تونس: «النهضة» تُعزّز موقعها التفاوضي في مواجهة رئيس يرفض التسويات

نشر في 01-03-2021
آخر تحديث 01-03-2021 | 00:00
زعيم حزب النهضة راشد الغنوشي ، يتحدث خلال تجمع حاشد لمعارضة الرئيس قيس سعيد في تونس
زعيم حزب النهضة راشد الغنوشي ، يتحدث خلال تجمع حاشد لمعارضة الرئيس قيس سعيد في تونس
وسط اشتداد الخلاف السياسي مع رئيس الجمهورية قيس سعيّد، تظاهر آلاف من مناصري حركة «النهضة» التي تتمتع بكتلة كبيرة في البرلمان التونسي، في العاصمة تونس أمس الأول، دعماً للحكومة.

وكان حزب «حركة النهضة» ذو المرجعية الاسلامية وحليفه «قلب تونس» الليبرالي دفعا إلى تعديل حكومي على يد رئيس الوزراء هشام المشيشي في منتصف يناير.

وفي 27 يناير، نال وزراء المشيشي الجُدد ثقة البرلمان رغم تحفُّظ سعيّد الذي تحدث عن شبهات بالفساد وتضارب المصالح تحوم حول بعض الوزراء، اضافة الى غياب تمثيل المرأة، ومن ثمّ لم يرسل سعيّد دعوة رسمية للوزراء الـ11 لأداء اليمين في قصر قرطاج ولم يصدر المرسوم الرئاسي لتعيينهم في مناصبهم.

ودعت «النهضة» إلى الاحتجاج السبت في العاصمة، وقال العديد من المتظاهرين إنهم احتشدوا لدعم الحزب الإسلامي المعتدل وكذلك من أجل الوحدة والديمقراطية.

وقال المتظاهر محمد خليف الذي جاء من مدينة صفاقس الساحلية للمشاركة في المسيرة: «لدينا نظام برلماني وليس للرئيس أن يقرر من سيحكم»، مضيفاً: «يجب احترام الديمقراطية والدستور».

ومن حوله هتف المتظاهرون الذين تقاطروا إلى العاصمة من مختلف أرجاء البلاد، «الشعب يريد الوحدة الوطنية».

وخاطب رئيس حزب «حركة النهضة» رئيس البرلمان راشد الغنوشي المتظاهرين، داعيا إلى الحوار والوحدة بين القوى السياسية.

ويسيطر حزبه على جزء كبير من المشهد السياسي منذ المراحل الأولى التي أعقبت إطاحة الرئيس زين العابدين بن علي عام 2011، إلا أنّه شهد انقسامات.

ورأى المحلل يوسف الشريف أنّ التظاهرة أظهرت أن النهضة «ما زالت قادرة على الحشد بأعداد كبيرة» وهذا ما «يسمح لها بالجلوس إلى طاولة المفاوضات معززة بهذا الدعم»، لكنه أضاف أن الحشد قد يؤدي إلى تعقيد المشهد إذ «اكتسب» قادة النهضة «الثقة» بمواجهة رئيس يرفض التسويات.

ومساء السبت قال الرئيس التونسي «نحن لا نتحرك وفقا لحساباتهم ولا ترتيباتهم، نتحرك وفق مبادئنا التي عاهدنا الشعب عليها»، مضيفاً: «تشاهدون اليوم وللأسف كيف تظهر وتهدر الأموال في العاصمة».

وكان سعيّد، الأكاديمي وخبير القانون الدستوري، انتقد المسار «غير الدستوري» في التعديل الوزاري.

ونُقل عن سعيد قوله في وقت سابق هذا الشهر «أقسمت أمام الله ولست مستعدا لأن أتراجع عن المبادئ».

إلى ذلك، ندّد صحافيون بأعمال عنف وانتهاكات ضدهم وصلت حد التحرش الجنسي من قبل أنصار «النهضة» في مسيرة السبت الضخمة وسط العاصمة.

back to top