدولي، وسنسجله على أنه خرق للشروط والأحكام التي تم الاتفاق عليها معنا من أجل تلقيح عادل ومنصف».وتابع في تغريدة أخرى: «عند تأكيد الانتهاك، قد يعلّق البنك تمويل اللقاحات ودعم خطة الاستجابة لكوفيد 19 في أنحاء لبنان»، مضيفاً: «أناشد الجميع، بغضّ النظر عن منصبكم: رجاءً سجلوا، وانتظروا دوركم».وأثار الموضوع جدلاً على مواقع التواصل، وكتب أحد مستخدمي «تويتر»: «والدتي في الرابعة والثمانين من العمر، ومسجلة على المنصة، لكنها لم تُبلغ بأن دورها حان، بينما السياسيون وعائلاتهم وأصدقاؤهم سيتلقون اللقاح قبلها».ويشرف الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على تخزين وتوزيع اللقاحات، في وقت تتعرض الطبقة السياسية كلها في لبنان لاتهامات بالفساد واستغلال النفوذ، وتمّ تلقيح 17 ألف شخص منذ وصول الدفعة الأولى من التطعيم. وسجّل لبنان، منذ مطلع العام، معدلات إصابات ووفيات قياسية جراء الوباء، إذ بلغ إجمالي الحالات 355056 إصابة، بينها 4340 وفاة على الأقل، منذ بدء انتشاره في البلاد قبل عام. ويشهد لبنان، منذ منتصف الشهر الماضي، إغلاقاً مشدداً بدأ خلال فبراير الجاري التخفيف من قيوده تدريجياً.