بينما ينتظم صباح اليوم أكثر من 450 ألف طالب وطالبة في صفوفهم الافتراضية بمختلف المراحل الدارسية لبدء الدراسة بنظام التعليم عن بعد والذي أقرته وزارة التربية ليشمل جميع الطلاب بمن فيهم طلبة الصفوف الثلاثة الأولى للمرحلة الابتدائية خلال الفصل الدراسي الثاني، وذلك لتعويضهم عن الفاقد التعليمي نتيجة اغلاق المدارس بسبب جائحة "كورونا"، وفيما أكد مسؤولو التربية جاهزية المدارس لعودة التعليم عن بعد وبدء الدراسة، تواجه وزارة التربية انتقادات ومواقف رافضة لقراراتها التي اعتبرها البعض متسرعة وغير مدروسة.
ضبابية القرارات
وفي هذا السياق، تواجه الادارات المدرسية صباح اليوم معوقات عديدة تتمثل في تأخر الوزارة في اصدار القرارات والنشرات التي تفسر آليات التعليم عن بعد وطريقة تقييم الطلاب لاسيما في الصفوف الثلاثة الاولى للمرحلة الابتدائية، إضافة إلى ضبابية آلية تطبيق التربية لقرار تحديد نسبة الـ 30% من اجمالي العاملين في القطاع الحكومي وامكانية السماح للمعلمين بإعطاء حصصهم من منازلهم، حيث لم تصل نشرات بهذا الخصوص ما دفع بعض مديري ومديرات المدارس للتأكيد على المعلمين والمعلمات بضرورة حضور الجميع صباح اليوم بحجة عدم وصول أي تعليمات من قبل مراقبي المراحل الدراسية. كما أن تأخر الوزارة في توزيع الكتب الدراسية على الطلاب قبل بدء العطلة سيجعل اليوم الأول لبدء التعليم دون فائدة لاسيما أن اغلب المدارس ستعمد إلى توزيع الكتب صباح اليوم أو غدا مما يجعل دوام الطلاب في اليوم الأول دون الحصول على كتب دراسية دون جدوى تعليمية.تأخر المناهج
وفي قائمة الانتقادات التي طالت الوزارة أيضا تأخرها باعتماد خطة توزيع المناهج وعدم علم الميدان التربوي بها لمختلف المواد والتي كان يفترض أن تصل إلى المدارس قبل بدء عطلة منتصف العام حتى يتسنى للمعلمين والمعلمات البدء بتحضير الدروس وفق هذه الخطة خلال العطلة بدلا من أن تصلهم في أول يوم دوام من الفصل الدراسي الثاني الأمر الذي سيجعلهم يبدأون التدريس دون اعداد مسبق في اليوم الأول لاسيما أن التعليم عن بعد يحتاج من المعلم تحضيرا للدروس بطريقة مختلفة تتطلب البحث عن ملفات صوتية ومرئية وإدراجها ضمن الحصة لتساهم في شرح المادة وايصال المعلومة للطالب بطريقة مشوقة.حصص الابتدائي
إلى ذلك، تسبب قرار تحويل حصص الصفوف من الأول وحتى الثالث الابتدائي إلى حصص متزامنة بحالة من الغضب والرفض بين صفوف معلمات طلبة المرحلة الابتدائية اللاتي عبرن عن رفضهن لهذا التعديل على آلية التعليم عن بعد لطلبة الصفوف الثلاثة الاولى على اعتبار أنهن معلمات ولديهن أبناء في نفس السن وبالتالي كيف يمكن لهن اعطاء الدروس ومتابعة أبنائهن في نفس الوقت، حيث عبر الكثير منهن عن استيائهن من هذا القرار مطلقات تساؤلات: هل ندرس عيالنا ونتابعهم أم نتابع الحصص الافتراضية؟ وفيما يخص آلية التقييم للطلبة في الصفوف الثلاثة الاولى للابتدائي لم تحدد الوزارة ما اذا كانت ترتبط بحضور الحصص المتزامنة، أم أنها ستظل بنفس آلية الفصل الدراسي الأول تعتمد على حل الواجبات فقط، وهي تساؤلات يطرحها اهل الميدان التربوي وأولياء الامور إلا أنها لا تجد لها أجوبة من قبل مسؤولي التربية الذين فضلوا أن تكون الاجابات عن هذه التساؤلات في الأيام الاولى لبدء الدوام المدرسي وبدء الدراسة. وفي موضوع مماثل، أثار قرار توجيه رياض الاطفال بإلزام معلمات الرياض بتسجيل دروس يومية للاطفال وعدم الاعتماد على الدروس المسجلة من قبل الوزارة والتي وضعت في وقت سابق على مواقع الوزارة المخصصة للدروس، رفض معلمات المرحلة اللاتي أبدى قسم منهن استياءه من هذا التوجه، على أعتبار ان الدروس المسجلة موجودة مسبقا وتفي بالغرض.