تقييم العقوبات الأميركية خطوة ضرورية لإعادة ضبط العلاقات مع موسكو!
![روسيا ماترز](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1565108187542634300/1565108326000/1280x960.jpg)
في المرحلة المقبلة، يجب أن تعترف إدارة بايدن بهذه الحقائق الصعبة عند تقييم أي سياسات جديدة لفرض العقوبات على روسيا. ربما سببت العقوبات أضراراً اقتصادية كبيرة وواضحة ضد الشخصيات الروسية المستهدفة، لكن يستطيع النظام الاستبدادي أن يعيد توزيع الموارد لأكثر الشخصيات أهمية لإنقاذ الأوليغارشيين وشركاء بوتين وزيادة سيطرته على ركائز الاقتصاد الأساسية، تزامناً مع لوم الغرب على المأساة الاقتصادية التي يعيشها الشعب الروسي.اليوم، يبدو الاقتصاد الروسي مختلفاً جداً عما كان عليه في عام 2014، حين فُرِضت العقوبات المستهدفة للمرة الأولى: تُعتبر المؤسسات الاقتصادية المحلية جديرة بالثقة، وتتراجع نقاط الضعف في الاقتصاد الكلي، وزادت الموارد المحلية، مثل العملات الأجنية واحتياطيات الذهب، من 300 مليار دولار في عام 2015 إلى 400 مليار في الوقت الراهن. أخيراً، لم يعد الاقتصاد الروسي يتكل بالقدر نفسه على الخدمات المالية في العواصم الغربية. يُفترض أن تعترف إدارة بايدن بتراجع منافع أي شكل جديد من العقوبات ضد روسيا وتدرك أن العقوبات أثّرت على الاقتصاد السياسي الداخلي الروسي بشكلٍ غير متوقع وبطريقة لا تفيد السياسة الخارجية الأميركية بالضرورة.بدل زيادة حجم العقوبات بكل بساطة، يجب أن تُركّز إدارة بايدن على تحسين نوعيتها عبر أخذ العواقب المحتملة بالاعتبار، ولن تتضرر الجهات التي تستهدفها العقوبات على الأرجح إلا إذا كانت تتكل على موارد غربية يصعب استبدالها، فعلى إدارة بايدن إذاً أن تجد جهات استراتيجية تتكل على الغرب وتتخذ الخطوات اللازمة للحفاظ على القدرة التنافسية للخدمات الغربية بدل السماح لأطراف أخرى، مثل الصين، بالتفوق عليها.إذا أنقذ نظام بوتين عدداً من الشخصيات المستهدفة عبر استعمال أموال دافعي الضرائب (وهو أمر حتمي)، يجب ألا يلوم النقاد العقوبات على فشلها، بل من الأفضل أن يبحثوا عن وسائل فاعلة لتسليط الضوء على هذه المقاربة الظالمة بحق الشعب الروسي على مستوى إعادة توزيع الموارد. تكشف الاحتجاجات الأخيرة في روسيا أن الناس مستاؤون من آفاقهم الاقتصادية الباهتة، ويمكن تضخيم هذا الشعور لديهم عبر إثبات نفاق النظام الروسي حين يزعم أن العقوبات الغربية هي السبب في المشاكل الحاصلة.