اللغة والأدب الياباني عرف عنهما الثراء الكبير والعراقة التي امتدت عبر أكثر من ألف عام، وقد ترجم الكثير من كنوزه إلى عدة لغات، ويرى متخصص اللغة اليابانية بدر الفيلكاوي أن الأدب الياباني أخذ قوته الأدبية من عدة مصادر متنوعة، مثل اللغة الصينية القديمة، والصفات والخصائص للتقاليد اليابانية.وعن الأدب الياباني يقول الفيلكاوي إنه ثروة استثنائية، وتميز عن ثقافات البلدان الأخرى، فعلى سبيل المثال في مجال الرواية نرى أن «حكاية غينجي» كان لها دور في تشكيل الثقافة اليابانية، وأيضا من ناحية المسارح كان هناك مسرح «نو»، الذي يعد من أقدم المسارح الموجودة في العالم وأعرقها، ويعتمد هذا الفن المسرحي على الرقص والموسيقى، ومن اللافت في الأدب الياباني أنه حتى القرن العاشر لم يملكوا نظاما كتابيا، لذلك نرى الكثير من المخطوطات اليابانية كتبت في بداية الأمر باللغة الصينية.
الرواية اليابانية
وأكد الفيلكاوي أن الأدب الياباني يشهد إقبالا كبيرا من ناحية قراءته، وعلى وجه الخصوص الرواية اليابانية، حيث تتميز بدقتها التصويرية، مضيفا: «إن كان الشعر على المستوى العربي هو ديوان العرب فإن الرواية هي ديوان الأدب الياباني»، وهي تستحق الاهتمام، وإن كانت مظلومة في الترجمة، لأن أغلب ترجمتها تكون عن طريق لغة وسيطة.وعن اللغة اليابانية، ذكر انها لغة فريدة في طريقة كتابتها، إذ إنها تكتب من أعلى إلى أسفل، أو من اليسار إلى اليمين، وتعتمد على ثلاثة أنواع من أساليب الكتابة هي: الكانجي، الهيراغانا، الكاتاكانا، وكلها تستخدم في الكتابة، وتعلم هذه اللغة يحتاج إلى وقت، وخصوصا الكتابة التي تحتاج إلى جهد ومثابرة، ويبلغ عدد المتحدثين بها حول العالم أكثر من 120 مليون نسمة، مشيرا إلى أنها شهدت إقبالا كبيرا على دراستها من جميع دول العالم.الهايكو والتانكا
وعن الفرق بين شعري «الهايكو» و«التانكا»، ومدى انتشارهما في الوطن العربي، أوضح أن شعر الهايكو هو أحد أنواع الشعر الياباني، ويتصف بأنه بسيط من ناحية التعبير، لافتا إلى أنه شعر مختص، واشتهر في العالم أجمع بسبب قصر أبياته، إذ يتألف من بيت واحد كون من 17 مقطعا صوتيا، ويكتب في 3 أسطر «خمسة، سبعة ثم خمسة»، وقد لقي رواجا في العالم وانعكس ذلك على العالم العربي، الذي جاء إليه عن طريق اللغة الإنكليزية.وأردف: «على الرغم من وجود عدة محاولات لكتابة شعر الهايكو من الشعراء العرب فإنها كلها تفتقر إلى إحساس وروح الهايكو اليابانية، لأن المقاطع الصوتية فقط تتناسب مع اللغة اليابانية على غيرها من اللغات، فهذه اللغة لا تشتمل على حروف ساكنة، ويحمل البيت الحرف وتحركه». وعن نجاحه قال: «لقي رواجا ولا يمكن أن نطلق عليه نجاحا».وحول شعر التانكا، ذكر أنه ظهر منذ القرن الثامن الميلادي، وتتكون القصيدة من 31 مقطعا صوتيا يابانيا، وتوزع على خمسة أسطر، وتتوالى على النحو التالي 5-7-5-7-7، بدلا من سطور الهايكو الثلاثة التي تتوالى مقاطعها على نحو مختلف، 5-7-5، مضيفا أنه يوجد اهتمام بسيط به في العالم.وأفاد بأنه اهتم باللغة اليابانية، لذلك تخصص في الأدب الياباني، والتربية باللغة اليابانية، ثم درس اللغويات كذلك بهذه اللغة، مضيفا أنه أحب دراسة هذه اللغة لانه على الجانب المحلي مجال جديد ومتميز، وصعب الوصول له، ونادرا من تخصصوا به على مستوى الكويت. وعن موضوع الترجمة أوضح أنه لم يقم بترجمة كتب يابانية، لأنها تحتاج إلى تفرغ ودعم كاف للأسف لم يجده، ولكنه اشتغل في الترجمة الفورية، وقام بترجمة بعض المدونات.