إيران وإسرائيل تتبادلان التهديدات بعد هجوم خليج عُمان
نتنياهو يتهم وطهران تنفي... وفريق أمني في أبوظبي لمعاينة السفينة وسيناريو الألغام الأكثر ترجيحاً
اتّهم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إيران رسمياً بالوقوف وراء ضرب سفينة إسرائيلية في خليج عمان الأسبوع الماضي، ملوحاً باستهداف وجودها في كل المنطقة، في حين نفت طهران الاتهامات الإسرائيلية وحذرت الدول الأوروبية من عرقلة الأوضاع بعد مساندة الأخيرة لجهود الرئيس الأميركي جو بايدن ضدها بالوكالة الدولية للطاقة الذرية.
مع تصاعد توترات بين تل أبيب وطهران على خلفية تحرك الرئيس الأميركي جو بايدن باتجاه العودة للاتفاق النووي الإيراني، اتّهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طهران باستهداف سفينة إسرائيلية الأسبوع الماضي في خليج عمان.وقال نتنياهو، في تصريحات لقناة "كان" الممولة من الحكومة أمس: "من الواضح أن هذا عمل إيران. بالنسبة للرد، تعرفون سياستي. إيران هي العدو الأكبر لإسرائيل وأنا عازم على الوقوف في وجهها. نضربها في كل أنحاء المنطقة".وأضاف نتنياهو، الذي يقوم بحملة للانتخابات التشريعية المقررة في 23 مارس الحالي: "الأهم من ذلك، أن إيران لن تتمكن من امتلاك أسلحة نووية، مع أو بدون اتفاق. هذا ما قلته لصديقي الرئيس بايدن".
وجاء التهديد بعد ساعات من اجتماع أمني عقدته حكومة نتنياهو لإجراء مشاورات بشأن ضرب السفينة.وذكرت تقارير إسرائيلية، أنّ المشاركين في المداولات الأمنية، قرّروا ألا يبقى الهجوم بدون ردّ إسرائيلي "قد لا يكون علنياً بالضرورة".كما جاءت تصريحات رئيس الوزراء بعد ضربات ليلية منسوبة لإسرائيل ضد مجموعات موالية لإيران في محيط منطقة السيدة زينب جنوب دمشق التي تعد معقلاً لـ"الحرس الثوري" الإيراني و"حزب الله" اللبناني.
ألغام وفحص
في غضون ذلك، نقل عن وزير إسرائيلي قوله، إن إيران استخدمت ألغاماً بحرية لضرب السفينة، فيما أفاد موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن خبراء ورجال أمن إسرائيليين توجهوا إلى أبوظبي للتحقيق في ملابسات الهجوم الذي تسبب في حدوث فتحات في جانبي جسم السفينة.وينوي الطاقم الإسرائيلي معاينة السفينة، التي تحمل علم الباهاماس وتحديد الأضرار التي لحقت بها، وما إذا كانت قد استُهدفت بصواريخ أم بألغام بحرية.وفي وقت سابق، نقل عن مالك السفينة الإسرائيلي رامي أونغر، أن "الأضرار فتحتان، قُطر كل منهما نحو 1.5 متر".ووقع انفجاران الخميس الماضي في السفينة "إم في هليوس ري" وهي في طريقها من الدمام إلى سنغافورة، ووصلت السفينة، أمس الأول، إلى دبي بهدف إصلاح الأضرار التي تعرضت لها.نفي وتحذير
وردّت السلطات الإيرانية على ادعاءات نتنياهو بالنفي بعد يوم من تلميح منصات إعلامية تابعة للتيار المتشدد بمسؤولية "محور المقاومة"، عن الهجوم البحري. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زادة، إن "الخليج وبحر عمان منطقتنا الأمنية المباشرة، ولن نسمح بإثارة الخوف والرعب فيهما من خلال هذه التصريحات. نتنياهو يعاني من مرض عقلي".وتابع قائلاً: "تحركات إسرائيل مثيرة للشك، وهي تدرك أن طهران سترد على أي تهديد بشكل صارم ودقيق".المواجهة النووية
على المستوى النووي يبدو أن الأمور متجهة كذلك إلى التصعيد بعد رفض إيران الاقتراح الأوروبي لعقد اجتماع بحضور واشنطن لمناقشة شروط إحياء الاتفاق النووي.جاء هذا الموقف الإيراني، الذي كرره الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، عشية إدانة محتملة لطهران من مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في اجتماع سيتناول قرار طهران وقف العمل بالبروتوكول الإضافي الذي يسمح بعمليات تفتيش مفاجئة، استبقه وزير الخارجية محمد جواد ظريف بتحذير الوكالة الذرية والدول الأوروبية من "عرقلة الأوضاع".وفي كلمته أمام اجتماع المحافظين، الذي تم خلاله استعراض عمليات التحقق والرصد في إيران بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة، قال المدير العام للوكالة رافائيل غروسي، إن "وجود العديد من جسيمات اليورانيوم ذات الأصل البشري بما في ذلك الجسيمات المتغيرة نظرياً في مكان لم تعلن عنه إيران هو مؤشر واضح على وجود مواد أو معدات نووية ملوثة بمواد نووية".وأضاف أنه "بعد مرور 18 شهراً لم تقدم إيران حتى الآن التفسير الضروري والكامل والموثوق تقنياً لوجود هذه الجسيمات".وأكد في هذا الصدد، أنه "وسط عدم وجود تفسير ذي مصداقية تقنياً من إيران، فإن الوكالة تشعر بقلق عميق من احتمال وجود مواد نووية غير معلن عنها في إيران".وأشار غروسي، إلى أن هذه المواد النووية لا تزال غير مبلغ عنها من إيران بموجب ما ينص عليه اتفاق الضمانات الخاص بها".وفيما يتعلق بثلاثة مواقع أخرى قال غروسي، إنه "لم يتم الإعلان عن أي منها للوكالة، وان إيران لم تجب عن أي من أسئلة الوكالة المتعلقة باحتمال وجود مواد نووية في تلك المواقع".وذكر أن نتائج العينات البيئية المأخوذة عام 2020 وجدت في اثنين من هذه المواقع جزيئات من اليورانيوم البشري المنشأ، مشيراً إلى أن الوكالة نقلت في الشهر الماضي نتائجها والأسئلة ذات الصلة إلى إيران.كما تطرق غروسي في كلمته الى المناقشات التي أجراها في أثناء زيارته الأخيرة لطهران وتوصله إلى تفاهم تقني ثنائي "مؤقت" يمكن الوكالة من استئناف عمليات التحقق والمراقبة الكاملين لالتزامات إيران المتعلقة بالمجال النووي بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة رغم خروجها من البروتوكول الإضافي.جلالي: «FATF» تضرّ بتمويل حلفائنا
حذّر رئيس منظمة الدفاع غير العسكري الإيرانية، العميد غلام رضا جلالي، من أن انضمام بلاده للوائح الدولية المعنية بمكافحة تمويل الإرهاب وغسل الأموال المعروفة بـ "FATF" سيكشف طرق التفاف طهران على العقوبات ويضر بتمويل طهران لأحزاب وميليشيات متحالفة معها في العراق ولبنان واليمن وسورية وغيرها. وقال جلالي في تصريحات أمس: "قبول اللوائح يتعارض مع استراتيجية المقاومة الفعالة ضد أعداء إيران"، مشيراً إلى توجّه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لإدراج الجماعات المسلحة المتحالفة مع طهران في المنطقة على قوائم الإرهاب، الأمر الذي سيعرّض طهران لعوقبات إضافية في حال قررت تمويلها. وتقدّم طهران تمويلا بملايين الدولارات لأحزاب تابعة لها في العالم العربي.
إيران لم ترد على طلبات بشأن وجود مواد نووية في 3 مواقع إضافية غير معلنة الوكالة الدولية