«محور إيران» يتوعد جو بايدن ويتبنى استهداف سفينة إسرائيل
دمشق تتعهد بالدفاع عن أراضيها وبغداد لن تسمح باستغلالها وطهران لكشف مهاجمي «الغرب»
وسط تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة وامتداده من العراق إلى دول الجوار، عكف محور إيران على دراسة الرد على أوّل عمليّة عسكريّة لإدارة الرئيس جو بايدن تستهدف الميليشيات الموالية في سورية، في وقت تبنى الاعتداء على السفينة الإسرائيلية في بحر عمان.
مع أخذ الرئيس الأميركي جو بايدن زمام المبادرة في حماية المصالح الغربيّة في العراق من تهديدات إيران، كشف السفير السوري في موسكو رياض حداد أن حكومة الرئيس بشار الأسد تدرس مع الحلفاء كيفية الرد على استهداف القوات الأميركية للميليشيات المنتشرة على الحدود.وفي ظل تجاذب بين طهران وواشنطن بشأن إعادة إحياء الاتفاق النووي، قال حداد، لوكالة «تسنيم» الإيرانية، إن «الاعتداء الأخير يأتي ضمن سلسلة اعتداءات وانتهاكات قامت بها الولايات المتحدة ضد السيادة السورية، وبالتالي فإن دمشق تملك الحق المشروع في الرد كما تملك الحق في مقاومة الاحتلال الأميركي لأراضيها»، مضيفاً: «تطورات الموقف بعد هذا العدوان ستتم جميعها بالتنسيق بين الحلفاء وبما يخدم مصلحة سورية ويحافظ على سيادتها، بشكل يخدم تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، والذي تحاول الولايات المتحدة زعزعته من خلال مثل هذه الاعتداءات».وفي حين اعتبر بايدن أن الضربات استهدفت بدقة بنية تحتية تستخدمها مليشيات إيران شرقي سورية، اعتبر أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن التحركات الأميركية استهدفت قوات المقاومة.
وخلال استقباله وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أكد شمخاني أن على دول المنطقة أن تتعاون في سبيل خفض التوتر وتسوية الملفات العالقة، مبيناً أن إيران وباقي الدول المحاربة للإرهاب لن تسمح للجماعات الإرهابية بأن تظهر من جديد في المنطقة.واعتبر شمخاني أن «الهجوم على قوى المقاومة هو بداية جولة جديدة من الإرهاب المنظم وشجع على نشره في المنطقة ويعزز ويوسع أنشطة تنظيم داعش».وإذ أكد حسين، الذي يقوم بزيارته الثانية لطهران خلال شهر، أن العراق لن يسمح باستغلال الأحداث الأخيرة للمساس بالعلاقة بين بغداد وطهران، نبه إلى أنه يعطي أولوية كبيرة لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.وغالبا ما يجد العراق نفسه نقطة تجاذب بين العدوين اللدودين إيران والولايات المتحدة، إذ تحظى جارته بنفوذ سياسي وعسكري واسع فيه، ويحتاج إليها في مجالات أبرزها التجارة والطاقة، بينما يمثّل للثانية مجموعة من المصالح السياسية والعسكرية.
المصالح الغربية
وعقد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اجتماعاً مع حسين، اعتبر خلاله أن الهجمات الأميركية «مشبوهة وخطط لها بهدف الإخلال بالعلاقات مع العراق وضرب أمنه واستقراره»، داعياً في الوقت ذاته الحكومة العراقية لكشف منفذي الهجمات على المصالح الغربية لعدم اتخاذها ذريعة.وفي رسالة إلى قيادة الكونغرس، شدد الرئيس الأميركي، الجمعة، على أن القصف بمثابة «رسالة» منه إلى إيران والمجموعات القريبة منها بأنها لن تفلت من العقاب، مبيناً أنه أمر باستهداف البنية التحتية لميليشياتها، رداً على مشاركتها في الهجمات الأخيرة على الجنود الأميركيين وقوات التحالف في العراق، بما فيها هجوم أربيل منتصف الشهر وتخطيطها المستمر لشن هجمات مستقبلية. وقُتل 22 مسلّحاً عراقياً مواليا لإيران جرّاء قصف أميركي استهدف ليل الخميس- الجمعة بنى تحتيّة تابعة لهم في شرق سورية، في أوّل عمليّة عسكريّة لإدارة بايدن، ردّاً على هجمات طالت مؤخّراً مصالح غربيّة في العراق.وتأتي الضربات التي ندّدت بها دمشق وحليفتها موسكو، على خلفيّة توتّر بين الولايات المتحدة وإيران حول الملف النووي الايراني والعودة إلى طاولة المفاوضات.ومساء الجمعة، قال البيت الأبيض إنّ بايدن «يبعث رسالةً لا لبس فيها بأنّه سيتحرّك لحماية الأميركيّين. وعندما يتمّ توجيه التهديدات، يكون له الحقّ في اتّخاذ إجراء في الوقت والطريقة اللذين يختارهما».من جهته، قال المتحدّث باسم البنتاغون جون كيربي، إنّ طائرتَي «إف -15 إي» من طراز «سترايك إيغلز» أسقطتا سبع ذخائر دقيقة التوجيه، الخميس، على منشآت في شرق سورية تستخدمها مجموعات مسلّحة يُعتقد أنّها وراء سلسلة هجمات صاروخيّة على القوّات الأميركيّة في العراق.ووصف كيربي الضربات بأنها «دفاعية» ودمّرت «بنى تحتيّة عدّة تقع في نقطة حدودية تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران»، وتحديداً كتائب حزب الله وسيد الشهداء، المنضويين في الحشد الشعبي.ووصفت كتائب «حزب الله» الضربة الأميركيّة بأنّها «جريمة نكراء مخالفة للقانون الدولي ومستهينة بسيادة العراق»، كما اعتبرتها «عدواناً همجياً يدلّ بلا أدنى شكّ على أنّ السياسات الأميركيّة العدوانيّة تجاه شعوبنا لا تتغيّر بتغيّر إدارتها».وتنشر السلطات العراقية الحشد الشعبي على طول الحدود المتداخلة مع سورية منذ الإعلان في 2017 عن الانتصار على تنظيم «داعش». وتخضع المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال والميادين لنفوذ إيراني، عبر مجموعات موالية لها تقاتل إلى جانب الجيش السوري.سفينة إسرائيل
وفي تطور موازٍ، ألمحت صحيفة كيهان الإيرانية المحافظة، أمس، إلى أن السفينة الإسرائيلية «إم في هيليوس راي»، التي تعرضت لانفجار في خليج عمان خلال توجهها على ما يبدو من الدمام في السعودية إلى سنغافورة، قد تكون استهدفت من قبل «محور المقاومة»، في إشارة إلى طهران وحلفائها في المنطقة.ونقلت «كيهان» عن «خبراء عسكريين» لم تسمهم، أن «السفينة العسكرية للجيش الإسرائيلي كانت تجمع معلومات عن الخليج الفارسي وبحر عمان، عندما تم استهدافها في طريق العودة»، مؤكدة أن «هذه السفينة التجسسية، وعلى الرغم أنها كانت تبحر بشكل سري، وقعت ربما في شرك فخ لأحد فروع محور المقاومة»، من دون تفاصيل إضافية.واعتبرت «كيهان» أن السفينة تجاهلت «أن الخليج الفارسي هو منطقة تسيطر عليها قوى محور المقاومة»، لافتاً إلى أن «النظام الصهيوني يبحث عن تعزيز حضوره لمواصلة جرائمه عن قرب».واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أن إيران قد تكون مسؤولة عن انفجار سفينة شحن السيارات، بناء على استنتاج أولي يأخذ في الاعتبار القرب الجغرافي مع الأراضي الإيرانية والسياق.